الانسحاب الأميركي من النيجر: بيان مشترك يكشف التفاصيل

08 يونيو 2024
علما أميركا والنيجر أمام قاعدة عسكرية في أغاديز، 16 إبريل 2018 (أسوشييتد برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في سحب قواتها من النيجر، مع غادر أكثر من 269 جنديًا وأطنان من المعدات، تنفيذًا لاتفاق مع النظام العسكري في نيامي، ومن المقرر أن ينتهي الانسحاب بحلول 15 سبتمبر.
- تم تشكيل لجنة مشتركة لفك الارتباط لضمان انسحاب آمن ومنظم، مع التزام الطرفين بحماية القوات الأمريكية ومواصلة التعاون في مجالات مشتركة، مؤكدين على عدم تأثير الانسحاب على العلاقات الثنائية.
- الانسحاب يأتي عقب توترات وإلغاء النيجر لاتفاق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة بعد انقلاب، ورغم ذلك، تستمر واشنطن في التعاون مع النيجر في المساعدات التنموية باتفاقية جديدة بقيمة 500 مليون دولار.

غادر أكثر من 269 جنديا أميركيا من أصل 946 النيجر بعد اتفاق وقع في مايو/ أيار الماضي بين واشنطن والنظام العسكري في نيامي. وأعلن قائد القوات البرية النيجرية العقيد مامان ساني كياو واللواء كينيث إيكمان من وزارة الدفاع الأميركية، في بيان، الجمعة، أنه "منذ توقيع الاتفاق بشأن انسحاب القوات الأميركية في 19 مايو/ أيار 2024، غادر النيجر بالفعل أكثر من 269 من أصل 946 عنصرا بالإضافة إلى أطنان عدة من المعدات".

وقد نشر البيان بمناسبة حفل في القاعدة العسكرية 101 في نيامي جرى تنظيمه لرحيل جنود أميركيين لم يُحدد عددهم، وهو ما يمثل بحسب النص "البداية الرسمية لانسحاب الأفراد والمعدات العسكرية الأميركية". وسبق لواشنطن ونيامي أن أعلنتا أن انسحاب القوات الأميركية من النيجر الذي طلبه النظام العسكري الحاكم ينتهي في 15 سبتمبر/ أيلول "على أبعد تقدير". وأكد البلدان أنهما "توصلا إلى اتفاق لفك الارتباط بهدف تنفيذ انسحاب القوات الأميركية الذي بدأ بالفعل".

لجنة مشتركة لضمان انسحاب منظم وآمن من النيجر

وجاء في البيان الذي نشر الجمعة أنه "من أجل السماح بانسحاب منظم وآمن، شُكّلت لجنة مشتركة لفك الارتباط من أجل تسهيل التنسيق". وقال إن "الطرفين ملتزمان بألا يدخرا جهدا من أجل إنجاح هذا الانسحاب"، لا سيما بغية "حماية القوات الأميركية و(ضمان) أمنها". كما تعهدا "مواصلة التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك" و"يذكّران بأن هذا الانسحاب للقوات الأميركية لن يكون له أي تأثير في العلاقات الحالية" بين واشنطن ونيامي.

وندّد نظام نيامي الذي وصل إلى السلطة جراء انقلاب في 26 يوليو/ تموز الماضي باتفاقية التعاون العسكري مع الولايات المتحدة وانسحب منها في منتصف مارس/ آذار الماضي. وكان النظام طالب على الفور بعد الانقلاب بانسحاب جنود القوة الاستعمارية الفرنسية السابقة، واقترب من روسيا التي أرسلت مدربين ومعدات عسكرية إلى النيجر في إبريل/ نيسان ومايو/ أيار الماضيين.

ووافقت واشنطن في منتصف إبريل/ نيسان على سحب جنودها الذين نشرتهم في النيجر في إطار جهود إقليمية لمحاربة الجماعات المسلحة، ويُقدّر عددهم بنحو 650 جنديا أميركيا ومئات من العمال المتعاقدين. وتمتلك الولايات المتحدة قاعدة كبيرة للطائرات المسيّرة قرب أغاديز في الشمال كلف بناؤها 100 مليون دولار. وينبغي أن يستمر التعاون الأميركي مع النيجر في مجال المساعدات التنموية من خلال اتفاقية جديدة تبلغ قيمتها حوالى 500 مليون دولار وتمتد على ثلاث سنوات، وفق وزارة الخارجية النيجرية.

وألغى النظام العسكري الحاكم في النيجر، في مارس/ آذار الماضي، "بمفعول فوري"، اتفاق التعاون العسكري المبرم في 2012 مع الولايات المتحدة، وذلك بُعيد زيارة وفد أميركي برئاسة مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية مولي في إلى نيامي، استمرت ثلاثة أيّام، لم يتمكن خلالها من لقاء قائد المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني. وقال المتحدّث باسم الحكومة النيجريّة أمادو عبد الرحمن، وقتها، إنّ "وصول الوفد الأميركي لم يحترم الأعراف الدبلوماسية"، مضيفاً أنّ الحكومة الأميركيّة أبلغت نيامي "من جانب واحد" بموعد الوصول وبتشكيلة وفدها.

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، وقتها، نقلاً عن مسؤولين أميركيين ومن نيامي، أن قرار النيجر جاء بعد أن اتهم مسؤولون أميركيون كبار قادة المجلس العسكري بالبحث سراً في اتفاق يسمح لإيران بالوصول إلى احتياطيات النيجر من اليورانيوم. وإضافة إلى الاعتراض على الصفقة النيجرية الإيرانية، فإن واشنطن قلقة أيضاً من تقارب المجلس العسكري في نيامي مع روسيا، إذ طلب الجيش، بعد انقلاب النيجر، مساعدة مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية.

(فرانس برس، العربي الجديد)