الكونغرس الأميركي يستأنف اليوم جلسات الاستماع الخاصة بالقضية الأوكرانية

19 نوفمبر 2019
سيستمع الكونغرس لتسعة شهود على مدى ثلاثة أيام (Getty)
+ الخط -
يستأنف الكونغرس الأميركي، اليوم الثلاثاء، سلسلة جلسات ماراثونية مرتبطة بالتحقيق الخاص بإطلاق إجراءات عزل الرئيس دونالد ترامب، حيث سيستمع لتسعة شهود على مدى ثلاثة أيام، من بينهم سفير تحظى شهادته باهتمام وترقب كبيرين من الديمقراطيين.
ويمثل مستشارون في البيت الأبيض ودبلوماسيون ومسؤولون كبار في الإدارة الأميركية أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي التي تخوض التحقيقات ضد الرئيس الأميركي على قدم وساق. وستُبثّ إفاداتهم مباشرة عبر التلفزيون، كما إفادات دبلوماسيين ثلاثة من قبلهم الأسبوع الماضي. والهدف من ذلك السماح للأميركيين بتكوين آرائهم الخاصة حول محاولات الرئيس حضّ أوكرانيا على التحقيق بشأن جو بايدن الذي يملك فرصاً كبيرة لمنافسته في السباق الرئاسي عام 2020.
ويرى الديمقراطيون أن "الحقائق لا يمكن إنكارها: الرئيس أساء استخدام نفوذه من أجل أهداف شخصية على حساب مصالح أمننا القومي"، وفق ما قالت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، الاثنين. ويندد ترامب، الذي قال إنه "ينظر جدياً" بتقديم شهادة بدوره للكونغرس، والمدافعون عنه من الجمهوريين، بالتحقيق، على اعتبار أنه "مطاردة" غير مسبوقة ضد الرئيس. ويشدد ترامب على أن مكالمته في 25 يوليو/تموز مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التي طلب منه خلالها "النظر" بشأن الديمقراطي جون بايدن، كانت "ممتازة"، وهو يؤكد عدم ممارسته "لأي ضغط" على نظيره الأوكراني، لكن الديمقراطيين يشككون بأنه عمد إلى تجميد مساعدة عسكرية لأوكرانيا لإجبار زيلينسكي على تنفيذ رغباته.
ويترقب الديمقراطيون بشدة جلسة غد، الأربعاء، الخاصة بالسفير الأميركي السابق في الاتحاد الأوروبي جورج سوندلاند، الذي، وباعترافه الخاص، قال للأوكرانيين إنهم لن يحصلوا على مساعدة بقيمة 400 مليون دولار ما لم يعلنوا عن فتح تحقيق حول جو بايدن.
وعُيّن سوندلاند، رجل الأعمال الغني، في هذا المنصب بعدما تبرع للجنة تنصيب دونالد ترامب بمليون دولار. وعلى عكس الدبلوماسيين الآخرين الذين تم الاستماع إليهم، كان سوندلاند على تواصل وارتباط مباشرين بالرئيس ترامب خلال الصيف.

وخلال جلسة استجوابه المغلقة، تهرب سوندلاند من الإجابة عن العديد من الأسئلة، متذرعاً أكثر من مرة بأنه "لا يذكر" اجتماعات أو مكالمات ذكرها شهود آخرون مرتبطون بالملف. ونفى أيضاً استخدام المساعدات العسكرية لأوكرانيا كورقة ضغط ضدها. وأضاف سوندلاند في شهادته بعض التفاصيل التي تتناقض مع ما قاله شهود آخرون، حيث أوضح أنه "يتذكر" أخيراً "الحديث، بشكل جانبي" مع أحد مستشاري الرئيس الأوكراني. ولم يشر سوندلاند أيضاً إلى حديثه مع ترامب في 26 يوليو/تموز، مباشرةً بعد المكالمة بينه وبين زيلينسكي.
وقبل الاستماع إلى سوندلاند، يصغي النواب، صباح اليوم الثلاثاء، لشهادة مستشار البيت الأبيض والعسكري الذي يحظى بالاحترام ألكسندر فيندمان. وكعضو في مجلس الأمن القومي، كان فيندمان يشعر بالقلق إزاء ابتزاز تتعرض له كييف منذ 10 يوليو/تموز، وعرض الأمر على الدوائر القانونية التابعة للرئاسة.
وإلى جانبه، ستدلي جنيفر ويليامز، معاونة نائب الرئيس مايك بنس، بشهادتها أيضاً. وبعد ظهر الثلاثاء، سيحين دور المبعوث الأميركي إلى أوكرانيا كورت فولكر للشهادة، وقد يجد نفسه في موقف مزعج. واعترف هذا الدبلوماسي بأنه وضع مسؤولين أوكرانيين على اتصال مع المحامي الخاص لترامب، رودي جيولياني، الذي خاض لأشهر حملة لإقناع كييف بالتحقيق بشأن جو بايدن.

ويدلي تيموثي موريسون، العضو كذلك في مجلس الأمن القومي، بشهادته إلى جانب فولكر. ويبدو من خلال تقارب مواعيد هذه الجلسات أن الديمقراطيين الذين يسيطرون على مجلس النواب يأملون بالتصويت سريعاً على قرار إدانة رسمي للرئيس، ربما قبل عيد الميلاد.
ويهدد هذا التحقيق بجعل ترامب ثالث رئيس أميركي يواجه إجراءات عزل، لكن عزله فعلياً سيتطلب موافقة مجلس الشيوخ، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، على إدانته.

روسيا ترفض التعليق

وفي موسكو، أعلن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، اليوم الثلاثاء، أنّ الكرملين لن يعلق على جلسات استماع عزل ترامب.

وقال بيسكوف للصحافيين، وفق ما أوردته وكالة "سبوتنيك" الروسية: "نحن نفضل عدم التدخل. تعلمون أن مشاعر رهاب الروس تتملك الأميركيين قبل كل انتخابات إلكترونية... بالطبع، العالم كله يتابع ما يحدث هناك، بما في ذلك روسيا، لكننا لا نرغب في التعليق عليه. فليتعامل الأميركيون أنفسهم مع هذا، إنه شأنهم الداخلي. نحن لم ولن نتدخل في شؤونهم الداخلية".


(فرانس برس، العربي الجديد)