ومع هذا النشاط المتزايد والأصوات المرتفعة التي تنتج من حركة الطائرات في الأجواء، يشعر الفلسطينيون بمزيد من القلق.
ويسمي الفلسطينيون طائرات الاستطلاع "الزنانة"، إذ تصدر أصواتاً مؤذية لمسامعهم وتذكرهم بالحروب وجولات التصعيد التي لم تتوقف طوال الأعوام الماضية.
ورغم تقدير الفلسطينيين أنّ الاحتلال الإسرائيلي لا يريد الذهاب لعدوان أو حرب في هذا الوقت، فيجبر مستوطنيه على دخول الملاجئ والمخاطر التي قد تصيبهم نتيجة ما قد يحدث في الملاجئ من تفشي فيروس كورونا، إلا أنّ كل الاحتمالات واردة.
ويتزامن هذا التحليق مع رسائل وصلت إلى إسرائيل والوسطاء من حركة "حماس" التي تدير المشهدين السياسي والأمني في القطاع، بضرورة ألّا تعيق سلطات الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع، وألّا تستغل إسرائيل كورونا لفرض مزيد من القيود على القطاع.
ولم يطرأ أي تغيير عملي على التعامل الإسرائيلي مع القطاع حتى الآن، ولا تزال حركة الشاحنات المحملة بالبضائع والمساعدات التي تصل إلى غزة بانتظام، لكن قيوداً أخرى على نقل المساعدات المالية لغزة قد تفجر الوضع إذا أصرّت إسرائيل عليها.
وسيؤدي انخفاض تحصيل الضرائب في ظل كورونا، وتوقف كثير من القطاعات الصناعية والتجارية عن العمل نتيجة مخاوف تفشي الفيروس بين الفلسطينيين، إلى مزيد من الضغوط على حكومة غزة التي تديرها "حماس".
وسُجلت تسع إصابات مؤكدة بكورونا في غزة، لاثنين عادا من باكستان، وسبعة من عناصر الأمن اختلطوا بهم.
وفي سياق متصل، أبدت أوساط عسكرية إسرائيلية قلقا متزايدا إزاء تداعيات احتمال انتشار فيروس كورونا الجديد، وعبرت عن مخاوفها من إمكانية أن تؤدي القيود التي فرضت على قطاع غزة في أعقاب ذلك إلى انفجار الأوضاع الأمنية واندلاع مواجهة شاملة في ظل ظروف بالغة التعقيد بالنسبة لإسرائيل.
وحسب عدد من المعلقين العسكريين، فإن قيادة جيش الاحتلال تمارس ضغوطا على حكومة بنيامين نتنياهو لتوخي الحذر وعدم التردد في السماح بوصول المساعدات إلى القطاع لمنع انتشار الوباء.