العراق: الفلوجة تودع العام بآلاف القتلى والجرحى

30 ديسمبر 2014
الضحايا غالبيتهم نساء وأطفال (مهند فلاح/Getty)
+ الخط -

أعلنت السلطات الصحية في مدينة الفلوجة، (غرب العراق)، يوم الثلاثاء، أنّ "عام 2014، أقفل على آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، غالبيتهم نساء وأطفال"، وذلك من جراء القصف الذي شنته القوات العراقية والمليشيات وقوات التحالف على المدينة، عقب سيطرة الفصائل المسلّحة عليها مطلع العام الجاري، لتكون أول مدينة عراقية تعلن خسائرها البشرية جراء الحرب الدائرة في البلاد، ومن المرجح أن تحافظ على الصدارة في هذا الإطار.

وبيّنت السلطات الصحية، في بيانها، أنّ في مدينة الفلوجة، بلغت حصيلة الضحايا "عام 2014، 1956 قتيلاً، يشكل الأطفال والنساء نصفهم، بينما أصيب 3467 مدنيّاً من بينهم ألف طفل وامرأة".

وأوضحت السلطات، أنّ "غالبية الجرحى أصيبوا بإعاقات مختلفة ستلازمهم مدى الحياة"، مبينةً أنّ "تلك الأرقام التي وصلت إلى مستشفيات المدينة، ولم يتم إحصاء الآخرين الذين قضوا داخل منازلهم أو في الشوارع نتيجة القصف الحكومي، ولم يتم نقلهم إلى المستشفى بل إلى المقابر مباشرة".

وفي هذا السياق، أشارت المعلومات الصحية، إلى أنّ "الضحايا من المدنيين، قتلوا في قصف بواسطة البراميل المتفجرة والصواريخ والقصف المدفعي من القوات الحكومية إبان حكومة نوري المالكي والحكومة الحالية".

وتقع مدينة الفلوجة، إلى الغرب من بغداد، بواقع (60 كيلومتراً)، يقطنها نحو مليون مواطن، وتعرف باسم "أم المساجد وعروس الفرات"، بسبب انحناء الفرات حول خصرها الغربي والجنوبي. وشهدت المدينة منذ عام 2003 معارك طاحنة ضد القوات الأميركية والبريطانية، ومن ثم الحكومة إبان رئاسة إياد علاوي ثم نوري المالكي ومن بعده حيدر العبادي.

وتعتبر الخسائر البشرية في صفوف المدنيين هي الأعلى ضمن سلسلة حروب المدينة، بسبب القصف العشوائي، الذي انتهجته القوات العراقية على الأحياء السكنية داخل المدينة عقب انتفاضة العشائر على حكومة المالكي، لاتهامه بـ"الطائفية والتبعية لإيران وسرقة مقدرات المدينة المالية".

وبالنسبة إلى الخسائر المادية، قال عضو المجلس المؤقت في المدينة، عبدالله المحمدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القصف دمر حتى الآن 69 مدرسة ابتدائية وثانوية، و41 مسجداً وجامعاً، و6421 منزلاً بشكل كامل وجزئي، إضافة إلى نحو 3 آلاف متجر و19 معملاً للصناعات الثقيلة والخفيفة، فضلاً عن تدمير خدمات البنى التحتية".

وأضاف المحمدي، أن هذا التدمير خلف "نحو 780 ألف نسمة من المهجرين، وقد دخلوا عامهم الثاني، من دون أي بوادر لعودتهم إلى منازلهم في ظل استمرار الحرب على قدم وساق ولا خاسر في المعادلة، إلاّ المدنيين".

المساهمون