استشهد خمسة فلسطينيين، مساء اليوم الأربعاء، إثر انفجار عبوة ناسفة بالقرب منهم عقب انتهاء فعالية جماهيرية نظمتها فصائل المقاومة الفلسطينية على الحدود شرقي مدينة غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، استشهاد 5 مواطنين وإصابة 25 بجراح مختلفة يجري التعامل معها في مجمع الشفاء الطبي.
وقال ناشطون عبر مواقع التواصل إن جيش الاحتلال أطلق الرصاص بكثافة على عدد من الشبان عقب زرع عبوة ناسفة على السياج الحدودي، ما أفقدهم القدرة على التراجع للخلف.
وأطلق جيش الاحتلال الرصاص على سيارات الإسعاف التي حاولت الوصول للمصابين في البداية، وفق الناشطين.
وكان عدد من الفلسطينيين، قد أصيبوا مساء اليوم الأربعاء، بالرصاص وبالاختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع شرقي مدينة غزة خلال قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي فعالية وطنية لإحياء الذكرى الـ 18 للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.
وشارك مئات الفلسطينيين في فعالية أقامتها فصائل المقاومة الفلسطينية شرق مدينة غزة في ذكرى الانسحاب والذكرى الثلاثين لاتفاقية أوسلو، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية إلى جانب شعارات دعم للمقاومة.
وأشعل الشبان الإطارات المطاطية على مقربة من السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948 للتشويش على جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين استهدفوهم بشكلٍ مباشر، تزامناً مع إطلاق الطائرات المسيرة الإسرائيلية لقنابل الغاز بشكلٍ مباشر على المتظاهرين.
تأكيد على نهج المقاومة
وأكد ناطق باسم الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في كلمة خلال الفعالية على أن "اتفاقية أوسلو تخدم الاحتلال الإسرائيلي لوحده وهو ما يتطلب من منظمة التحرير موقفاً وطنياً للفظ كل الاتفاقيات، والذهاب نحو خيار المقاومة مع العدو الذي أثبت نجاعته".
وأضاف الناطق أن مناورات "الركن الشديد 4" التي نفذت، أمس الثلاثاء، "هي أكبر رسالة على هذا الإنجاز التاريخي والانتصار للمقاومة ونهجها"، مشددًا على أن "ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من غزة ستبقى يوماً مفصلياً في تاريخ المقاومة والشعب على حدٍ سواء".
وأشار إلى أن "الفعل البطولي الذي جرى عبر عشرات العمليات المباركة والتي كانت سبباً من هروب إسرائيل من غزة يعطي دافعاً لاستمرار نهج المقاومة بدون تردد"، ومعتبراً أن "هذا الفعل هو رسالة حية أن تهديدات العدو لشعبنا ومقاومتنا لن تكون سوى حسرة وخسران للاحتلال".
إلى ذلك، دعا الأمين العام لحركة "المجاهدين" أسعد أبو شريعة في كلمة ممثلة عن الفصائل، إلى "الاعتبار مما فعلته اتفاقية أوسلو من دمار وخراب وطني غير مسبوق في تاريخ الفلسطينيين، ومما حققته المقاومة من تحرير وعزة وطرد للاحتلال ومستوطنيه، وما تُحقق المقاومة اليوم في الضفة".
وقال أبو شريعة إن المقاومة الفلسطينية تراقب أي اعتداءات من قبل الاحتلال تمس بالمسجد الأقصى تزامناً مع الأعياد اليهودية خلال الأيام المقبلة، إلى جانب مساندة الأسرى في معركتهم ضد الاحتلال، محذراً في ذات الوقت من انفجار المنطقة نتيجة تصرفات الاحتلال.
من جانبه، شدد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" سهيل الهندي، على أن "المقاومة لوحدها قادرة على تحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي وأنها المسار الصحيح الواجب أن يسلكه الجميع بعيداً عن مسار التسوية والمفاوضات مع إسرائيل".
وقال الهندي لـ "العربي الجديد" إن المقاومة في غزة تقف إلى جانب الضفة الغربية المحتلة من خلال مسار العمل المقاوم الذي لن يتوقف، مؤكداً أن "الاحتلال أو غيره لن يخضع المقاومة الفلسطينية الماضية في طريقها الحالي ونحن لا نخشى كل التهديدات التي يطلقها".
بدوره، أكد رئيس دائرة العلاقات الوطنية في حركة "الجهاد الإسلامي" خالد البطش، أن "المقاومة مستمرة دون القبول بأي قسمة وستتواصل حتى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية"، مضيفاً أن المقاومة ستستمر في طريقها الحالي دون أي تنازل أو تراجع عن مسارها.
وقال البطش لـ "العربي الجديد" إن "رسالة المقاومة واضحة بأنها لن توقف عملها ومقاومتها حتى تحرير الأرض وتحرير الضفة الغربية المحتلة وإيصال رسائل للجميع بأن هذا الأرض هي ملك للشعب الفلسطيني وحده فقط وهو صاحب الحق التاريخي فيها".
ووفق رئيس دائرة العلاقات الوطنية في حركة "الجهاد الإسلامي"، فإن "المقاومة الفلسطينية جاهزة في كل لحظة من أجل حماية المقدسات والأسرى والاستمرار في مسار التحرير الذي سلكته منذ سنوات من أجل الدفاع عن كامل الحقوق الفلسطينية في مختلف المناطق".