ووصلت تبادل الاتهام بين زعيمي الحزبين إلى الذروة، حيث اتهم بداية زعيم حزب "الشعب الجمهوري" كمال كلجدار أوغلو الرئيس رجب طيب أردوغان بأنه فتح المجال أمام جماعة الخدمة للتغلغل في الدولة، مقدما 20 سؤالا لأردوغان، ليرد عليه الأخير متهما إياه بالتبعية للجماعة، مقدما له 8 أسئلة.
وأمام كتلته النيابية، قال كلجدار أوغلو، أمس: "أقول لكم من هو الجناح السياسي لجماعة الخدمة، ومن سلم الدولة لهذه الجماعة هو رجب طيب أردوغان"، سائلا "كيف تسلل سيف الجماعة لمفاصل الدولة؟ وكيف تم وضعهم في هذه المفاصل؟ وهل يمكن للمعارضة أن توظف رجال الجماعة في مؤسسات الدولة؟".
كما تساءل كلجدار أوغلو: "هل يمكن لرجل أن يقول إنه كان يحسن بالجماعة الظن، وأنه لم يكن يعلم أنهم خونة للدولة؟ وهل كانت فعاليات الجماعة متابعة من الدولة؟ ولماذا لم تتخذ قرارات بمكافحة الجماعة عبر مجلس الأمن القومي؟ وكيف نفذت طلبات الجماعة؟ وهل كانت عمليات التنظيم في سلك القضاء أيضا؟".
وأضاف زعيم المعارضة "كيف كانت العلاقة بين الجماعة وأردوغان بعد التواريخ التي عدتها الحكومة انقلابا من الجماعة في السنوات التي سبقت الانقلاب العسكري؟ ومن فتح الغرف السرية للجماعة؟".
أردوغان رد، في كلمته اليوم أمام الكتلة البرلمانية، على كلجدار أوغلو، متهما إياه بصفته زعيماً للمعارضة بأنه هو من يشكل الجناح السياسي، معتبرا أن "كلجدار أوغلو انتهازي ويشعل الفتن، ويستغل الأوضاع السائدة لتوظيفها في السياسة، وقبل أن يتهمنا عليه أن ينظر للتهم التي تلبسه، لأن الجناح السياسي لجماعة الخدمة هو كلجدار أوغلو وفريقه".
وأضاف أن "حزب الشعب الجمهوري استغل الأنظمة الانقلابية السابقة للعمل وتسهيل الأمور للجماعة"، مقدما شواهد على ذلك داخل حزب الشعب الجمهوري، "مثل الانقلاب على زعيم الحزب السابق دنيز بايكال بفيلم غير أخلاقي، بعملية لجماعة الخدمة وضعت كلجدار أوغلو في قلب الحزب".
كما اتهم أردوغان كلجدار أوغلو بـ"الصمت على محاولات استهداف رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان عندما كان مستشارا، وأيضا باستهدافه عندما كان رئيسا للوزراء، ومدافعا عن القرارات الحكومية التي كانت تكافح الجماعة وممارساتها، مشددا على أن "كلجدار أوغلو يؤكد دوما على كلام جماعة الخدمة كما كانوا يقولون بالتحديد".
كما وجه أردوغان 8 أسئلة لكلجدار أوغلو، وهي "هل الجناح السياسي للجماعة هو للنيل من السياسيين أو رفعتهم؟ والجناح السياسي هل هو الذي تعرض لمحاولة القتل ليلة الانقلاب 2016 أو من فتح الطريق له؟ كما أن مستشاريه ومسؤوليه كانوا من الجماعة وثبتت التهمة. فمن يكون الجناح السياسي للجماعة؟".
وختم أردوغان متسائلا: "من هو الجانب السياسي للجماعة؟ من يتعرض للهجوم أو من يهاجم من الأحزاب؟ ومن هو الذي تعرض لهجوم القضاء؟ ومن تعرض لمحاولات عرقلة مكافحة التنظيم؟ ومن هو الداعم للجماعة سياسيا؟ من تصدى للانقلاب أو من شكك به؟".
ويبدو أن هذا الموضوع سيأخذ منحى جديدا بعد التصعيد الكبير، وربما يأخذ منحى قضائيا بين الطرفين، بعد الاتهامات المتبادلة، حيث شهدت تركيا في العام 2016 انقلابا عسكريا تمكنت الحكومة من التصدي له.