وبلغت حصيلة ضحايا الهجوم على الساحة حتى صباح اليوم الخميس، 8 قتلى وأكثر من 85 جريحاً، وفقا لمصادر طبية.
وقال طبيب في مستشفى المدينة، لـ"العربي الجديد"، "مازالت هناك حالات خطرة بين المصابين. قد تتزايد حصيلة القتلى"، مؤكداً أن "الجرحى يخضعون للعلاج حتى الآن، وسط انتشار أمني في محيط مستشفى المدينة".
ووصل وزير الداخلية ياسين الياسري، في ساعة متأخرة من الليل أمس الأربعاء، للوقوف على الأحداث المتسارعة فيها في وقت تم تعطيل الدوام الرسمي في عموم المدينة، وعقد اجتماعاً مع قياداتها الأمنية، لوضع خطة لمواجهة التداعيات.
ولم تلق القوات الأمنية المنتشرة في المحافظة القبض على أي من المسلحين، الذين كانوا قد لاحقوا المتظاهرين حتى في الأزقة والشوارع، وقتلوا وأصابوا عددا منهم.
وبحسب ناشط مدني، فإن "الأجواء متوترة حتى الآن، إذ شهدت المدينة طيلة الليل إطلاق نار متقطعا"، مشيراً إلى أن "القوات الأمنية انتشرت في ساحة التظاهر بعد أن تفرق المتظاهرون منها ليلاً عقب الأحداث، وما زالت القوات فيها".
وأكّد الناشط، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "المتظاهرين يحاولون التجمع صباحاً والخروج بتظاهرات داخل الساحة، احتجاجاً على الانتهاك الذي تعرضوا له"، محملاً الحكومة والقوات الأمنية "مسؤولية الأحداث، وعدم قدرتها على حماية المتظاهرين السلميين".
وأبدى استغرابه من "عدم اعتقال القوات الأمنية أي عنصر من تلك المجموعة المسلحة، رغم الانتشار الواسع لعناصر الأمن"، داعياً المجتمع الدولي إلى "التدخل وتأمين حماية المتظاهرين".
وأظهرت مقاطع مصورة وصور نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، عن أحداث النجف، ناشطين معبرين عن استيائهم من الإجراءات الأمنية التي عجزت عن التصدي للمسلحين.
وكتب الناشط فراس السراي، في تغريدة على "توتير"، "وجعي على شباب النجف"، ونشر مقطع مصور لشاب تسيل دموعه إثر الهجوم.
وتساءل الناشط مصطفى كامل في تغريدة، "لماذا لا تصل قوات مكافحة الإرهاب إلا بعد إكمال العصابات الإرهابية واجباتها بقتل الثوار وتدمير مواقع اعتصامهم؟".
وتجددت مع ساعات الصباح الأولى، التظاهرات في المحافظات العراقية تضامناً مع متظاهري النجف، فتوافد المئات من أبناء المحافظات الأخرى نحو ساحات التظاهر، معبرين عن رفضهم لأحداث النجف والتضامن مع متظاهريها السلميين.
وخرج المئات من أهالي بغداد بتظاهرة حاشدة، صباح اليوم الخميس، في ساحة التحرير، محملين الحكومة مسؤولية أحداث النجف، مطالبين المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك لأجل وضع حد لتلك الانتهاكات التي يتعرض لها المتظاهرون.
كما شهدت كربلاء تظاهرات غاضبة احتجاجاً على ما شهدته النجف، وردد المئات من المتظاهرين هتافات انتقدوا فيها الصمت والعجز الحكومي، معبرين عن تضامنهم مع متظاهري النجف، ومؤكدين على استمرار سلمية التظاهرات حتى تحقيق مطالبها المشروعة.
كما خرج المئات من أهالي ذي قار والقادسية وميسان والبصرة، بتظاهرات غاضبة، رفضوا فيها ضعف الإجراءات الأمنية وعدم قدرتها على حماية المتظاهرين، مشددين على ضرورة وضع حد لتلك الانتهاكات.
وانضم الكثير من أبناء ووجهاء العشائر العراقية إلى ساحات التظاهر في تلك المحافظات، مطالبين بوضع حد للانتهاكات والاعتداءات التي يتعرض لها المتظاهرون السلميون.
من جهته، قال رئيس حزب الحل، جمال الكربولي، في تغريدة له، تعليقاً على أحداث النجف "لن يغلب السيفُ الدمَ. الدمُ المظلوم دائماً ينتصر".