وأوضحت المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، أن الوفد الروسي "غادر ممتعضاً، وكانت واضحة عليه منذ صباح اليوم، وقت قدومه إلى الاجتماعات، علامات الانزعاج من الدعم التركي الكبير لفصائل المعارضة بالتقدم في بلدة سراقب الاستراتيجية وما حولها".
ولفتت المصادر إلى أن "التطورات الميدانية كشفت لروسيا ضعف النظام بشكل كبير، وأن تركيا عملت في المجال الدبلوماسي بشكل كبير، ولكن بالنهاية هناك حدود، كما أن القصف التركي أثر بشكل كبير على قوات النظام، وهو ما أزعج روسيا جدا".
وبينت المصادر أن تركيا رفضت الموافقة على عقد القمة الثلاثية بطهران التي تجمع زعماء تركيا وروسيا وإيران، وجرى إبلاغ الجانب الروسي بذلك، ردا على رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
يأتي ذلك في وقت يعقد فيه الرئيس رجب طيب أردوغان، الليلة، اجتماعاً أمنياً طارئاً، يشارك فيه كل من وزيري الخارجية مولود جاووش أوغلو والدفاع خلوصي آكار، ورئيس الاستخبارات العامة هاكان فيدان، وقيادات عسكرية لبحث التطورات الخطيرة الميدانية، والمباحثات الروسية.
كما تتناقل منصات وسائل التواصل الاجتماعي أخباراً غير رسمية عن سقوط عشرات القتلى في صفوف الجيش التركي في قصف جوي على مواقعهم من قبل طائرات النظام والطائرات الروسية، راوح عددهم ما بين 30 و40 قتيلاً، دون أن يتم تأكيد ذلك بشكل رسمي.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" في هذا السياق، أن "الغارات الجوية التي جرت خلال اليوم في المنطقة الواقعة بين البارة وبليون، أسفرت عن مقتل 34 جندياً تركياً على الأقل، وسط معلومات عن سقوط قتلى آخرين جراء تلك الغارات".
وتشير التطورات على الأرض، مع فشل المباحثات بين روسيا وتركيا ونهاية المهلة التي أعلنتها تركيا لانسحاب قوات النظام، والحراك الدبلوماسي المتواصل، وآخره مكالمة هاتفية بين وزيري دفاع تركيا والولايات المتحدة، إلى أن الأيام المقبلة ومنذ هذه الليلة، ستشهد تطورات كبيرة قد تؤدي للمواجهة بين تركيا وروسيا ما لم تفلح الجهود الدبلوماسية بإيجاد حل مرض لكافة الأطراف.