عدنان الزرفي... محافظ النجف السابق يقود مهمة تشكيل الحكومة العراقية السابعة
وتحالف الزرفي سابقاً مع رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي وخاضا الانتخابات التشريعية الأخيرة معاً عام 2018 ضمن ائتلاف حصد مكاناً بين أول خمس قوائم انتخابية فائزة في الانتخابات التي أثارت جدلاً بخصوص نزاهتها.
والزرفي من مواليد النجف عام 1966، وهو حاصل على بكالوريوس قانون من جامعة الكوفة كما أنه أحد كوادر حزب "الدعوة الإسلامية" منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، لكنه سرعان ما مر بتحولات عديدة بعد عام 1991 حيث غادر العراق إلى السعودية ضمن نازحي مخيم رفحاء بعد ما عرف حينها بالانتفاضة الشعبانية ضد نظام صدام حسين وبقي هناك نحو ثلاث سنوات قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة كلاجئ عام 1994 وحصل على الجنسية الأميركية.
عاد الزرفي إلى العراق عام 2003 مع القوات الأميركية ضمن فريق إعادة الإعمار، وبسبب أسرته النجفية العريقة وعلاقته مع القوى السياسية، تولى منصب محافظ النجف عام 2004 ثم عضواً لمجلس المحافظة ووكيلاً لشؤون الاستخبارات الداخلية بين 2006 و2009 قبل أن يعود مرة أخرى محافظاً للنجف لمرتين بين 2009 ولغاية 2015.
شكل الزرفي حزباً سياسياً عرف باسم حركة الوفاء، وشهدت فترة حكمه لمدينة النجف عدة أحداث مأساوية، وأخرى إرهابية فضلاً عن شبهات فساد عديدة.
ويلومه الجناح المحافظ في القوى السياسية الشيعية أنه في عهده تم قصف النجف من قبل القوات الأميركية عام 2004 خلال المواجهات مع أنصار رجل الدين مقتدى الصدر، وكذلك حادثة منطقة بنات الحسن التي راح ضحيتها المئات من العراقيين عدا عن وقوع عمليات إرهابية مروعة واتهم المحافظ بضعف إدارة الملف الأمني، وما زال ملف الفساد بشأن مشاريع "النجف عاصمة الثقافة الإسلامية"، لعام 2012 حاضراً ولم يغلق لدى هيئة النزاهة.
لم يتخلَّ الزرفي عن جنسيته الأميركية، ويحظى بعلاقات واسعة مع مسؤولين أميركيين، خاصة عسكريين منهم، فضلاً عن وجود جزء من أسرته في الولايات المتحدة يعتبر من الشخصيات السياسية القليلة التي حققت توازناً في هذا المجال.
ويقول أحد المقربين من الزرفي إن علاقته مع مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني غير خافية منذ توليه إدارة محافظة النجف، وبهذا يمكن له أن يلعب دوراً في تهدئة السجال الأميركي الإيراني في الساحة العراقية.
ويضيف المصدر أن تسميته تشير إلى بداية تصدّر قيادات الصف الثاني في البيت السياسي الشيعي للمشهد، وتواري الوجوه والشخصيات التي عرفها العراقيون بعد الغزو الأميركي للبلاد.
واعتبر المحلل السياسي العراقي أحمد الحمداني تكليف الزرفي بأنه قد يكون تأكيداً على أن المرحلة المقبلة في العراق انتقالية أو مرحلة تبدل من حالة سياسية الى أخرى.
ويضيف أن الرجل بدا في أحد مراحله السياسية بالعراق متأثراً بشخصية نوري المالكي من حيث التفرد بالقرارات ومحاولة كسب الجميع إلى جانبه بالوقت نفسه، كما أنه أجاد اللعب أو التعامل مع الأميركيين والإيرانيين في العراق. متوقعاً أن يكون طريق تشكيل حكومته أكثر سهولة من طريق علاوي الذي تعثر في نهايته وأعلن اعتذاره مطلع الشهر الحالي.