ورفع المشاركون شعارات ترفض تصفية القضية الفلسطينية وإلغاء حق العودة، وترفض مزيداً من التوسع على حساب أراضي الضفة الغربية، مشددين في الوقت ذاته على أن "أرضي فلسطين كاملة من النهر إلى البحر".
ومن هتافات المشاركين "فليسقط غصن الزيتون، ولتعلُ البندقية"، و"علّي الصوت من عمان ما بدنا غاز الكيان"، و"لا مصالح صهيونية على الأرض الأردنية"، و"أردن يا بلد الأحرار… غاز العدو إلنا عار"، و"بقولوا هذا استثمار.. وهذا هوه الاستعمار".
وانتقد المشاركون في هتافاتهم بعض الدول العربية، التي اعتبروا أنها كانت مساندة لـ"صفقة القرن"، بخاصة البحرين والإمارات ومصر، وسلطنة عمان.
وقال الأمين العام لـ"حزب الحياة" عبد الفتاح الكيلاني، إن الشعبين الأردني والفلسطيني يرفضان "صفقة القرن" التي تستهدف الأردن كما تستهدف فلسطين، وتسعى لتصفية قضية القدس واللاجئين، والتهام الجغرافيا الفلسطينية في الضفة الغربية، وفرض السيادة الصهيونية على غور الأردن، وفرض مشاريع التوطين والوطن البديل.
وأكد الكيلاني على ضرورة "رفض المخطط الأميركي الصهيوني، والعمل على دعم المقاومة الفلسطينية بكافة السبل المتاحة، والتصدي لمحاوات فرض الأمر الواقع".
بدوره، قال أمين عام حزب "جبهة العمل الإسلامي" مراد العضايلة إن "الأردنيين خرجوا اليوم رغم المطر والبرد ليقولوا إن الأردنيين لن يقبلوا بصفقة العار، وليوجهوا التحية للمقاومة الفلسطينية.. إنه فجر التحرير والنصر الذي سيسقط (صفقة القرن)".
وشهدث مختلف المدن الأردنية وقفات احتجاجية رغم الأمطار الغزيرة، بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة، من شمال المملكة إلى جنوبها.
وفي سياق متصل، يعقد في عمان، غدا السبت، مؤتمر طارئ للاتحاد البرلماني العربي لمناقشة "صفقة القرن".
وبدأ رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، الذي يرأس الاتحاد البرلماني العربي، منذ إعلان الصفقة، سلسلة من الاتصالات من أجل عقد مؤتمر طارئ للاتحاد البرلماني العربي لـ"إعلان موقف قوي من قبل الاتحاد الرافض لهذه الصفقة، وعدم التعاطي معها"، علاوة على "حث المجالس النيابية العربية للعمل على إسقاط هذه المؤامرة على القضية الفلسطينية وعلى أمتنا العربية".
ويتناغم الموقف الشعبي الرافض للصفقة مع الموقف الرسمي الدبلوماسي، بحيث قال وزير الخارجية أيمن الصفدي، في بيان بعد إعلان الخطة الأميركية: "إن المبادئ والمواقف الثابتة للمملكة الأردنية إزاء القضية الفلسطينية والمصالح الوطنية الأردنية العليا هي التي تحكم تعامل الحكومة مع كل المبادرات والطروحات". وحذّر الصفدي من "التبعات الخطيرة لأي إجراءات أحادية إسرائيلية تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض، مثل ضمّ الأراضي وتوسعة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانتهاك المقدسات في القدس".