كشفت وكالة "رويترز" نقلا عن مصادر مطّلعة، أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، اتّهم الأمراء الثلاثة المحتجزين أمس الجمعة، أحمد بن عبد العزيز، ومحمد ونواف بن نايف بن عبد العزيز، بالتواصل مع قوى أجنبية، من بينها الولايات المتّحدة الأميركية.
وقالت ثلاثة مصادر للوكالة، أحدها مصدر إقليمي، إن احتجاز الأمير محمد بن نايف، وهو ابن شقيق العاهل السعودي ونائبه السابق، وأخيه غير الشقيق نواف، تم أثناء وجودهما في مخيم خاص بالصحراء أمس الجمعة، فيما ذكرت "واشنطن بوست" أنهما كانا في رحلة صيد، وتلقيا مكالمة هاتفية في طريق عودتهما تبلغهما بأن ولي العهد يريد مقابلتهما في الديوان الملكي، قبل أن يتم أخذهما إلى الحجز. من جهة أخرى، قال مصدران لـ"رويترز" إن الأمير أحمد، شقيق العاهل السعودي، أُخذ من منزله.
وقال المصدر الإقليمي إن ولي العهد الأمير محمد "اتهمهم بإجراء اتصالات مع قوى أجنبية، مع الأميركيين وغيرهم، لتنفيذ انقلاب". وأضاف: "عزز الأمير محمد بن سلمان بهذه الاعتقالات قبضته على السلطة بالكامل. انتهى الأمر بعملية التطهير هذه"، مشيرا إلى أنه لم يعد أمامه الآن أي منافسين يمكن أن يعترضوا اعتلاءه العرش.
وصرّح مصدر آخر لـ"رويترز" بأن الأمراء متهمون "بالخيانة". وقال مصدر ثالث إنهم كانوا يناقشون تنفيذ انقلاب بدعم من قبائل نافذة، لكن تلك النقاشات لم تصل إلى مرحلة متقدمة.
ولم يرد المكتب الإعلامي للحكومة السعودية على طلب من "رويترز" للتعليق على عملية الاحتجاز التي كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" أول من نشر نبأ عنها.
ولم يتضح مكان احتجاز الأمراء الثلاثة، وما من سبيل للتواصل معهم للتعليق على ما قيل عن التخطيط لانقلاب.
وقال المصدر الثالث: "لا بد من التعامل معهم باحترام"، مشيرا إلى مكانتهم داخل الأسرة. وذكر المصدر الإقليمي أن الملك سلمان وافق على تلك الخطوة، مضيفا أن الملك يتمتع بحالة عقلية ونفسية جيدة.
وقالت المصادر إن أفرادا من الأسرة المالكة يسعون لتغيير ترتيب ولاية العرش ويعتبرون الأمير أحمد، شقيق الملك سلمان الوحيد الباقي على قيد الحياة، خيارا ممكنا قد يحظى بدعم أفراد الأسرة والأجهزة الأمنية وبعض القوى الغربية.
ويقول سعوديون مطلعون ودبلوماسيون غربيون إن من غير المرجح أن تعارض الأسرة ولي العهد في حياة الملك، إدراكا منها بأنه من المستبعد أن ينقلب على ابنه المقرب الذي أوكل إليه معظم مهام الحكم.
ويقول ستيفن هيرتوغ، من كلية لندن للاقتصاد، إن احتجاز الأمراء يمثل تذكِرة للأسرة الحاكمة "بعدم تخطي ولي العهد بأي شكل من الأشكال... ليس من المرجح أن يكون مخططا كبيرا ومعقدا لتغيير القيادة في السعودية، فكل الشخصيات المحتجزة لم تعد لديها قدرة تذكر على الوصول لموارد الدولة".
وقد تجنب الأمير أحمد، إلى حد كبير، الظهور في مناسبات عامة منذ عودته إلى الرياض في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018 بعد أن أمضى شهرين ونصف الشهر في الخارج. وقال متابعون للشأن السعودي إنه لم يبدر عنه ما يدل على رغبته في تولي المُلك.
وقالت مصادر في وقت سابق إن الأمير أحمد كان واحدا من ثلاثة أشخاص فقط في هيئة البيعة، التي تضم كبار أعضاء أسرة آل سعود الحاكمة، عارضوا انتقال ولاية العهد للأمير محمد بن سلمان عام 2017.
وأضافت تلك المصادر أن تحركات الأمير محمد بن نايف، والذي كانت له صلات وثيقة بأجهزة الأمن والمخابرات الأميركية عندما كان يتولى منصبا رفيعا في وزارة الداخلية، تخضع لقيود ومراقبة منذ ذلك الحين.
أما الأمير نواف، وهو في أوائل الثلاثينات، فيتجنب الظهور بشكل أكبر.
(رويترز، العربي الجديد)