فيروس كورونا يسرّع مفاوضات الأسرى بين "طالبان" والحكومة الأفغانية

23 مارس 2020
ترتيبات مرتقبة حول تبادل الأسرى (معتصم الناصر/العربي الجديد)
+ الخط -

رجحت مصادر في قيادة حركة "طالبان" لـ"العربي الجديد"، أن يشهد الاجتماع المقبل الذي سيعقد بين ممثلين عن الحركة والحكومة الأفغانية، خلال اليومين المقبلين، بتسهيل قطري أميركي، اتفاقاً على بدء تبادل الأسرى بين الطرفين، بعد فحص القوائم التي قدمتها حركة "طالبان" للوسيط الأميركي للسلام في أفغانستان، زلماي خليل زاد، وقوائم الأسرى من جنود الحكومة الأفغانية لدى الحركة.

ومن المتوقع وفق المصادر نفسها، أن يجري الاتفاق في الاجتماع المرتقب على ترتيبات تبادل الأسرى من الطرفين بما يشمل زمان ومكان الإفراج عن الأسرى، والفئات التي سيجري الإفراج عنها، والضمانات التي تطالب بها كل من واشنطن وكابول، بعدم عودة المفرج عنهم إلى القتال.

وكان المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان" سهيل شاهين، قد كشف لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، أن الحركة سلمت قوائم بأسماء 5 آلاف من أسراها في سجون الحكومة الأفغانية، وأنها تنتظر وفاء واشنطن بوعودها بالبدء بإطلاق الأسرى، كما ورد في اتفاق الدوحة، لإحلال السلام في أفغانستان.

ومن الواضح أن انتشار وتفشي فيروس كورونا في مختلف دول العالم ومن بينها أفغانستان، كان عاملا إضافيا دفع بالحكومة الأفغانية إلى قبول الجلوس على طاولة التفاوض مع حركة "طالبان" لبحث ترتيبات إطلاق الأسرى بين الطرفين، بعدما شهد هذا الملف جمودا في الأيام القليلة الماضية، لرفض الحكومة الأفغانية الالتزام بالإفراج عن أسرى "طالبان" وفق القوائم والشروط التي تقدمت بها الحركة.

في السياق، وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم، إلى أفغانستان في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، للمساعدة في إنقاذ الاتفاق التاريخي.


وقال بيان لوزارة الخارجية القطرية، أمس الأحد، إن دولة قطر والولايات المتحدة الأميركية قامتا بتسهيل أول محادثات فنية مباشرة بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان" حول إطلاق سراح الأسرى، والتي جرت بينهما عن بُعد وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا، وأن الاجتماع "ناقش مواضيع هامة تتعلق بقوائم الأسرى وكيفية التحقق منهم ومواقع إطلاق سراحهم ونقلهم للمواقع المتفق عليها".

وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن دولة قطر والولايات المتحدة الأميركية "دعتا الأطراف إلى سرعة الانتهاء من عملية تبادل الأسرى لا سيما مع انتشار فيروس كورونا".

وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان" سهيل شاهين، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، إن المباحثات ركزت على موضوع إطلاق الأسرى، وإنه تم تشكيل لجنة من الفريقين من أجل ترتيبات إطلاق سراحهم.

وكان مبعوث السلام الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، قد قال تغريدة على حسابه على "تويتر"، إن "الإفراج عن السجناء من كلا الجانبين خطوة مهمة في عملية السلام، على النحو المنصوص عليه في اتفاق واشنطن مع حركة طالبان، وخطوة حاسمة أيضا لأسباب إنسانية، وأن المناقشات الفنية التي جرت لأكثر من ساعتين، كانت مهمة وجادة ومفصلية"، مضيفا "إن تهديد فيروس كورونا المستجد يجعل الإفراج عن السجناء أكثر إلحاحا".

وبعد توقيع اتفاق السلام بين حركة "طالبان" والولايات المتحدة في الدوحة في 29 فبراير/شباط الماضي، حُدد يوم 10 مارس/آذار الحالي موعداً لانطلاق المرحلة الثانية من المصالحة، وهي الحوار الأفغاني-الأفغاني، لكن قبل ذلك كان على الحكومة الأفغانية، وفق التوافق، إطلاق سراح 5 آلاف من معتقلي "طالبان"، مقابل إفراج الحركة عن ألف سجين للحكومة.

وأكدت الحركة أن المرحلة الثانية من الحوار لن تنطلق إلا بعد الإفراج عن معتقليها، ظناً منها أن لا عقبات أمام ذلك بعد الموافقة الأميركية. غير أن الحكومة الأفغانية لم تكن مستعدة لذلك، فسارع الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى رفض الأمر، مؤكداً أنه أوضح للجانب الأميركي قبل التوقيع على الاتفاق أنه لا يتعهد بالإفراج عن معتقلي الحركة بهذه الصورة.