إيطاليون يحرقون العلم الأوروبي، شاحنات روسية في شمال إيطاليا تنقل مساعدات، وسياسيون في روما يوجّهون انتقادات لاذعة لشركائهم في بروكسل، كلها معطيات بدأت تكشف أكثر فأكثر تصاعد الغضب ضد الاتحاد من دول شلّها وباء كورونا، وكانت أكثر المتضررين منه، لا سيما إيطاليا وإسبانيا، اللتين تتصدران حصيلة الوفيات جراء الوباء في العالم، من دون أن تجدا دعماً أوروبياً. وانتهت القمة الأوروبية التي عُقدت الخميس الماضي لبحث هذا الملف من دون نتائج، وأجّلت لأسبوعين آخرين، موعد اتخاذ قرار حول طريقة التعامل مع أزمة كورونا. وبدا واضحاً أن ثمة هوّة كبيرة بين الدول على غرار إسبانيا وإيطاليا من جهة، ودول أخرى مثل هولندا وألمانيا من جهة ثانية. وتسعى مدريد وروما إلى تعبئة دعم مالي مكثّف من الاتحاد الأوروبي لتجاوز التداعيات الصحيّة والاقتصادية والاجتماعية للأزمة، لكنهما تواجهان رفضاً من دول أخرى. في ظل هذا الواقع، يبرز الدخول الصيني والروسي على الخط، عبر تقديم مساعدات للدول المحتاجة، الأمر الذي قوبل بانتقادات من قادة الاتحاد، ليبدو أن الأخير عاجز عن مساعدة دوله المنكوبة ويرفض في المقابل أي مساعدة خارجية، ليصبح وجوده أكثر من أي وقت مضى على المحك.
وفيما يواجه الكوكب "أسوأ أزمة عالمية منذ تأسيس الأمم المتحدة" قبل 75 عاماً، وفق تعبير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، باتت حتى المساعدات الإنسانية خاضعة لانتقادات سياسية، وهو ما يبرز خصوصاً في أوروبا، تجاه الصين وروسيا.
وأعلنت روسيا أمس الأربعاء أنها أرسلت طائرة محمّلة بمساعدات إنسانية إلى الولايات المتحدة في مواجهة انتشار كورونا. وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن هذه المسألة كانت موضع نقاش في الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب.
تأتي المساعدات الروسية لواشنطن في وقت طلب فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من مواطنيه الاستعداد، على غرار أوروبا، لأسابيع "مؤلمة جداً" في مواجهة الوباء. وبعدما أنكر سابقاً المخاطر التي تواجهها بلاده، حذر ترامب بنبرة جدية الثلاثاء مواطنيه قائلاً "أريد من كل أميركي أن يكون مستعداً للأيام الصعبة التي تنتظرنا". وتحدث عن "أسبوعين مؤلمين جداً". في مقابل ذلك، أعلن الكرملين أمس الأربعاء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر "العمل من بعد" بسبب انتشار كورونا. ويأتي هذا التصريح بعدما أعلنت إصابة كبير الأطباء في المستشفى الرئيسي في موسكو الذي يعالج مرضى كورونا، بالوباء، وهو كان قد استقبل بوتين في هذه المؤسسة الأسبوع الماضي.
اقــرأ أيضاً
وأفادت آخر حصيلة حول ضحايا الوباء عصر أمس بأن أكثر من 44 ألف شخص توفوا جراء كورونا مع تسجيل 880 ألف إصابة حول العالم. لكن الخبر الإيجابي كان ارتفاع أعداد المصابين الذين تماثلوا للشفاء إلى ما يزيد عن 185 ألفاً.
ويبدو الموقف الأصعب لإيطاليا، التي سُجل فيها أكبر عدد من الوفيات (أكثر من 12 ألفا و400 خلال شهر ونيف)، لكن إجراءات العزل بدأت تؤدي إلى نتائج "مشجعة"، بعد ثلاثة أسابيع. أما إسبانيا البلد الثاني في العالم في عدد الوفيات (8189) فتخشى أن يتجاوز الوضع قدرة وحدات العناية المركزة فيها التي تعمل حالياً بأقصى طاقتها.
وتبدو هاتان الدولتان الأكثر تأثراً بالوباء، في ظل غياب التفاف أوروبي حولهما. وفي إيطاليا تحديداً، تتفاقم الأزمة المرتبطة بكورونا، حيث برزت أعمال نهب لمحلات في باليرمو وغيرها. وتحدثت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" السبت الماضي عن "قنبلة اجتماعية" محتملة.
أمام هذا الواقع، تزايدت الانتقادات من روما لقادة بروكسل. وقال رئيس الوزراء الإيطالي، جوسيبي كونتي، في مقابلة مع صحيفة "ال بايس" الإسبانية أخيراً، إن الاتحاد الأوروبي لم يظهر بعد التضامن الاقتصادي المنتظر للخروج من هذه الأزمة. وأوضح أن بلدان جنوبي أوروبا، وعلى رأسها إيطاليا وإسبانيا، لم تحصل على الدعم الاقتصادي المنشود من الاتحاد، وقوبلت مطالبها بالرفض الألماني والهولندي. وتابع: "أوروبا تلعب الآن مباراة تاريخية".
كما نددت إسبانيا بسياسة الاتحاد. وفي تغريدة نشرها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الجمعة الماضي، عقب مشاركته في اجتماع قادة الاتحاد عبر الفيديو كونفرانس الخميس، أوضح أن الاتحاد لم يخرج بنتيجة من الاجتماع، وأنه لم يقدّم شيئا بخصوص المساعدة والمكافحة المشتركة حتى الآن، مشيراً إلى أن مستقبل مشروع الاتحاد في خطر.
في المقابل، فإن الاتحاد الذي يغيب عن المساعدة، يوجّه انتقادات للصين وروسيا. وقبل أيام، اعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن هناك "محاولات لتشويه سمعة" أوروبا. ورأى أن الصين تقوم "بتمرير رسالة بشكل هجومي مفادها أنها على عكس الولايات المتحدة، شريك مسؤول وموثوق". كما اتهمت وزير الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية اميلي دو مونشالان الأحد الصين وكذلك روسيا، بـ"استغلال" مساعدتهما الدولية و"إبرازها". فيما نددت الصين بتصريحات "تثير الضحك".
وأعلنت روسيا أمس الأربعاء أنها أرسلت طائرة محمّلة بمساعدات إنسانية إلى الولايات المتحدة في مواجهة انتشار كورونا. وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن هذه المسألة كانت موضع نقاش في الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب.
تأتي المساعدات الروسية لواشنطن في وقت طلب فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من مواطنيه الاستعداد، على غرار أوروبا، لأسابيع "مؤلمة جداً" في مواجهة الوباء. وبعدما أنكر سابقاً المخاطر التي تواجهها بلاده، حذر ترامب بنبرة جدية الثلاثاء مواطنيه قائلاً "أريد من كل أميركي أن يكون مستعداً للأيام الصعبة التي تنتظرنا". وتحدث عن "أسبوعين مؤلمين جداً". في مقابل ذلك، أعلن الكرملين أمس الأربعاء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر "العمل من بعد" بسبب انتشار كورونا. ويأتي هذا التصريح بعدما أعلنت إصابة كبير الأطباء في المستشفى الرئيسي في موسكو الذي يعالج مرضى كورونا، بالوباء، وهو كان قد استقبل بوتين في هذه المؤسسة الأسبوع الماضي.
وأفادت آخر حصيلة حول ضحايا الوباء عصر أمس بأن أكثر من 44 ألف شخص توفوا جراء كورونا مع تسجيل 880 ألف إصابة حول العالم. لكن الخبر الإيجابي كان ارتفاع أعداد المصابين الذين تماثلوا للشفاء إلى ما يزيد عن 185 ألفاً.
ويبدو الموقف الأصعب لإيطاليا، التي سُجل فيها أكبر عدد من الوفيات (أكثر من 12 ألفا و400 خلال شهر ونيف)، لكن إجراءات العزل بدأت تؤدي إلى نتائج "مشجعة"، بعد ثلاثة أسابيع. أما إسبانيا البلد الثاني في العالم في عدد الوفيات (8189) فتخشى أن يتجاوز الوضع قدرة وحدات العناية المركزة فيها التي تعمل حالياً بأقصى طاقتها.
أمام هذا الواقع، تزايدت الانتقادات من روما لقادة بروكسل. وقال رئيس الوزراء الإيطالي، جوسيبي كونتي، في مقابلة مع صحيفة "ال بايس" الإسبانية أخيراً، إن الاتحاد الأوروبي لم يظهر بعد التضامن الاقتصادي المنتظر للخروج من هذه الأزمة. وأوضح أن بلدان جنوبي أوروبا، وعلى رأسها إيطاليا وإسبانيا، لم تحصل على الدعم الاقتصادي المنشود من الاتحاد، وقوبلت مطالبها بالرفض الألماني والهولندي. وتابع: "أوروبا تلعب الآن مباراة تاريخية".
كما نددت إسبانيا بسياسة الاتحاد. وفي تغريدة نشرها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الجمعة الماضي، عقب مشاركته في اجتماع قادة الاتحاد عبر الفيديو كونفرانس الخميس، أوضح أن الاتحاد لم يخرج بنتيجة من الاجتماع، وأنه لم يقدّم شيئا بخصوص المساعدة والمكافحة المشتركة حتى الآن، مشيراً إلى أن مستقبل مشروع الاتحاد في خطر.
في المقابل، فإن الاتحاد الذي يغيب عن المساعدة، يوجّه انتقادات للصين وروسيا. وقبل أيام، اعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن هناك "محاولات لتشويه سمعة" أوروبا. ورأى أن الصين تقوم "بتمرير رسالة بشكل هجومي مفادها أنها على عكس الولايات المتحدة، شريك مسؤول وموثوق". كما اتهمت وزير الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية اميلي دو مونشالان الأحد الصين وكذلك روسيا، بـ"استغلال" مساعدتهما الدولية و"إبرازها". فيما نددت الصين بتصريحات "تثير الضحك".
(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز)