اعتقلت السلطات المصرية، اليوم الأربعاء، عبد الله محمد مرسي (25 عاماً)، نجل الرئيس المعزول محمد مرسي، من منزله بضاحية الشيخ زايد بمحافظة الجيزة، غربي العاصمة القاهرة، رداً على حوار أجراه أخيراً مع وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، والذي كشف فيه عن أن "والده في عزلة تامة داخل محبسه، وبلا أي رعاية صحية، وينام على الأرض".
وصرح المتحدث باسم أسرة الرئيس المعزول، أحمد محمد مرسي، بأنهم فوجئوا صباح اليوم باقتحام عناصر أمنية - لا يعلمون هويتها - المنزل، لاعتقال شقيقه عبد الله، مشيراً إلى أن "الأسرة لا تعرف مكانه حتى الآن"، في وقت لم تصدر فيه السلطات المصرية أي تعليق رسمي حول سبب اعتقال نجل مرسي الأصغر، والذي سبق وقضى عاماً داخل السجن بتهمة "ملفقة".
وقبل أيام قليلة، أدلى عبد الله مرسي بتصريحات إلى وكالة "أسوشيتد برس" بشأن صحة والده، عقب زيارة الأسرة للرئيس المعزول في محبسه بسجن طره، إثر سماح الأجهزة الأمنية بزيارة العائلة لأول مرة منذ أكثر من عامين، مُنعت فيها الزيارة تماماً عن مرسي، بالمخالفة للوائح السجون المنظمة، والاتفاقيات الدولية الموقعة عليها مصر في مجال حقوق الإنسان.
وكشف عبد الله للوكالة الإخبارية أن "والده يضرب أروع الأمثلة على الصمود في مواجهة انتقام نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي منه، ومن أسرته"، وأنه "يذهب كل شهر إلى سجن طره طوال خمس سنوات، وينتظر تحت الشمس الحارقة، في محاولة للحصول على تصريح لرؤية والده دون جدوى".
وأشار كذلك إلى أن والده "لا يعلم بمجريات الأمور في البلاد منذ اعتقاله، لأنهم يحاصرونه في السجن الانفرادي، ويعزلونه عن بقية السجناء، ولا يسمحون له بقراءة الصحف، أو يسمحون حتى بإدخال قلم وورقة ليكتب فيها أفكاره".
وأوضح عبد الله أن "والده يعيش في حالة معنوية قوية، رغم العزلة التامة، ومعاناته من اعتلال الصحة، بسبب ظروف احتجازه القاسية، وحرمانه من العلاج أو رؤية أسرته، ليقدم بذلك القدوة والمثل لكل الشرفاء والثوار"، لافتاً إلى أن زيارة الأسرة للرئيس المعزول لم تستغرق سوى 25 دقيقة، وهي المرة الثالثة فقط التي رأوه فيها خلال خمس سنوات كاملة.
وأفاد نجل الرئيس المعزول بأنه على خلاف كل مواطن مصري، محروم من استخراج جواز سفر أو بطاقة هوية أو رخصة قيادة من دون إبداء أسباب، وأيضاً ممنوع من الالتحاق بأي وظيفة بالرغم من مؤهلاته، "لأن أصحاب العمل يخشون من توظيفه، ويطلبون خطابات رسمية من جهاز الأمن الوطني تسمح لهم بذلك".
وفي 21 يوليو/ تموز 2015، أفرجت السلطات المصرية عن عبد الله بعد اعتقاله عاماً، بدعوى تورطه في قضية "تعاطي مخدرات" مع أحد زملائه داخل سيارة خاصة بضاحية العبور، على وقع العثور على بقايا سجائر "حشيش" داخل السيارة التي كانا يستقلانها حال ضبطهما، وهي القضية التي وصفها مراقبون بـ"المفبركة" في محاولة من النظام لتشويه سمعة عائلة مرسي.
وعزل الجيش مرسي في 3 يوليو/تموز 2013، وهو أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً في تاريخ مصر، وعين بدلاً منه رئيساً وحكومة مؤقتين، ومنذ حينها اعتقلت السلطات عشرات الآلاف من مؤيدي جماعة الإخوان، إلى جانب المئات من الناشطين غير الإسلاميين، الذين لعبوا دوراً بارزاً في الاحتجاجات الشعبية، فضلاً عن قتل وتصفية وإخفاء أعداد كبيرة من المعارضين.