قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، خلال اجتماع حكومته، إنّ "أميركا فشلت في استمالة حليفها الأوروبي ضد إيران"، مضيفاً أنّ "البيت الأبيض منذ انسحابه من الاتفاق النووي) أراد أن يستميل أوروبا لتصطف بجانبه وتتخطى الاتفاق إلا أنها لم ترضخ".
وأكد أن واشنطن "فشلت خلال الأشهر الأخيرة أيضاً بعد ما راهنت مجدداً على الموقف الأوروبي"، في إشارة إلى عدم تفعيل آلية "فض النزاع" عملياً رغم اتخاذ قرار بشأنه.
وفي السياق، وصف رئيس مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي، مباحثات بلاده مع منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أثناء زيارته لطهران، الإثنين الماضي، بأنها "جيدة جداً".
وأكد واعظي، للتلفزيون الإيراني، بعد اجتماع الحكومة الإيرانية، اليوم الأربعاء، أنّ ما طرحه بوريل خلال المباحثات، يشير إلى أنّ أوروبا "لن تفعّل آلية فض النزاع"، لحل الخلافات مع طهران حول تنفيذ الاتفاق النووي، وهي آلية من شأنها أن تعيد الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي ليُعاد فرض العقوبات الأممية على إيران.
وأضاف واعظي أنّ منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، أكد عزم الاتحاد على الحفاظ على الاتفاق النووي، قائلاً إن "أوروبا على قناعة بأن الاتفاق النووي أفضل اتفاق". وقال واعظي إن "السيد بوريل أقرّ خلال المباحثات بأنّ الأوروبيين بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي لم يلتزموا بتعهداتهم ولم ينفذوها".
وتابع: "بعد خطواتنا (النووية)، خاصة تنفيذ المرحلة الخامسة من تقليص تعهداتنا، وهي كانت مهمة للغاية، أراد الأوروبيون أن يكون لهم موقف وردة فعل"، في إشارة إلى إعلان الترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) قرارها بتفعيل آلية "فض النزاع" في 14 يناير/كانون الثاني الماضي.
واعتبر واعظي أنّ هذا القرار "ربما مردّه رغبة أوروبا في أن يكون هناك موقف لها أمام الرأي العام الأوروبي تجاه المرحلة الخامسة من تقليص تعهداتنا، لكن هذا لا يعني أنهم سيذهبون بعيداً بحيث ينهار الاتفاق النووي عملياً".
وكان منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي قد وصل إلى طهران، الإثنين الماضي، في أول زيارة له منذ توليه المنصب في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأجرى مباحثات مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والرئيس حسن روحاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني.
وبحثت الزيارة قضايا إقليمية ودولية، تصدرتها تطورات الاتفاق النووي، خصوصاً بعدما نفذت طهران المرحلة الخامسة والأخيرة من تقليص تعهداتها النووية، لتنهي كافة القيود المفروضة على برنامجها النووي بموجب هذا الاتفاق.
ورداً على هذه الخطوة، أعلنت الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في 14 يناير/ كانون الثاني، أنها فعّلت آلية "فضّ النزاع"، إلا أنها من الناحية العملية لم تبدأ بعد إجراءات تفعيل الآلية.
وأمس، الثلاثاء، بعد عودته من طهران، أكد بوريل للصحافيين، تمديد الوقت المتاح لمناقشة سبل إنقاذ الاتفاق النووي، في إطار آلية "فضّ النزاع" إلى "أجل غير مسمى"، مضيفاً أنّ الهدف من هذه الخطوة هو "الحيلولة دون إحالة الخلافات إلى مجلس الأمن". وأكد بوريل "لا نرغب في إطلاق مسار يؤدي إلى انهيار الاتفاق النووي بل نريد الحفاظ عليه".