قُتل أربعة أشخاص على الأقلّ، بينهم عنصران بجيش النظام السوري، جرّاء قصف إسرائيلي استهدف، فجر اليوم الاثنين، مطار دمشق الدولي، ووضعه خارج الخدمة للمرة الثانية، منذ الصيف الماضي.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن القصف الإسرائيلي طاول موقعاً على أطراف مطار دمشق الدولي، موضحة أن أحد الصواريخ أصاب مبنى المطار المدني، إضافة إلى موقع جنوب العاصمة في منطقة السيدة زينب. وأضافت أن المواقع المستهدفة تتمركز فيها قوات لـ"حزب الله" اللبناني، وأخرى من "الدفاع الوطني" المدعومة من "الحرس الثوري" الإيراني.
وذكرت المصادر ذاتها، التي اشترطت عدم كشف هويتها، أن قتيلين من المليشيات المدعومة من إيران، أحدهما برتبة رائد شرف وينحدر من ريف حمص الغربي من بلدة القبو، والثاني برتبة ملازم شرف.
وسمع دوي انفجارات أيضاً في محيط دمشق، ناجمة عن إطلاق صواريخ من الدفاع الجوي التابع للنظام، سقط بعضها في المحيط الجنوبي للعاصمة أيضا دون وقوع أضرار بشرية أو مادية.
وكان إعلام النظام الرسمي قد أعلن في وقت سابق فجر اليوم عن خروج مطار دمشق الدولي عن الخدمة ومقتل عسكريين وإصابة آخرين بجروح، جراء قصف إسرائيلي على المطار ومحيطه.
ونقلت وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري سوري قوله إنه عند "حوالى الساعة 2:00 من فجر هذا اليوم (23,00 ت غ)، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ.. مستهدفاً مطار دمشق الدولي ومحيطه، ما أدى الى استشهاد عسكريين اثنين وإصابة اثنين آخرين بجروح، ووقوع بعض الخسائر المادية، وخروج مطار دمشق الدولي عن الخدمة".
وصباح اليوم أعلنت وزارة النقل، التابعة لحكومة النظام، عن عودة مطار دمشق الدولي للخدمة واستئناف الرحلات الجوية اعتباراً من الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي.
وأضافت الوزارة، في بيان، أن كوادرها، وبالتعاون مع الجهات والمؤسسات المعنية، قامت بإزالة الأضرار الناجمة عن العدوان الإسرائيلي منذ ساعات الفجر، والمباشرة بإصلاحها، ووضع المطار في الخدمة، مع استمرار عمليات الإصلاح في المواقع الأخرى المتضررة.
ودعت الوزارة "النواقل الوطنية لترتيب مواعيد رحلاتها الجوية عبر المطار اعتباراً من اليوم 09:00 صباحاً وتخديم المسافرين كالمعتاد".
وهذه المرة الثانية التي يخرج فيها مطار دمشق الرئيسي في البلاد عن الخدمة منذ يونيو/حزيران 2022، حين أدى قصف إسرائيلي إلى تعليق كل الرحلات لنحو أسبوعين بعدما ألحق أضراراً بأحد المدارج.
وفي الشأن، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه أحصى خلال عام 2022 الفائت 32 ضربة من إسرائيل، استهدفت بها الأراضي السورية، سواء عبر ضربات صاروخية أو جوية، أسفرت عن إصابة وتدمير نحو 91 هدفاً، ما بين مبان ومستودعات للأسلحة وذخائر ومقرات ومراكز وآليات.
وبحسب المرصد تسببت تلك الضربات بمقتل 89 من العسكريين، بالإضافة لإصابة 121 آخرين منهم بجراح متفاوتة، والقتلى هم من المليشيات الإيرانية أو المدعومة من إيران، ومن قوات النظام السوري، و"حزب الله" اللبناني، إضافة إلى مقتل رئيس فئة العمال في دائرة الشحن الأرضية بمطار دمشق، وإصابة 23 مدنياً بجراح، بينهم طفلة، و3 سيدات على الأقل.
ووفق "فرانس برس" لم يصدر أي تعليق رسمي عن إسرائيل، التي شنّت خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سورية طاولت مواقع للجيش السوري، وأهدافاً إيرانيّة، وأخرى لـ"حزب الله".
وتؤكد طهران وجود عناصر من قواتها المسلحة في سورية في مهمات استشارية. ومنذ عام 2013، يقاتل "حزب الله" اللبناني المدعوم من طهران، بشكل علني في سورية، دعماً لقوات النظام.
وتشنّ إسرائيل باستمرار ضربات تستهدف مواقع للطرفين، ومستودعات أسلحة وذخائر في محيط دمشق، وداخل مطارات مدنية وعسكرية في مناطق متفرقة.
ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سورية، لكنّها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سورية.