نازحون يعودون تزامناً مع رمضان وسط خرق النظام لهدنة إدلب

24 ابريل 2020
يصعب على المدنيين تحمل أعباء النزوح (محمد عبدالله/الأناضول)
+ الخط -
خرقت قوات النظام السوري، اليوم الجمعة أيضاً، الهدنة المقرّرة في شمال غرب البلاد، إلا أنّ ذلك لم يمنع استمرار وصول المدنيين العائدين إلى بيوتهم على خطوط التماس، مع حلول شهر رمضان، والمخاوف من تفشي وباء كورونا في مخيمات اللجوء بالشمال.

وقالت مصادر محلية، إنّ قوات النظام قصفت، فجر اليوم، بلدتي البارة وكنصفرة بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، فيما حلقت طائرات استطلاع في أجواء المنطقة.
وأحصى ناشطون مقتل مدنيين اثنين؛ بينهم طفل في محافظة إدلب، على يد قوات النظام منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار شمالي سورية، والذي توصلت إليه أنقرة وموسكو، في 5 مارس/ آذار الماضي.
وذكر "المركز الإعلامي العام"، الذي يشرف عليه ناشطون ميدانيون في إحصائية نشرها عبر حسابه في "تويتر"، أنّ قوات النظام قصفت 58 منطقة في المحافظة بقذائف صاروخية وقذائف مدفعية وبالرشاشات الثقيلة، منذ سريان الاتفاق. وأضاف أن قوات النظام حاولت، خلال نفس هذه الفترة، التقدم 8 مرات إلى مناطق سيطرة فصائل المقاومة المسلحة، فيما شنت طائرات مسيّرة إيرانية 5 غارات في المحافظة، أسفرت عن 3 قتلى من العسكريين.

إلى ذلك، تتواصل عودة النازحين في الشمال السوري بوتيرة غير عالية، ولكنها مستمرة ومتصاعدة. وقال مراسل "العربي الجديد" في إدلب، إن مئات العائلات النازحة وصلت إلى مناطق جبل الزاوية وريف حلب الغربي وجسر الشغور وسهل الغاب، وذلك بعد الاتفاق الروسي-التركي على تسيير دوريات على الطريق الدولي حلب - اللاذقية، ووقف إطلاق النار في الشمال السوري.
وأضاف أن سيارات العائدين حملت أثاث منازلهم الذي حملوه معهم عند لجوئهم، إلى مناطق ريف إدلب الشمالي، حيث تعاني هذه العائلات من ضيق في المعيشة أو غلاء الإيجارات أو عدم وجود مسكن ملائم، ما دفعهم للعودة، متجاهلين التحذيرات لهم بالتمهل بالعودة إلى حين استقرار الوضع الأمني.


وبحسب تقارير أخيرة لفريق "منسقو استجابة سورية"، فإن السبب الرئيسي لعودة النازحين هو عدم قدرتهم على تحمل أعباء النزوح، خصوصاً أنّ وضعهم الاقتصادي سيئ، بسبب الحرب خلال السنوات السابقة، إضافة إلى حالة الاستقرار النسبي التي تشهدها المناطق التي لم يسيطر عليها النظام، على الرغم من الخروقات.
وتكثفت عودة النازحين قبيل بداية شهر رمضان، وسط مخاوف من انتشار الأمراض، لاسيما في ظل انتشار فيروس كورونا في محيط المناطق التي تحيط بالمخيمات، ما دفع بالآلاف إلى العودة إلى مناطق ريف حلب الغربي ومنطقة أريحا وجبل الزاوية وريف جسر الشغور الجنوبي.
وبحسب "منسقو الاستجابة"، فقد عاد حتى الآن نحو 185 ألف نازح سوري إلى مناطقهم.

وقال مدير الفريق محمد حلاج لوكالة "الأناضول"، إن أكثر من مليون مدني نزحوا إلى شمالي سورية، على خلفية العملية العسكرية التي شنها النظام وحلفاؤه على محافظة إدلب، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مشيراً إلى أن جزءاً من النازحين عاد إلى دياره فور إيقاف النظام السوري وحلفائه عملياتهم العسكرية في المنطقة. وقدّر حلاج عودة 185 ألف شخص إلى منازلهم حتى الآن، منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 6 مارس/ آذار الماضي.

المساهمون