اتفاقات جديدة بين عباس كامل وحميدتي لدعم حفتر بالمقاتلين

15 مارس 2020
توقعات باحتدام المعارك في ليبيا (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -


كشفت مصادر خاصة عن كواليس متعلقة بزيارة رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصري اللواء عباس كامل للسودان وجنوب السودان، الأسبوع الماضي، عن أن الزيارة حملت أجندة بخلاف تلك المعلنة، التي تضمّنت نقل رسائل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى البلدين بشأن سدّ النهضة الإثيوبي.

وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن زيارة كامل تضمّنت لقاءات مع قادة فصائل مسلحة في جنوب السودان، بخلاف لقاءٍ خاص مع نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي. وأضافت المصادر أن الاجتماعات تضمّنت الاتفاق مع قادة الفصائل المسلحة في جنوب السودان، وقائد قوات الدعم السريع بالسودان، على نقل أعدادٍ كبيرة من المقاتلين "المحترفين" إلى ليبيا، لمدةٍ محددة تصل إلى أربعة أشهر.

وأوضحت المصادر أن هذه المدة ترجع إلى أنها يتوقع أن تكون مناسبةً مع الخطة الجديدة التي وضعها حلفاء قائد مليشيات شرق ليبيا، خليفة حفتر، لإنهاء معارك طرابلس وحسم الأزمة عسكرياً، قبل حلول شهر رمضان، مؤكدة أن الفترة المقبلة ستشهد احتدام المعارك بمعدل أكبر بكثير مما كانت عليه.

وكشفت المصادر أنّ من المقرر أن يدفع حميدتي بأعدادٍ كبيرة من المقاتلين المنضمين إلى صفوف قوات الدعم السريع السودانية، وذلك في الوقت الذي أُعلنَت فيه إعادة هيكلة الجيش السوداني وأجهزة الأمن، مشيرةً إلى أنّ من ضمن الاتفاق نقل أعدادٍ كبيرة من هذه القوات إلى ليبيا، إلى حين إعداد الهيكل الجديد.

وأشارت المصادر إلى أن عباس كامل اتفق مع قادة فصائل مسلحة في جنوب السودان، خلال لقاء غير معلن خلال زيارته الأخيرة، على إرسال نحو ألفين من المقاتلين المدربين إلى ليبيا.

ورجحت المصادر أن يكون الدور الذي يقوم به عباس كامل بشأن الأزمة في ليبيا، يحمل تحركاً غير مباشر أيضاً في ملف سد النهضة، إذ تلعب مصر هذا الدور في إدارة الملف الليبي، بشكلٍ كامل، وتُبرم هذه الاتفاقات بتمويلٍ خليجي، وذلك في محاولة لإلحاق أكبر قدر من الخسائر بتركيا، التي بات إسقاط نظام الحكم فيها هدفاً أساسياً لكل من الرياض وأبوظبي، وذلك في مقابل حصول مصر على دعم أكبر من البلدين في أزمتها مع إثيوبيا بشأن سد النهضة.
وفي هذا السياق، وصل حميدتي إلى القاهرة ظهر أمس السبت، في مستهل زيارة تستغرق يومين، تتضمن لقاءات مع السيسي وكامل، وعددٍ من المسؤولين المصريين، لمناقشة عدد من الملفات، على رأسها موقف الخرطوم الرسمي في قضية سدّ النهضة الإثيوبي، والتعاون المشترك في الملفات الأمنية والاقتصادية بين البلدين.

وتأتي الزيارة بعد تلك التي أجراها كامل إلى الخرطوم، وأكدت بدء تحرك مصر علناً في مسار مغازلة السودان لدفعه إلى التوقيع على اتفاق ملء سدّ النهضة وتشغيله والانضمام إلى مصر في مطالبتها إثيوبيا بالتوقيع، حتى لا تبقى مصر في موقعها كطرفٍ وحيد مؤيد للاتفاق الذي قال السودان سلفاً إنه يوافق على 90 في المائة من بنوده، بينما رفضت إثيوبيا الاعتراف به.

والتقى عباس كامل، في تلك الزيارة، بكل من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وحميدتي المعروف بعلاقته الوطيدة بالسيسي. وأبرز البيان الصادر عن الاستخبارات المصرية على إثر الزيارة "تأكيد دعم مصر التام للسلطة الانتقالية في السودان، والحرص على المساعدة في تلبية طموحات شعبه، وتضامن مصر، حكومة وشعباً، مع الشعب السوداني، في مواجهة الإرهاب، وبحث عدد من القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي".

يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية، فتحي باشاغا، إن خوف الأعضاء الرئيسيين في مجلس الأمن من مواجهة الإمارات والأردن ومصر، سمح لهذه الدول بتنفيذ انتهاكٍ شامل لحظر الأسلحة المفروض على ليبيا. وأضاف باشاغا في تصريحات صحافية، أن روسيا لديها مشروع كبير، ليس فقط في ليبيا، بل في كل أنحاء أفريقيا، مشيراً إلى أن مرتزقة "فاغنر" الذين يقدَّر عددهم بين 1400 و2000 مرتزق ويدعمون حفتر، هم مواطنون روس ويتعاملون مع الحكومة الروسية. وأكد باشاغا أن فرنسا مستمرة في دعم حفتر الذي لم يلتزم وقف إطلاق النار، وقال إن الأخير لن يتوقف عن قصف طرابلس وإن حكومة الوفاق لديها ما يكفي من القوة لصدّ عدوانه عن العاصمة، مشيراً إلى أن الدعم التركي لحكومة الوفاق أعاد التوازن على الأرض.

من جهته، قال رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، أول من أمس الجمعة، إن المبادرات والمؤتمرات الدولية لا يمكن أن تجد حلاً للأزمة الليبية أكثر مما هو موجود، في إشارة إلى الاتفاق السياسي الموقّع في الصخيرات المغربية. وأضاف المشري، في لقاء له مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في الرباط، أنه لا توجد ضمانات لتنفيذ أي مبادرات أو اتفاقات جديدة سواء في برلين أو في جنيف، مشيراً إلى أن الجهود الدولية، أو حتى الفردية، من بعض الدول لا تساعد في حلّ الأزمة، بل تزيدها تعقيداً.