وعلى الرغم من سيطرة قوات "الوفاق"، منذ السبت الماضي، على مناطق الرواجح والمصابحة وسوق الجمعة والحواتم، داخل ترهونة، إلا أن قيادة قوات حفتر تنفي ذلك، وتشير إلى أنها مناطق اشتباكات مسلّحة منذ فترة وتقع خارج ترهونة.
وباستثناء القصف العشوائي المستمر من جانب مليشيات حفتر على الأحياء المدنية في طرابلس، آخرها استهداف أحياء عرادة وشرفة الملاحة، شمال العاصمة، بـ30 قذيفة، بحسب إيجاز صحافي على الصفحة الرسمية لعملية "بركان الغضب" التابعة بحكومة "الوفاق"، لم تعد تسمع أي أصوات للمدفعية أو اشتباكات تشير إلى عنف القتال في محاور جنوب العاصمة، ما حدا بالخبير الأمني الليبي محيي الدين زكري، إلى القول إن الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات.
وأوضح زكري رأيه، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، بالقول "قد يكون كلا الطرفين يعدان لخطط جديدة فرضتها مستجدات الميدان، خصوصاً في ترهونة، التي قد تفرض طبيعة محيطها الجبلية تغيرا في الخطط لدى قوات الحكومة".
ولم يتسنَ الحصول على تصريحات من جانب قوات حكومة "الوفاق" للتعرف على أسباب توقف القتال، رغم تصريحاتهم السابقة التي تشدد على الاستمرار في "عملية تحرير ترهونة".
لكن زكري يشير إلى أن مستجدات الميدان بعد حصار ترهونة والسيطرة على ثماني مناطق في غرب طرابلس فتحت الميدان على أكثر من احتمال وتوجه، مرجحاً أنه قد يكون الهدف الجديد باتجاه قاعدة الوطية، وربما استرداد مدينة سرت.
لكن مكتب الإعلام الحربي التابع لعملية "بركان الغضب"، أشار، في خبر على صفحته الرسمية، إلى إحباط محاولة للتقدم من قبل مليشيات حفتر، ليل أمس الأربعاء.
وأكد المكتب أن مليشيات حفتر أُجبرت على الانسحاب تحت ضربات المدفعية، مشدداً على استمرار قوات الحكومة في الحفاظ على تمركزاتها، في حين أشار إلى أن "وتيرة الاشتباكات انخفضت"، وهو ما اعتبره زكري "مجرد مناورة" من جانب مليشيات حفتر.
في شأن متصل، أكدت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد"، أن محاور القتال في جنوب العاصمة، تعيش هي الأخرى هدوءاً كاملاً.
وقالت المصادر ذاتها إن محاور القتال في أبوقرين استقبلت إمدادات عسكرية جديدة، فيما نشر المركز الإعلامي لـ"عملية الكرامة" التابعة لحفتر، صوراً تظهر عشرات الآليات التي تستعد للانطلاق من معسكراته بمدينة اجدابيا (150 كيلومتراً غرب بنغازي)، إلى محاور القتال في ترهونة وطرابلس.
وعلى الرغم من استبعاد زكري وصول إمدادات حفتر إلى مواقعها في محيط طرابلس وترهونة بعد قطع غالبية خطوط الإمداد، إلا أنه رجح أن الاستعدادات من كلا الطرفين تؤكد عودة العمليات القتالية في وقت قريب في أكثر من محور.
ورأى زكري أنّ "فقدان حفتر لعنصر المبادرة وفي ظل التفوق الجوي لقوات حكومة الوفاق، سيجعل حفتر يخوض معارك دفاع من جانبه، أما قوات الحكومة فستقود من جانبها معارك هجوم قد لا تتوقف على ترهونة فقط بل ربما تشمل محيط مدينة سرت أيضاً".