بوتفليقة يحمّل وزير العدل رسالة إلى الملك سلمان

21 نوفمبر 2017
ثالث رسالة من بوتفليقة للعاهل السعودي منذ إبريل (فيسبوك)
+ الخط -
أوفد الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، وزير العدل، الطيب لوح، إلى الرياض، للقاء العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز. وأورد بيان للرئاسة الجزائرية أن لوح سلّم الملك سلمان الرسالة من الرئيس بوتفليقة، بدون أن يكشف البيان عن فحوى الرسالة.

وتعتبر هذه ثالث رسالة يوجهها الرئيس بوتفليقة إلى الملك سلمان منذ إبريل/ نيسان 2016، وتأتي في أعقاب تحوّل لافت في مواقف الجزائر إزاء تقدير الموقف السعودي والقرارات العربية، إذ صوّتت، للمرة الأولى، على قرار عربي اتخذ في آخر اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة يدين ما وصفه بـ"التدخل الإيراني في المنطقة العربية"، عقب استهداف الرياض بصاروخ باليستي. كذلك لوحظ أن الجزائر لم تعترض، للمرة الأولى أيضاً، على تصنيف "حزب الله" منظمة إرهابية، فيما كانت قد اعترضت بشدة، في مارس/ آذار الماضي، على قرار كهذا، خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس.

وبحسب مراقبين، فإن موافقة الجزائر على القرار العربي قد تمثّل استرضاءً للسعودية، بعد فترة طفت فيها الخلافات السياسية في المواقف بين الجزائر والسعودية، إذ كانت الجزائر قد اعترضت على حرب اليمن و"التحالف العربي" بشأنها، وعلى سحب مقعد سورية من الجامعة العربية، إضافة إلى العلاقات المتميّزة للجزائر مع إيران، فضلاً عن تباين المواقف بشأن أزمة النفط وانهيار أسعاره، إذ تعتقد الجزائر أن الرياض تقف خلف هذه الأزمة بسبب إغراقها السوق بالنفط.

وتسببت هذه الخلافات في تأجيل متكرّر لزيارة محتملة كان سيقوم بها الملك السعودي إلى الجزائر في مايو/ أيار 2016، بناءً على دعوة وجهها إليه الرئيس بوتفليقة عبر مستشاره الخاص، الطيب بلعيز، الذي زار الرياض والتقى الملك سلمان في إبريل/ نيسان 2016، وكانت زيارة لتوضيح الموقف وتخفيف حدة الخلافات، تلتها زيارة لرئيس الحكومة الجزائرية، عبد المالك سلال، في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، للنظر في ترتيب هذه الزيارة ومناقشة قضايا عدة أبرزها انهيار أسعار النفط.

ويشرح مصدر دبلوماسي جزائري، في حديثه لـ"العربي الجديد"، تغيّر موقف الجزائر بالقول إنها "قدرت عدم الخروج عن الإجماع العربي والانسحاب من حالة التحمّس العربي لإدانة ما اعتبره بيان وزراء الخارجية العرب سلوكاً إيرانياً غير مقبول في المنطقة العربية"، لافتاً إلى أنه "سبق للجزائر أن أدانت بشدة، عبر بيان لوزارة الخارجية، إطلاق صاروخ باليستي على الرياض".

وأضاف أن الجزائر، التي تعتبر السعودية "شريكاً استراتيجياً"، قدّرت عدم الخروج عن الإجماع العربي، الذي ضمّ هذه المرة 20 دولة عربية عدا العراق ولبنان، وتجنبت التصلب في موقفها، وتلافت حلقة عدائية جديدة مع السعودية في موضوع متصل بالشأن العربي، بعد سلسلة اعتراضات جزائرية على قرارات عربية سابقة".

ولفت المصدر نفسه إلى أنه في مقابل ذلك فإن "الجزائر تدرك أن إيران ستتفهم الموقف الجزائري على خلفية علاقاتها المتميزة مع طهران، خاصة أنها لم تشارك في الاجتماع الوزاري العربي بوزير الخارجية عبد القادر مساهل، على الرغم من أنه كان موجوداً قبل ذلك بيوم في القاهرة، في إطار اجتماع الترويكا الخاصة بليبيا، وشاركت بتمثيل مخفض، يتمثل بسفير الجزائر في القاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية"، لافتاً إلى أنه "في الدبلوماسية حضور وزير موقف، وحضور مستوى أدنى منه موقف أيضاً، وهذا يعطي لإيران إمكانية أوضح لتفهّم طبيعة الموقف الجزائري".


المساهمون