أنقرة: وقف النار في ليبيا وراء إلغاء زيارة الوفد الروسي لتركيا

إسطنبول

جابر عمر

جابر عمر
15 يونيو 2020
DBAC8F56-5841-4A99-BC48-49EBC6EA5B86
+ الخط -
أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، اليوم الإثنين، أنه سيتم عقد قمة على مستوى وزراء الخارجية مع روسيا، بعد أن تتضح بنود وقف إطلاق النار في ليبيا، كاشفاً أن تأجيل الوفد الروسي زيارته، أمس، كان بسبب إجراء مزيد من المباحثات حول وقف إطلاق النار الدائم في ليبيا، ومستقبل العملية السياسية، ومعرفة رأي الأطراف الليبية.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده جاووش أوغلو في إسطنبول مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، بعد مباحثات ثنائية، رداً على سؤال حول سبب تأجيل زيارة الوفد الروسي، أمس.
وقال الوزير التركي، في معرض إجابته، إن "تركيا وروسيا تواصلان العمل المشترك حول ليبيا، مع اتفاق الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على العمل المشترك، وبناء على هذه التعليمات تواصلت وزارتا خارجية البلدين معا".
وأوضح "بداية كان الاجتماع تقنياً على مستوى مساعدي وزراء الخارجية، ولاحظنا عدم وجود اختلافات في الرؤى مبدئياً، ولكن قررنا مواصلة المفاوضات التقنية في ما يتعلق بوقف إطلاق النار الدائم، ولاحقاً مستقبل العملية السياسية".
وواصل الوزير التركي إيضاح ما حصل، قائلاً "هناك أطراف نزاع في ليبيا، ووجهات نظر ومواقف مختلفة، وهناك القبائل، ولا يمكن لتركيا وروسيا أن تكونا صاحبتي قرار في تاريخ وقف إطلاق النار، وهو ما رأيناه سابقاً، فرئيس حكومة الوفاق فائز السراج وقّع وقف إطلاق النار في موسكو، غير أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر لم يوقع، وفي برلين لم يدعم حفتر بيان الأطراف الدولية، وزاد من العنف ميدانياً".
وشدد على أن "كل الجهود لم تصل إلى نتيجة، ولا توجد خلافات بين تركيا وروسيا، ولكن هذه المرة يجب التوافق على وقف إطلاق نار دائم يقود إلى العملية السياسية اللاحقة، ولهذا يجب مواصلة الاجتماعات التقنية بين البلدين من جهة ومع الأطراف الليبية، ولا يجوز سحب موضوع إلغاء زيارة أمس إلى مساحة أخرى".
ولفت جاووش أوغلو أيضاً إلى أنه أجرى اتصالين، أمس، مع نظيره الروسي حول اللقاءات، "وجرى خلال الاتصالين اتخاذ قرار التأجيل بشكل مشترك بين الطرفين، ورغم أن كل دولة تقف في طرف مختلف إزاء الملفات الدولية، إلا أنه لا توجد خلافات بينهما".
وأعلنت الخارجية التركية، أمس الأحد، تأجيل زيارة الوفد الوزاري الروسي لتركيا، على أن يتم إجراؤها في وقت لاحق، حيث شكل الإلغاء مفاجأة كبيرة للأوساط المتابعة، تماماً كما أعلن عن الزيارة في توقيت مفاجئ، وقبل إجرائها بأقل من 24 ساعة.

حصار سرت
في السياق ذاته، كشف مسؤول تركي، لوكالة "رويترز"، أن روسيا وتركيا أجلتا محادثاتهما بشأن نزع فتيل القتال في ليبيا، بسبب خلاف يتعلق بمسعى حكومة طرابلس المدعومة من أنقرة لاستعادة السيطرة على مدينة سرت الساحلية الرئيسية من قوات شرق ليبيا المدعومة من روسيا.

وتحقق حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، بدعم عسكري تركي، تقدماً منذ أسابيع على حساب قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر المدعومة من روسيا والإمارات ومصر. واندلعت اشتباكات عنيفة بسبب محاصرة القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني لمدينة سرت التي تسيطر عليها مليشيات حفتر والقريبة من موانئ رئيسية لتصدير الطاقة على ساحل البحر المتوسط.

غير أن المسؤول التركي، الذي تحفّظ على ذكر هويته، أكد أن محادثات روسية تركية مستمرة عبر قنوات خلفية على مستوى الخبراء. وأضاف المسؤول، بحسب ما نقلت عنه "رويترز"، "كان من المفترض أن تخرج (الاجتماعات) بنتيجة، لكن لم يتسن الوصول إلى هذه المرحلة. هناك قضايا يقف البلدان منها على طرفي نقيض".

وتابع "إحدى القضايا الرئيسية التي أدت إلى تأجيل زيارة لافروف هي خطة (حكومة الوفاق الوطني) لشن عملية في سرت". وأضاف "بمجرد انتزاع السيطرة على مناطق معينة في إطار التقدم العسكري، أصبحت سرت هدفاً". وقالت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، إن الطرفين المتحاربين شرعا في محادثات جديدة لوقف إطلاق النار في ليبيا، بعدما تصدت قوات حكومة الوفاق الوطني لهجوم حفتر الذي استمر طويلاً على العاصمة طرابلس.

ذات صلة

الصورة

سياسة

قال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، اليوم الأحد، إن إرهابيين نفذا هجوما بقنبلة أمام مباني الوزارة في أنقرة، مضيفا أن أحدهما قتل في الانفجار بينما قامت السلطات هناك "بتحييد" الآخر.
الصورة

سياسة

قُتل شخص وأصيب اثنان آخران، اليوم الجمعة، إثر هجوم مسلّح على مقر السفارة الأذربيجانية في العاصمة الإيرانية طهران، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية أنها قررت إجلاء موظفي سفارتها بسرعة.
الصورة
من الاحتجاجات أمام القاعدة التركية في بلدة المسطومة (العربي الجديد)

سياسة

جدّد الشارع السوري المعارض رفضه لأي مصالحة مع نظام بشار الأسد، من خلال تظاهرات في مناطق مختلفة من الشمال السوري، أمس الجمعة، رفضاً لتصريحات لوزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو بضرورة المصالحة، فيما بقي الحراك مضبوطاً من دون خروجه عن السيطرة.
الصورة
احتجاجات بإدلب بشأن تصريحات حول التطبيع مع الأسد (العربي الجديد)

سياسة

استهدفت فصائل "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا مواقع عسكرية لقوات النظام السوري على تخوم منطقة "درع الفرات" بريف حلب الشمالي الشرقي، شمالي سورية، في ظل توجيه دعوات، اليوم الجمعة، للتظاهر في أكثر من منطقة من مناطق سيطرة المعارضة السورية.