3 قضايا رئيسية تحسم السباق الرئاسي بين ماكرون ولوبان

11 ابريل 2022
سيتواجه المرشحان في الدورة الثانية في 24 إبريل/نيسان (جول ساغيت وإريك فيفربرغ/فرانس برس)
+ الخط -

 تصدّر إيمانويل ماكرون نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، الأحد، بفارق بضع نقاط مئوية عن منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان، وسيتواجه الاثنان في الدورة الثانية في 24 إبريل/نيسان، التي تبدو نتيجتها غير محسومة.

في ذلك التاريخ، يقرر الفرنسيون ما إذا كانوا سينتخبون الرئيس الوسطي المؤيد للأعمال، إيمانويل ماكرون، لفترة جديدة أو سينسفون إجماعا سائدا منذ عقود على اختيار مرشح التيار الرئيسي لصالح مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.

وفي ما يلي ما يمكن توقعه منهما بشأن القضايا الرئيسية:

الاقتصاد

لوبان: غيرت اليمينية المتطرفة وجهة حزب والدها ("الجبهة الوطنية") الداعم للسوق الحرة والتدخل المحدود للحكومة في السياسة العامة والقطاع الخاص، إلى حزب داعٍ إلى الحمائية، أصبح اسمه اليوم "التجمع الوطني".

تريد تنفيذ سياسة "اشترِ الفرنسي" على المناقصات العامة، وخفض الحد الأدنى لسن التقاعد إلى 60 لمن بدأوا العمل قبل بلوغ سن العشرين، وإلغاء ضريبة الدخل لمن تقل أعمارهم عن 30 عاما، وخفض ضريبة القيمة المضافة على الطاقة إلى 5.5 بالمائة من 20 بالمائة.

كما ستنفق ملياري يورو (2.18 مليار دولار) على مدى خمس سنوات لرفع رواتب العاملين بالمستشفيات، وتوظيف 10 آلاف غيرهم. سترفع رواتب المعلمين 15 بالمائة على مدى خمس سنوات.

تقول جيل إيفالدي أستاذة العلوم السياسية في معهد العلوم السياسية، إن البرنامج الاقتصادي لحزبها يميل إلى اليسار أكثر مما كان عليه منذ عقود.

تريد لوبان خفض الحد الأدنى لسن التقاعد إلى 60 لمن بدأوا العمل قبل بلوغ سن العشرين، وإلغاء ضريبة الدخل لمن تقل أعمارهم عن 30 عاما، ويتعهد ماكرون بجعل بعض مزايا الرعاية الاجتماعية مشروطة بساعات تدريب تتراوح بين 15 و20 ساعة، على غرار السياسات المتبعة في دول مثل الولايات المتحدة أو بريطانيا

ماكرون: يخطط الزعيم الفرنسي لمضاعفة إصلاحات السوق الحرة التي نفذها خلال فترة ولايته الأولى، إذ كان البند الرئيسي في برنامجه هو زيادة الحد الأدنى لسن التقاعد إلى 65 من 62.

يتعهد ماكرون أيضًا بجعل بعض مزايا الرعاية الاجتماعية مشروطة بساعات تدريب تتراوح بين 15 و20 ساعة، على غرار السياسات المتبعة في دول مثل الولايات المتحدة أو بريطانيا.

التأمين ضد البطالة، الذي يضمن للعمال ما يصل إلى ثلثي رواتبهم لمدة عامين إذا فقدوا وظائفهم، سيكون مرتبطا بقوة الاقتصاد.

الاتحاد الأوروبي

لوبان: على الرغم من أنها تخلت عن خططها السابقة للانسحاب من منطقة اليورو وسداد ديون فرنسا بالفرنك، تعهدت لوبان بقطع المساهمات في خزائن الاتحاد الأوروبي. وستضع مثل هذه الخطوة باريس على مسار تصادمي مع المفوضية الأوروبية وأعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين.

وتصر على أن القانون الفرنسي يجب أن تكون له اليد العليا على قواعد الاتحاد الأوروبي، في تحد للمحكمة العليا في التكتل، وتقول إنها تريد في النهاية استبدال الاتحاد الأوروبي بـ"أوروبا الأمم"، رغم أنها لم توضح بعد كيف سيبدو ذلك.

على مدى السنوات الخمس الماضية، سعى ماكرون إلى إعادة توجيه الاتحاد الأوروبي نحو موقف أكثر حمائية، أما لوبان وعلى الرغم من أنها تخلت عن خططها السابقة للانسحاب من منطقة اليورو وسداد ديون فرنسا بالفرنك، فإنها تعهدت بقطع المساهمات في خزائن الاتحاد الأوروبي

كما ستوظف لوبان آلافا من وكلاء الجمارك لفحص البضائع التي تدخل فرنسا، بما في ذلك من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، بدعوى مكافحة الاحتيال. ويقول محللون إن ذلك من شأنه أن يقوض السوق الموحدة.

ماكرون: سيواصل المؤيد للاتحاد الأوروبي سعيه لتطوير ما يسميه "الاستقلال الاستراتيجي" لأوروبا في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والزراعة والطاقة، وتقليل اعتماد التكتل على القوى الأخرى.

على مدى السنوات الخمس الماضية، سعى ماكرون إلى إعادة توجيه الاتحاد الأوروبي نحو موقف أكثر حمائية، ومنع بعض صفقات التجارة الحرة مع الكتل الأخرى، مثل ميركوسور، وإنشاء آلية تزيد من التدقيق في عمليات الاستحواذ الخارجية على شركات الاتحاد الأوروبي الاستراتيجية.

ومن المرجح أيضا أن يدفع ماكرون من أجل المزيد من التنظيم لعمالقة التكنولوجيا من الولايات المتحدة، وقال إنه يريد إنشاء "ميتافيرس أوروبي" للتنافس مع فيسبوك.

حلف شمال الأطلسي

لوبان: تريد سحب فرنسا من القيادة المشتركة لحلف شمال الأطلسي، في تحد لهيكل الأمن الغربي في فترة ما بعد الحرب الباردة.

يتهمها معارضوها بأنها مقربة من موسكو. حصل حزبها على قرض مصرفي من بنك روسي في عام 2014، واستضافها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين قبل فترة وجيزة من الانتخابات الرئاسية لعام 2017.

نددت بالغزو الروسي لأوكرانيا، لكنها قالت إن موسكو قد تكون حليفة مرة أخرى بعد الحرب.

وفي مقابلة مع رويترز وصفت نفسها بأنها "ديغولية" (نسبة للزعيم في زمن الحرب شارل ديغول)، وقالت إنها ستنتهج سياسة خارجية على مسافة متساوية مع واشنطن وموسكو.

وعندما سئلت عما إذا كانت لديها رسالة إلى البلدين الحليفين التقليديين لفرنسا، بريطانيا والولايات المتحدة، قالت: "تخليا عن أفكاركما المسبقة عني".

قال ماكرون إنه سيسعى إلى جعل الأوروبيين أقل اعتمادا على الجيش الأميركي في ما يتعلق بالأمن، أما لوبان فتريد سحب فرنسا من القيادة المشتركة لحلف شمال الأطلسي في تحد لهيكل الأمن الغربي في فترة ما بعد الحرب الباردة

ماكرون: على الرغم من أن ماكرون أثار استياء حلف الأطلسي، لا سيما في شرق أوروبا وألمانيا، عندما وصفه بأنه "ميت دماغيا" في عام 2019، فقد قال بعدها إن الغزو الروسي لأوكرانيا "أعاده إلى الحياة".

ومع ذلك، فإنه سيسعى إلى جعل الأوروبيين أقل اعتمادا على الجيش الأميركي في ما يتعلق بالأمن.

دفع ماكرون الاتحاد الأوروبي إلى التركيز أكثر على منطقة المحيطين الهندي والهادئ ونفوذ الصين المتزايد في المنطقة. ومع ذلك، فقد خاض صداما مع واشنطن ولندن وكانبيرا بعدما تراجعت أستراليا عن صفقة غواصات ضخمة مع فرنسا.

وكان حذِرا بشأن ما إذا كان سيسعى إلى التعاون مع التحالف الأمني الجديد بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا ضد الصين أو محاولة إقناع الاتحاد الأوروبي باتباع سياسته المستقلة تجاه بكين.

الاقتصاد والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ثلاث قضايا رئيسية سوف تحسمها خيارات الناخبين الفرنسيين.

(العربي الجديد، رويترز)