اتهام الحكومة البريطانية بتفويت الفرص واللامبالاة في مكافحة كورونا

19 ابريل 2020
اتهامات للحكومة بعدم اتخاذ التدابير الكافية لمواجهة كورونا(Getty)
+ الخط -

اتهمت صحيفة "الصنداي تايمز" الحكومة البريطانية بـ "تفويت العديد من الفرص" و"اللامبالاة" في مكافحة فيروس كورونا

ورأت الصحيفة بتقرير تحت عنوان "38 يوماً سارت فيها بريطانيا وهي نائمة نحو الكارثة"، أن الحكومة أضاعت 5 أسابيع سدى، وأن العلماء ومخططي حالات الطوارئ قالوا إن اللامبالاة سادت الحكومة في أواخر الشهرين الأولين من العام الحالي، وهي فترات يتوجب فيها تجديد المخزون من المستلزمات الطبية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تسمه، بأن أعضاء الحكومة كانوا يمزحون فيما بينهم قائلين "نأمل ألا تصيبنا عدوى الوباء..". 

بدوره، قال مسؤول رفيع في وزارة الصحة فضّل عدم الكشف عن هويته، بحسب الصحيفة، إن حكومة بلاده "فوتت فرصة كبيرة فيما يتعلق بالاختبارات ومعدات الوقاية الشخصية". 

ولفت إلى أن الحكومة البريطانية اكتفت بمتابعة المجريات في مدينة ووهان الصينية التي ظهر فيها الوباء. وأضاف: "إن احتمال حدوث وباء كان على رأس خططنا الوطنية للمخاطر في فترة من الزمن؛ وعند حدوثه بالفعل اكتفينا بالمتابعة البطيئة". 

وقال: "كان يمكن أن نكون كألمانيا؛ إلا أننا بدلا من ذلك دمرنا أنفسنا، بسبب عدم كفاية تدابيرنا وغرورنا". 

وفي المرحلة الأولى من تفشي الفيروس، جرّبت حكومة بريطانيا طريقة "مناعة القطيع"، من خلال اتباع نشر الفيروس بين أفراد المجتمع بشكل ممنهج لتجاوز الأزمة؛ إلا أنها تراجعت عن هذه الخطوة بعد تلقيها تقارير وانتقادات تفيد باحتمال وفاة أكثر من 300 ألف شخص جراء الفيروس. 

خطط حكومية لإعادة الحياة لطبيعتها 

على صعيد آخر، قالت "صنداي تايمز" إن الحكومة تستعد لعرض خطة على رئيس الوزراء بوريس جونسون، حول إعادة فتح المدارس، وعودة الحياة إلى طبيعتها في البلاد.

وأوضحت الصحيفة أن الخطة ستعرض على جونسون المصاب بفيروس كورونا، بعد عودته إلى العمل. وتتضمن الخطة، إعادة فتح المدارس اعتبارا من 11 مايو/ أيار القادم، على أن يتم استقبال الطلاب في أيام محددة.

وفي حال وافق جونسون على الخطة، فإن طلاب المرحلة الابتدائية سيعودون أولا إلى المدارس.

وبحسب الخطة، فإنه سيتم فتح المدارس بالكامل في الأول من يونيو/ حزيران أو مطلع سبتمبر/ أيلول القادم.

وفيما يخص عودة الحياة إلى طبيعتها، تنص الخطة في المرحلة الأولى على فتح مراكز التسوق التي يتم فيها مراعاة مبدأ التباعد الاجتماعي. وكذلك سيتم رفع القيود المفروضة على خدمة المواصلات عبر الحافلات والقطارات.

ومطلع يونيو القادم سيسمح لجميع العاملين بالعودة إلى أعمالهم، بجانب السماح بتنظيم بعض الفعاليات الاجتماعية الصغيرة.

وتنص الخطة على الانتظار لغاية يوليو/ تموز من أجل إعادة فتح المطاعم والملاهي وإقامة الفعاليات الرياضية والحفلات الموسيقية. وتشدد الخطة على استثناء كبار السن من الخروج إلى الشوارع، على اعتبار أنهم الأكثر تضرراً من فيروس كورونا الجديد. 

نفي حكومي للتفكير بتخفيف العزل
من جهته، قال وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني مايكل جوف، اليوم الأحد، إن الحكومة لا تفكر في تخفيف إجراءات العزل العام التي فُرضت قبل نحو أربعة أسابيع، للمساعدة في السيطرة على انتشار فيروس كورونا في ظل الزيادات "المقلقة للغاية"في حصيلة الوفيات.

وقال جوف إن تقرير نشرة "بازفيد "الذي ذكر أن الحكومة تدرس رفع إجراءات العزل على مراحل على مدى الأشهر المقبلة ليس صحيحاً. وأضاف جوف لقناة سكاي نيوز "الحقائق والإرشادات واضحة حالياً بأننا لا ينبغي أن نفكر في رفع هذه القيود بعد".

وتظهر أحدث البيانات أن 15464 شخصاً توفوا في المستشفيات البريطانية بالمرض، بعد زيادة تفوق 800 وفاة يومياً على مدى ثلاثة أيام على التوالي.

وقال منتدى الرعاية الوطنية الممثل لقطاع الرعاية الاجتماعية لكبار السن إن 2500 آخرين توفوا في دور لرعاية المسنين في الأسبوع الذي انتهى في 13 إبريل/ نيسان.

وقال جوف "من أحد الأمور المقلقة للغاية والتي تثير المخاوف هو معدل الوفيات المرتفع". وتابع قائلاً "تشير الأدلة إلى أن معدل الإصابات والوفيات بدأ يستقر، لكننا لم نتأكد بالقطع بعد أننا في مسار الهبوط".

ووصف جوف تقريرا نشرته صحيفة صنداي تايمز عن أن رئيس الوزراء، بوريس جونسون، لم يحضر خمسة اجتماعات أزمة لمناقشة تفشي كورونا في المراحل المبكرة من انتشار المرض بأنه "غريب". وقال "رئيس الوزراء اتخذ كل القرارات المهمة. لا يستطيع أي أحد القول إن رئيس الوزراء لم يكن يركز قلباً وقالباً على مكافحة هذا الفيروس".

وأصبحت بريطانيا في ذروة تفشي المرض أو تقترب منها، بعد أن حصد أرواح أكثر من 15 ألفاً، وهي أعلى خامس حصيلة في العالم لضحايا من الجائحة التي تسببت فيما لا يقل عن 150 ألف وفاة في مختلف أرجاء العالم.


(الأناضول، رويترز)

المساهمون