قياديون في "النهضة" التونسية يهاجمون الإمارات: تسعى لإشعال الحروب بالمنطقة

21 مايو 2020
رئيس الكتلة البرلمانية لـ"النهضة" نور الدين البحيري (فرانس برس)
+ الخط -
قال رئيس الكتلة البرلمانية لحركة النهضة، نور الدين البحيري، في تصريح لـ"العربي الجديد" اليوم الأربعاء، إنّ الإمارات تسعى إلى إشعال الحروب في المنطقة وفي دول أخرى كليبيا واليمن وتونس. 

وأوضح البحيري أن حملات التشويه الأخيرة التي استهدفت حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي تهدف إلى ضرب صورة تونس وتدمير التجربة التونسية مثلما يحصل في ليبيا باستهداف أُسس الدولة الشرعية من خلال محاولات إغراق ليبيا في حمام دم وفي الانقلاب ضد الحكومة الشرعية، مشيراً إلى أن الإمارات تتدخل في اليمن وسورية من أجل إشعال النيران وتدمير أي إمكانية للنهوض وبناء ديمقراطية ناجحة.
وأفاد المتحدث بأنه بعد تحرير قاعدة الوطية بليبيا، فقد تم الكشف عن الكثير من الفضائح والتجاوزات في هذا المجال، لافتاً إلى أن الإمارات تسعى إلى دعم المليشيات في اليمن ضد الحكومة الشرعية، وهي بصدد إنفاق المليارات من أجل إشعال نيران الفتنة في المنطقة وتأجيج الحروب الأهلية، في الوقت الذي كان من المفروض أن تنفق هذه الأموال لتنمية وتطوير قدرات الشعب الإماراتي وتسوية أوضاعها الداخلية. وأضاف "لكن للأسف لأول مرة تغفل دولة عن الاهتمام بأراضيها وتهتم بإشعال الحروب في دول أخرى".


ولفت إلى أن حملات التشويه التي تصاعدت وتيرتها في الفترة الأخيرة والتي تستهدف حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي ترجع إلى كون النهضة هي صمام الأمان للتحول الديمقراطي الذي تعيشه تونس، مضيفاً أن المستهدف الحقيقي من وراء كل ذلك هو ثورة تونس والتجربة الديمقراطية التي مكّنت البلاد من أفق تحريرية وحداثية شملت عدة مستويات. 

وأوضح البحيري أنّ مختلف هذه المحاولات ستفشل في تونس وفي كل الدول الأخرى وفي كل بقاع المنطقة، مشيراً إلى أن تلك الحملات باطلة وأن شعوب المنطقة اختارت طريقها وأنها غير مستعدة للتراجع عنها.  
من جهته، اعتبر رئيس الحكومة الأسبق ونائب رئيس النهضة، علي العريض، أن هناك حملات إعلامية وسياسية للتحريض على الفوضى وعلى البرلمان وعلى رئيس البرلمان راشد الغنوشي وعلى الحكومة وافتراءات لا تنتهي ضد حركة النهضة. 

واعتبر في تدوينة على صفحته الرسمية أن "هذه الحملات مدعومة، ومؤشرات كثيرة تدل على أنها أيضاً ممولة من أطراف خارجية لم تكفّ عن محاولات إفشال ثورة الحرية والكرامة.
وتابع "تدل على ذلك الحملات المستمرة لعدد من القنوات التلفزية الأجنبية، معروفة الانتماء، والمواقع وتصريحات مسؤولين في تلك الدول تقطر حقداً وتحريضاً على تونس وتدخلاً في شؤونها، وتنويهاً بالفوضويين عندنا مثل الحزب الاستبدادي الحر وقيادته".

وأضاف العريّض: "نحتاج كمواطنين ودولة إلى اليقظة وإلى تنشيط ذاكرتنا بشأن تاريخ الفوضويين والمستبدين حتى لا يخدعونا، فلا سلاح عندهم غير الخديعة والاستغفال، والثورة التونسية لم تكن خطأ ولا تدبيراً من قوى خارجية، بل كانت ثورة على الظلم الذي طال أمده وعلى الفساد، وقامت بشكل عفوي وبهمّة عظيمة وروح قوية تنشد الحرية والكرامة الإنسانية وتحقيق العدل".
وأوضح العريض أن الثورة التونسية "أسقطت كثيراً من الخوف السياسي وفجرت في الشعب قيمة العزة والمواطنة، والثورة قام بها الشعب الذي تحركت فيه قيم العزة والكرامة، وهو الذي يحميها مباشرة وعن طريق المؤسسات الشرعية للدولة".
وأضاف العريض أن "الثورة لم تحقق بعد كثيراً من أهدافها وطموحاتها لأسباب معلومة أهمها جهود هؤلاء المتآمرين عليها بكل الوسائل، وكثير منهم والغ إلى الذقن في الانحرافات والمظالم التي شهدتها الدولة الوطنية وثار الشعب لإصلاحها، ولا بد من إفشال هذه الدعوات للفوضى والانقلاب على المؤسسات وترذيل الحياة السياسية وقد انخرطت فيها أطراف داخلية مستقوية بوسائل خارجية، أطراف لا تؤمن بالديمقراطية لأنها تكشف عن حقيقة وزنها وعما اكتسبته ظلما من عهود الاستبداد".
وأوضح العريض أنه إذا اضطر الشعب الى أن يهبّ دفاعاً عن أهداف الثورة وقيمها وعن الدولة فلن يتردّد، داعياً إلى الكف عن العمالة وعن الفوضى.

يُشار إلى أن حركة النهضة استنكرت، في بيان لها أمس، حملة التشويه والتحريض الممنهجة
التي يتعرض لها عدد من قياداتها وفي صدارتهم رئيسها راشد الغنوشي، مضيفةً أنها ستتولى متابعة كل الأطراف المتورطة في الحملة قضائياً، واصفة إياها بالدنيئة والمغرضة.
‏‎وقالت الحركة إن هذه الحملة غير المسبوقة مؤشر جدي على انزعاج بعض الأطراف من نجاح تونس في الحفاظ على استقرارها، وسعيها المحموم والفاشل لإعادة إرباك التجربة التونسية وتشويه رموزها.
وأضافت النهضة أنها تأسف لما بلغته هذه الحملة من إسفاف وأكاذيب لا تمتّ إلى الواقع بصلة، ومن محاولة لبث الفتنة بين التونسيين، باستخدام مواقع مشبوهة وأقلام مأجورة، وأيضا عبر فضائيات وشبكات إعلامية أجنبية معروفة بعدائها للتجربة الديمقراطية التونسية دون مبرر.

المساهمون