أبدى "الحزب الشيوعي العراقي" "ملاحظات" حول تحالف "سائرون"، الذي يجمعه بالتيار الصدري وقوى مدنية أخرى، عقب إعلان "سائرون" تحالفه مع "الفتح"، الذي يضمّ "الحشد الشعبي"، ويتشاور حاليا أعضاء أقدم حزب في العراق من أجل التوصل إلى قرارٍ نهائي بشأن التوافق مع قادة "الحشد"، الذين يختلفون فكرياً مع المبادئ الشيوعية.
وقال عضو الحزب الشيوعي العراقي، ياسر السالم، لـ"العربي الجديد"، إن الحزب "اجتمع لأكثر من مرة، خلال الساعات الماضية، عقب إعلان مقتدى الصدر تحالفه مع الفتح، في مدينة النجف، من أجل المداولة والنقاش حول مستقبل الحزب داخل سائرون".
وأضاف أن "هناك آراء مختلفة لدى قادة الحزب، وهي في اتجاه التبلور ومن ثم الإعلان الرسمي"، مشيراً إلى أن "الحزب لديه ملاحظات حول التحالف مع الفتح، والموقف الجديد الذي بدَر من الصدر ونحن جزء من سائرون، وحين يكون لنا موقف من التحالف مع جهة معينة، فسيكون لنا موقف من تحالفنا سائرون أيضاً".
ونفى السالم، "توجه الحزب الشيوعي للانسحاب من سائرون"، مبيناً أن "هناك من يقول إن الحزب يشهد خلافات كبيرة، وهذا غير صحيح، لدينا ملاحظات ستصدر في بيان رسمي، خلال الوقت القليل المقبل".
وأعلن في العراق، الليلة الماضية، عن انبثاق تحالف جديد بين "سائرون" و"الفتح"، وقال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إن "سائرون" تحالف مع "الفتح" لتشكيل الكتلة الكبرى في البرلمان، مؤكدا خلال مؤتمر صحافي عقده في محافظة النجف (180 كيلومترا جنوب بغداد) مع زعيم تحالف "الفتح" هادي العامري، أن الاتفاق بين التحالفين يأتي ضمن الفضاء الوطني.
وأشار الصدر إلى أن التحالف الجديد لن يؤثر في التحالف الثلاثي السابق بين "سائرون" و"ائتلاف الوطنية" لإياد علاوي و"الحكمة" بقيادة عمار الحكيم. ورغم التحالف الأخير مع مليشيات "الحشد الشعبي"، لم تتمكن هذه الجهات من تحقيق "الغالبية البسيطة"، وهي المُمهِدة للكتلة الأكبر وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
في السياق، أكد المحلل السياسي العراقي واثق الهاشمي، أن "أمام الحزب خيارين، إما البقاء ضمن سائرون وضمان حصولهم على وزارة ضمن الحكومة الجديدة، أو الانسحاب والاتجاه نحو المعارضة، والأخير مستبعد بشكل كبير".
وأضاف في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "تحالف النصر، لرئيس الحكومة حيدر العبادي قد يلتحق بتحالف الصدر"، مضيفا: "لا أستبعد انضمام ائتلاف دولة القانون (نوري المالكي) أيضاً إلى هذه الجبهة، لأن التحدث بتشكيل الحكومة العابرة للطائفية في العراق، لا يمثل سوى أحلام يقظة".