حذّر مبعوث الأمين العام لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولا ملادينوف، من خطر ضم حكومة الائتلاف الإسرائيلي لمناطق في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 رسمياً إلى إسرائيل.
وأكد ملادينوف أن ذلك يشكل تهديداً متزايداً وحقيقياً على "عملية السلام وحل الدولتين". وجاء ذلك خلال إحاطة قدمها ملادينوف أمام مجلس الأمن الدولي خلال اجتماعه الشهري لنقاش التطورات على الأرض بخصوص المسألة الفلسطينية.
وقال "وقع الحزبان السياسيان البارزان في إسرائيل على اتفاق لتشكيل حكومة ائتلاف. اتفقا على المضي قدماً وضم أجزاء من الضفة الغربية اعتبارًا من الأول من شهر يوليو/تموز القادم. ومن جهتها هددت السلطة الفلسطينية بأنها ستلغي تنفيذ جميع الاتفاقيات الثنائية، في حال أقدمت إسرائيل على هذه الخطوة ونفذتها".
ولفت الانتباه إلى أن "أي خطوة من هذا القبيل تشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، وتوجه ضربة مدمرة لحل الدولتين، كما ستغلق الباب أمام العودة إلى طاولة المفاوضات وتهدد الجهود المبذولة لدفع السلام الإقليمي".
من ناحية أخرى، أثنى ملادينوف على ما أسماه التعاون المثمر بين السلطة والحكومة الإسرائيلية لمجابهة تفشي وباء كورونا الجديد في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وهو ما قام به في وقت سابق من الشهر كذلك.
ويشمل التنسيق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل تبادل المعلومات والتعاون من أجل منع انتشار الفيروس.
إلا أن سلطة الاحتلال مستمرة في خلق حقائق على الأرض وقتل الفلسطينيين ومصادر الأراضي ومداهمة العيادات حتى تلك التي تقدم الخدمات للفلسطينيين من أجل مكافحة الفيروس. وهو ما أكد عليه ملادينوف نفسه عندما أشار إلى قيام قوات الاحتلال الإسرائيلية بقتل ثلاثة فلسطينيين وجرح 25، من بينهم أربعة أطفال. ثم تحدث عن حالة من التوتر المتزايد الذي يشهده حي العيسوية في القدس المحتلة، الذي شهد كذلك عدداً من المواجهات والاعتقالات خلال الأسابيع الأخيرة.
وأشار ملادينوف إلى اعتقالات جديدة في القدس وخاصة في صفوف القيادات الفلسطينية، من بينها القبض على محافظ القدس، التابع للسلطة الفلسطينية، كما على وزير شؤون القدس. وأشار كذلك إلى تسجيل زيادة في معدلات هجمات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم حيث سجلت في الشهر الأخير لوحده قرابة 38 حادثة من هذا القبيل. كما هدمت سلطات الاحتلال 34 مبنى للفلسطينيين خلال الشهر الأخير لوحده.
وفيما يخص مكافحة فيروس كورونا، أكد ملادينوف أن سلطة الاحتلال الإسرائيلي قامت بإغلاق عيادة تجري اختبارات على وباء كورونا في منطقة سلوان بالقدس المحتلة قبل قرابة الأسبوع. وعن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، قال ملادينوف إن السلطة أعربت عن مخاوف بشأن التأثير المحتمل للأزمة على المعتقلين.
وأضاف أن الأمم المتحدة أقرت خطة استجابة للوباء في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال إنها ناشدت الدول المانحة تخصيص 34 مليون دولار أميركي للاستجابة لاحتياجات الصحة العامة والعواقب الإنسانية المباشرة للوباء في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية وقطاع غزة.
وتحدث المبعوث الأممي عن حزمة من المساعدات التي قامت الأمم المتحدة بتسليمها للسلطة الفلسطينية من أجل مكافحة الوباء، بما فيها معدات الحماية الشخصية وآليات الاختبار وأجهزة التنفس الصناعي وغيرها. وأشار إلى عدد من الدورات التدريبية التي قدمتها الأمم المتحدة لعاملين في المجال الصحي في غزة.
تحديات كبيرة للقطاع الصحي
وشرح ملادينوف أن هناك تحديات كبيرة يواجهها العاملون في القطاع الصحي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال إن القطاع الصحي أبلغ عن نقص حاد في المعدات الطبية والعاملين الطبيين بسبب نقص في التمويل.
وأشار إلى تقرير وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، في 14 من مارس/آذار، والذي أشارت فيه إلى نفاذ 44 بالمائة من الإمدادات الطبية الأساسية في القطاع. إضافة إلى الحاجة الملحة لمواد المختبر اللازمة لإجراء الفحوصات ونقص في أجهزة التنفس الصناعي.
من جهته تساءل السفير الفلسطيني للأمم المتحدة، رياض منصور، في مداخلته خلال الاجتماع، كيف يمكن لسلطة الاحتلال تبرير تدمير المنازل والعيادات والمساعدات الإنسانية والإهمال الطبي للسجناء؟
ثم اتهم سلطات الاحتلال باستغلال الوباء لتزيد من ممارساتها الوحشية ضد الفلسطينيين. وشدد على ضرورة أن لا يكتفي المجلس بإصدار البيانات الرافضة لخطوات الضم التي اتفق عليها الائتلاف الحكومي الإسرائيلي.