وكثّف المتمردون أعمال العنف ضد قوات الأمن الأفغانية في الأيام الماضية، ليضعوا بذلك حداً لهدنة جزئية كانت سارية في الأيام التي سبقت توقيع الاتفاق التاريخي في الدوحة السبت بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان"، حول الانسحاب من أفغانستان.
وقال عضو مجلس ولاية قندوز صفي الله أميري، إن "مقاتلي "طالبان" هاجموا ثلاثة مواقع للجيش على الأقل في منطقة إمام صاحب في قندوز الليلة الماضية، وقتلوا 10 جنود وأربعة شرطيين على الأقل". وأكد مسؤول في وزارة الدفاع رفض الكشف عن اسمه حصيلة الجيش، فيما أكد المتحدث باسم الشرطة المحلية حصيلة قتلى الشرطة.
كما هاجم المتمردون الشرطة في ولاية أوروزغان (وسط) ليل الثلاثاء، وأكد المتحدث باسم الحاكم زرقاي عبادي لوكالة "فرانس برس"، "قتل ستة شرطيين وأصيب سبعة بجروح".
من جهته، أعلن الناطق باسم القوات الأميركية في أفغانستان الكولونيل سوني ليجيت، أن الولايات المتحدة نفذت ضربة جوية اليوم الأربعاء ضد مقاتلين من حركة "طالبان" في إقليم هلمند بجنوب أفغانستان، وهي أول ضربة منذ توقيع اتفاق بين الجانبين يوم السبت.
وقال ليجيت على "تويتر"، إن مقاتلي "طالبان" "كانوا يهاجمون نقطة تفتيش (لقوات الأمن الوطني الأفغانية). كانت هذه ضربة دفاعية لإحباط الهجوم". وأضاف أن واشنطن ملتزمة بالسلام، لكنه دعا "طالبان" إلى "وقف الهجمات التي لا داعي لها"، والتمسك بتعهداتها، في إشارة إلى الاتفاق الموقع في الدوحة يوم السبت بشأن انسحاب القوات الأجنبية.
Twitter Post
|
وأجرى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الثلاثاء، مكالمة هاتفية هي الأولى من نوعها بين رئيس للولايات المتحدة وزعيم في حركة "طالبان"، وذلك بعد أيام من توقيع الطرفين اتفاقاً يمهد الطريق وفق جدول زمني إلى انسحاب الولايات المتحدة على نحو تدريجي من أفغانستان.
وذكر المتحدث باسم "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، في بيان نُشر على تويتر أنّ ترامب "تحدث هاتفياً لمدة 35 دقيقة مع نائب زعيم الحركة للشؤون السياسية عبد الله غني بارادار، في ظل حضور زلماي خليل زاد، المبعوث الأميركي لأفغانستان، وعدد من أعضاء طالبان المشاركين في المفاوضات مع واشنطن".
كما جاء في البيان أن "ترامب أعرب عن سعادته للتحدث هاتفياً مع بارادار"، وقال إن الأخير يقاتل "من أجل وطنه".
من جهته، أعلن ترامب عن المكالمة مع بارادار خلال تصريحات صحافية من البيت الأبيض، وقال إنه أجرى مكالمة هاتفية مع زعيم من "طالبان" (لم يسمه)، ووصفها بأنها كانت "جيدة جداً"، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".
ورعت الدوحة، منذ العام الماضي، جولات تفاوضٍ بين واشنطن و"طالبان" حتى تكللت بتوقيع الاتفاق.
وبموجب الاتفاق، الذي وُقع السبت بالدوحة، ستسحب واشنطن جنودها تدريجياً من أفغانستان، مقابل ضمانات أمنية من "طالبان"، وتعهّد الطرفان بعقد محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية.