استشهاد فلسطيني وإصابة عشرات المرابطين الفلسطينيين في اعتداءات للاحتلال جنوب نابلس

جهاد بركات

جهاد بركات

رام الله: محمود السعدي

avata
رام الله: محمود السعدي

سامر خويرة

سامر خويرة
11 مارس 2020
64F8DFC1-3F87-4EFC-8426-794E1DEC9B52
+ الخط -
استشهد فتى فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الأربعاء، متأثراً بإصابته خلال قمع قوات الاحتلال للمرابطين في جبل العُرمة، في بلدة بيتا، جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، المهدَّد بالاستيطان.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد الفتى محمد عبد الكريم حمايل (15 عاماً)، متأثراً بجروح حرجة نتيجة إصابته برصاص الاحتلال الحيّ برأسه، في نابلس.
وأصيب عشرات الفلسطينيين، أيضاً، بعد اقتحام قوات الاحتلال للجبل، واعتدائها على المرابطين فيه.
ومن بين المصابين، رئيس هيئة مقاومة الاستيطان الفلسطينية وليد عساف، الذي تعرض للاختناق جراء استنشاقه الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال باتجاه المرابطين، كذلك أُصيب مراسل تلفزيون فلسطين الرسمي بكر عبد الحق، برصاصة معدنية في قدمه، وقد عرقلت قوات الاحتلال نقله إلى المستشفى في بادئ الأمر، ووضعه مستقرّ، حسب المسعفين.
وقال الناشط محمد دويكات لـ"العربي الجديد"، إن عشرات من آليات الاحتلال حاصرت جبل العرمة من مناطق عدة، ثم اقتحمته في وقت واحد، حيث كان يحتشد هناك مئات المواطنين منذ ليل أمس، الثلاثاء، لصدّ اقتحام المستوطنين للجبل، واندلعت مواجهات عنيفة، استخدم فيها جيش الاحتلال الرصاص الحيّ والمطاطي وقنابل الصوت والغاز.
وأكد دويكات أن جنود الاحتلال تعمّدوا استهداف الطواقم الصحافية، ما أوقع إصابات في صفوفهم.
وقال مسعفون في مستشفى رفيديا الحكومي بنابلس، إن قسم الطوارئ فيه استقبل سبعة مصابين برصاص الاحتلال، أحدهم حُوِّل فوراً إلى غرفة العمليات، حيث أصيب برصاصة في رأسه ووضعه الصحي حرج، لكنه مستقر.
من جانبه، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بوقوع 112 إصابة خلال المواجهات المندلعة على جبل العُرمة في بيتا، جنوب نابلس.
وأوضح الهلال الأحمر أن من بين الإصابات 90 إصابة بالغاز، نُقلت واحدة منها إلى المستشفى، و18 إصابة بالرصاص المطاط نُقلت 7 منها إلى المستشفى، وأن إصابة واحدة بالرصاص الحي كانت بالرأس، و3 إصابات سُجلت في بيتا هي نتيجة سقوط وجروح واعتداء، فيما نُقلت الإصابات بالتعاون مع سيارات الإسعاف الخاصة.
في هذه الأثناء، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي شارع حوارة المجاور والواصل بين نابلس ورام الله في كلا الاتجاهين.
وكان النشطاء الفلسطينيون قد نصبوا خيمة ضخمة على قمة جبل العرمة قبل أسبوعين، حيث يرابطون فيها على مدار الساعة، تحسباً لتنفيذ المستوطنين تهديداتهم بالسيطرة على الجبل، الذي يقع في منطقة استراتيجية ويطلّ على معظم البلدات والقرى في جنوب نابلس.


وأدان الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، اليوم الأربعاء، بشدة الاعتداء الإسرائيلي في جبل العُرمة.
وقال، في تصريحات له خلال مؤتمر صحافي: "ندين بشدة الاعتداء الإسرائيلي، صباح اليوم، على أهلنا في جبل العُرمة المدافعين عن أرضهم وعائلاتهم. هذا توحش إسرائيلي يمارسه جنود الاحتلال في جبل العُرمة ضد أهلنا، أصحاب الأرض الأصليين، الذين يدافعون عن أرضهم بوجه التغول الاستيطاني في المنطقة. نحن نعاني من فيروس الاحتلال المقيم بيننا، وسنتغلب عليه بصبرنا، وتحملنا، ومقاومتنا، ورفضنا لكل المخططات التي يحاول تكريسها كأمر واقع، ونعتقد بيقين أن الاحتلال طارئ والطارئ إلى زوال".

وفي وقت لاحق، روى رئيس بلدية بيتا فؤاد معالي لـ"العربي الجديد"، ما جرى من استهداف للفتى محمد عبد الكريم حمايل، وهو طالب مدرسة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقال: "إن مواجهات اندلعت بين المرابطين والشبان في جبل العرمة، عقب اقتحام قوات الاحتلال للجبل، فأطلق أحد الجنود الرصاص الحيّ من مسافة قريبة باتجاه الفتى حمايل، ما أدى إلى إصابته مباشرةً بجروح خطرة جداً في رأسه".
وتابع: "إصابة حمايل كانت مباشرة في رأسه وتأثر دماغه، ونقل إلى مستشفى رفيديا في مدينة نابلس، وأجريت له عملية جراحية، لكن جهود الأطباء باءت بالفشل، وأُعلن استشهاد محمد بعد ساعات قليلة من إصابته".
وأشار معالي إلى أن قوات الاحتلال أغلقت حاجز حوارة وشارع حوارة الرئيس المجاور لبلدة بيتا، والواصل بين نابلس ورام الله، وحوّلت مسار السيارات إلى شوارع أخرى، بينما انتهت المواجهات التي اندلعت في جبل العرمة وأكثر من موقع في بلدة بيتا، وانسحب جيش الاحتلال من الجبل، وعاد المرابطون والنشطاء إلى القمة.
وأكد معالي أن الفعاليات التي يقوم بها النشطاء والأهالي لحماية جبل العرمة ستستمر، قائلاً: "سنواصل المرابطة في الجبل في وجه أطماع الاستيلاء عليه، بينما ستعبّد بلدية بيتا طريقاً يصل بين البلدة والجبل من أجل الحفاظ عليه".

في سياق آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، فتيَين فلسطينيَّين يبلغان من العمر 15 عاماً، بعد إطلاق النار عليهما قرب مدخل قرية دير نظام، غرب رام الله، وسط الضفة الغربية، حيث أصيب أحدهما برصاصة في الساق، وفق ما أكد لـ"العربي الجديد" عضو المجلس لقروي لدير نظام، منجد التميمي.
واعتقلت قوات الاحتلال شابين من قرية دير أبو مشعل، غرب رام الله، واعتقلت شاباً من بلدة كوبر، شمال غرب رام الله، فيما اندلعت مواجهات في قرية أبو شخيدم المجاورة، ولم يبلغ عن وقوع إصابات، حيث تزامنت تلك المواجهات مع تسليم قوات الاحتلال بلاغات لشبان من أبو شخيدم لمقابلة مخابراتها، واعتقلت شاباً من قرية أم صفا، شمال غرب رام الله.
في سياق آخر، أطلق شبان مفرقعات نارية باتجاه قوات الاحتلال خلال مواجهات اندلعت ليل الثلاثاء، في حيّ رأس العمود بالقدس المحتلة.

ذات صلة

الصورة
جنديان إسرائيليان يعتقلان طفلاً في الضفة الغربية (حازم بدر/ فرانس برس)

مجتمع

بالإضافة إلى الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن التنكيل بالضفة الغربية، فيعتقل الأطفال والكبار في محاولة لردع أي مقاومة
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
الصورة
طبيبة وطفل في رواق مشفى الأقصى، 6 مارس 2024 (أشرف عمرة/ الأناضول)

مجتمع

منذ أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خرج نحو 32 مستشفى ومركزاً صحياً، بينها مستشفى شهداء الأقصى، عن العمل.
الصورة
ميناء حيفا في شريط صوّره حزب الله فوق الأراضي المحتلة، 18 يونيو 2024 (لقطة شاشة)

سياسة

نشر حزب الله اللبناني بعد ظهر اليوم الثلاثاء، مقطع فيديو من الأراضي المحتلة، بعنوان "هذا ما رجع به الهدهد"، يُظهر صوراً لمواقع استراتيجية إسرائيلية حسّاسة.