أكد خبير الاستيطان خليل تفكجي اليوم الثلاثاء، أن سلسلة المشاريع والمناقصات الأخيرة لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية وتحديداً في محيط القدس المحتلة، تأتي في سياق التنفيذ العملي لـ"صفقة القرن"، بحيث ستقضي تلك المشاريع إلى الأبد على إمكانية إقامة دولة فلسطينية كما يحلم بذلك الفلسطينيون.
وتعقيباً على ما أعلنه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن إصداره تعليمات بالشروع الفوري في بناء 3500 وحدة استيطانية إلى الشرق من القدس المحتلة ضمن المشروع الاستيطاني E.1، قال تفكجي في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، "إن ما أعلن على مدى الأيام القليلة الماضية واليوم من بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس والضفة الغربية سيفضي إلى الانتهاء من تنفيذ مشاريع ضخمة منها القدس الكبرى، وضم فعلي للأغوار ومناطق شرق البحر الميت".
وأشار تفكجي إلى أن هذا ما تتضمنه خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعروفة بـ"صفقة القرن"، والتي ستتيح لدولة الاحتلال عملية ترسيم نهائية لحدودها في عمق أراضي الضفة الغربية، والتي ستشطر تلك الأراضي إلى قسمين بحيث تفصل شمال الضفة عن جنوبها، وتحول حركة سير الفلسطينيين القادمين من الجنوب باتجاه الشمال إلى مسافات طويلة جداً وفي مسارات جبلية وعرة.
وتابع أن "هذا التقسيم لأراضي الضفة يعتبر التجسيد العملي للمخطط الاستيطاني الوارد في الأمر العسكري 19/2007، والمعروف بطريق نسيج الحياة، ليجلب لاحقاً إلى هذه المناطق أكثر من 100 ألف مستوطن".
وفيما يتعلق بالبناء الجديد في مشروع E.1، أوضح تفكجي تفاصيل هامة عن هذا المشروع، حيث قال: "تم الإعلان عن هذا المشروع عام 1994 على مساحة تبلغ 12443 دونماً من أراضي قرى (الطور، عناتا، العيزرية، أبو ديس في القدس) ويهدف المخطط الذي صودق عليه عام 1997 من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك إسحق موردخاي إلى إقامة منطقة صناعية على مساحة 1كلم 2، و4000 وحدة سكنية، و10 فنادق".
وعن الخطورة التي يمثلها هذا المشروع، يقول تفكجي: "يعتبر المخطط من أخطر المخططات الإسرائيلية في حال تنفيذه، من أجل إغلاق المنطقة الشرقية من منطقة القدس بشكل كامل وتطويق المناطق (عناتا، الطور، حزما) وليس هنالك أي إمكانية للتوسع المستقبلي باتجاه الشرق، وأيضا لأجل منع إقامة القدس، الشرقية (كعاصمة لفلسطين) وإمكانية تطورها باتجاه الشرق، وكذلك ربط جميع المستعمرات الواقعة في المنطقة الشرقية وخارج حدود بلدية القدس مع المستعمرات داخل حدود بلدية القدس وبالتالي تحويل القرى العربية إلى معازل محاصرة بالمستعمرات".
وتابع، "وتكمن خطورة المخططات الإسرائيلية أيضا بإقامة القدس الكبرى بالمفهوم الإسرائيلي الذي يعادل 10% من مساحة الضفة، وإحداث تغيير جذري في قضية الديمغرافيا الفلسطينية للصالح الإسرائيلي، وأيضا فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها".
وأضاف في هذا السياق "حيث تم في عام 2007 الإعلان عن أمر عسكري يحمل رقم 19/ت/2007 (طريق نسيج الحياة 2)، الذي يهدف إلى فتح طريق يتجنب المرور من مستعمرة معاليه أدوميم، بل يتجه شرقاً باتجاه البحر الميت، فيتجاوز كتلة معاليه أدوميم التي ستصبح فاصلاً صناعياً بين التجمعات العربية في الجنوب والشمال وهذا الفاصل هو بعمق 35 كلم حتى الغور بعرض 16-20 كلم عرضاً، وفي هذه المنطقة سيقام أكبر مطار في المستقبل في منطقة البقيعة (النبي موسى) ضمن مشروع القدس 2050 والذي يحمل الرقم 5800".
وأضاف: "وفي خطوة جريئة وافق نائب وزير الداخلية (ايلي يشاي) على توصيات وزارة الداخلية الإسرائيلية التي قدمت توصياتها بضم مستوطنة (كيدار) إلى مستوطنة (معاليه ادوميم) الواقعة على بعد 3 كم شرقاً وتوسيع المستوطنة بـ 12 الف دونم ، ونقل إدارة هذه المستوطنة إلى نفوذ (معاليه ادوميم) وضمن المناطق الفاصلة بين المستوطنات إلى معاليه أدوميم، وسيتم بناء 6000 وحدة سكنية لاستيعاب 30000 مستوطن، علماً بان مستوطنة معاليه أدوميم تعتبر أكبر المستوطنات وأول بلدية استيطانية تم إعلانها من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية تبلغ مساحة مخططها 35كم2 وعدد سكانها 36,089 ألف نسمة، لعام 2014".
وشدد تفكجي على أنه "إذا تم ضم كتلة معاليه أدوميم المكونة من ثماني مستوطنات (كيدار، معاليه ادوميم، E1، الون، كفار ادوميم،علمون، نفي برات، والمنطقة الصناعية مشور ادوميم) ستصبح مساحة الأرض المضمومة (191 كم2) لاستيعاب ما يزيد عن 100 ألف مستوطن".