عراقيون يتحدّون رئيس الوزراء الجديد لدخول بلدة جرف الصخر

14 مايو 2020
أطلق ناشطون وسم "جرف الصخر تتحدى الكاظمي" (الأناضول)
+ الخط -
أطلق ناشطون وإعلاميون عراقيون حملة واسعة لمطالبة رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي، بإيجاد حلّ لملف المدن التي تسيطر عليها فصائل مسلحة، وتمنع سكانها من العودة إليها، وذلك من خلال وسم على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان (جرف الصخر تتحدى الكاظمي)، في إشارة إلى بلدة جرف الصخر شمال محافظة بابل، التي تسيطر عليها فصائل مسلحة منذ سنوات وترفض إعادة السكان إليها، والبالغ عددهم قرابة 180 ألف نسمة.

وعلى الرغم من تحرير جميع المدن العراقية وطرد تنظيم "داعش" منذ نهاية عام 2017، إلا أنه ما زال هناك أكثر من مليون نازح عراقي يعيشون في مخيمات ومعسكرات نزوح، غالبيتهم من مدن وبلدات تنتشر فيها فصائل مسلحة، وتمنع عودة السكان إليها، من أبرزها جرف الصخر، ويثرب، والعوجة، والعويسات، ومجمع الفوسفات، وذراع دجلة، وإبراهيم بن علي، وعزيز بلد، وضواحي الطوز ومناطق أخرى شمال وغربي البلاد.

ودعا رئيس حزب "الحل" جمال الكربولي، الكاظمي، إلى زيارة جرف الصخر، وقال في تغريدة له عبر "تويتر"، إن أهالي جرف الصخر يناشدون الكاظمي بزيارة بلدتهم للوقوف على الحقائق بنفسه، من أجل إعادة الأهالي لبيوتهم وأراضيهم التي صودرت منهم منذ ست سنوات.


وبحسب مسؤول في وزارة الداخلية العراقية في بغداد، فإن ملف المدن الخاضعة لسيطرة فصائل مسلحة يحتاج إلى تدخل سياسي أيضاً وليس أمنياً، مضيفاً، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن نحو ثمانية فصائل مسلحة تستأثر بموضوع السيطرة على البلدات ورفض إعادة سكانها إليها، أبرزها كتائب "حزب الله"، و"النجباء"، و"البدلاء"، و"سيد الشهداء" و"الخراساني" و"العصائب"، وتحقق تقدم سابق في هذا الموضوع، لكن اغتيال القائد بـ"الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، مع قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مطلع العام الجاري من قبل الأميركيين، أعاد الموضوع إلى مربعه الأول، وكان من المؤمل أن تنسحب فصائل مسلحة من بلدة العوجة قرب تكريت وتعاد إلى أهلها في حينها، لافتاً إلى أن بقاء مئات لآلاف المواطنين خارج مناطقهم يشكل عبئاً على الدولة بالوقت نفسه.

وتفاعل وسم التحدي للكاظمي على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، إذ أكد ناشطون ومثقفون أن البلدة محرمة على أي مسؤول عراقي، وأن الكاظمي لا يستطيع دخولها، بسبب قوة ونفوذ المليشيات المسيطرة عليها.

وتساءل الباحث بالشأن السياسي العراقي شاهو القرداغي، في تغريدته، عن قدرة الكاظمي على دخول البلدة، قائلاً عنها: "منطقة خاصة للمليشيات، ويمنع أي مسؤول حكومي من الدخول إليها. فيها معامل تصنيع الصواريخ والأسلحة وتدريب عناصر المليشيات، بالإضافة إلى السجون السرية هل من الممكن أن يبادر الكاظمي لزيارة جرف الصخر والاطلاع على النشاطات الموجودة هناك لإثبات قوة الدولة؟".


أما الإعلامي أحمد الجميلي، فأشار في تغريدة له إلى أن "وزير الداخلية الأسبق محمد الغبان أراد دخول جرف الصخر، فتمت إهانته وحجزه من قبل مليشيات حزب الله وغيرها من المليشيات، فتدخل هادي العامري وأطلق سراحه.. نتحدى الكاظمي أن يفعلها ويبسط القانون ويطرد المليشيات منها".


أمّا الناشط حسين صالح السبعاوي، فخاطب الكاظمي بتغريدته، قائلاً: "اثبت وطنيتك وأعد أهالي جرف الصخر إلى ديارهم، وكلنا معك في هذا الإجراء".


بدوره، عرض الصحافي العراقي عمر الحمداني مقطع فيديو لسيدة مسنة نازحة قائلاً: "هل ترضي صرخات هؤلاء النسوة وحالة البؤس التي يعشنها العراقيين؟ هل بلغت نداءاتهن رجال الدين؟ هل يرضيهم هذا الظلم؟ 6 سنوات بلا مأوى ولا معيل ولا مورد رزق حتى رواتب إعانة لم تعرف لهن. الوطنية ليست شعارات، بل هي مواقف يسجلها التاريخ متضامن مع حملة جرف الصخر تتحدى الكاظمي".




من جانبها، قالت عضوة البرلمان العراقي النائبة ناهدة الدايني، إن "عودة نازحي ناحية جرف الصخر في بابل مرهونة باتفاق سياسي لإنهاء هذا الملف العالق منذ عام 2014"، معتبرة في بيان صحافي لها أن "اتفاق تلك القوى سينهي جميع مشاكل مدينة جرف الصخر وسيحسم ملف النازحين بسرعة". وأضافت الدايني أن "أوضاع النازحين ما زالت بعيدة عن اهتمامات القوى السياسية لأسباب متعددة"، مشيرة الى أن "المقومات الأمنية والخدمية لعودة النازحين في مناطق عدة ببابل وديالى ما زالت غير مشجعة، ما يتطلب وقفة حاسمة من الكتل السياسية لحسم هذا الملف باعتباره أولوية إنسانية".