روحاني في ذكرى الثورة الإسلامية: المشاركة الحاشدة ردّ على واشنطن

11 فبراير 2020
المطالبة بمزيد من الانتقام لاغتيال سليماني (فاطمة بهرامي/فرانس برس)
+ الخط -
خرجت، صباح اليوم الثلاثاء، جماهير إيرانية في العاصمة طهران والمدن الأخرى إلى الشوارع والساحات لإحياء الذكرى الـ41 لـ "انتصار الثورة الإسلامية"، في ظروف داخلية صعبة تمر بها البلاد نتيجة سوء الأحوال الاقتصادية على خلفية العقوبات الأميركية المفروضة عليها منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في الثامن من مايو/ أيار 2018.

ورفع المشاركون في المسيرات هتافات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، وسط إحراق أعلامهما، منددين بالسياسات الأميركية ضد بلادهم. 

كما رفع المتظاهرون صورا لقائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، الذي اغتالته واشنطن في الثالث من الشهر الماضي في بغداد في ضربة جوية، منددين باغتياله، وأكدوا أن هناك المزيد من الانتقام بعد الهجمات الصاروخية على قاعدة عين الأسد الأميركية في العراق في الثامن من الشهر الماضي.

وتقدم المشاركين في مسيرات طهران مسؤولون سياسيون وعسكريون، في مقدمتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، ووزراء آخرون، وقادة الحرس الثوري والجيش والشرطة، ونواب برلمانيون.

وفي تصريح له أثناء مشاركته في مسيرة بالقرب من ساحة "آزادي" (الحرية)، اعتبر روحاني أن مناسبة ذكرى إحياء الثورة الإسلامية "أعظم يوم" لإيران، مؤكدا أن "المشاركة الحاشدة فيها بمثابة رد قوي على سياسة الضغوط القصوى الأميركية".

وخلال كلمة له أمام الجماهير الإيرانية المشاركة في مسيرات طهران، قدم روحاني سردية عن دوافع قيام الثورة في إيران ضد النظام الملكي السابق، معتبرا أنها "قامت بعد إغلاق باب الانتخابات، وأن ثورتنا انبنت على الانتخابات والاستفتاء". 

ويأتي هذا التصريح لروحاني قبل عشرة أيام من الانتخابات التشريعية المقبلة، المزمع عقدها في الـ21 من الشهر الجاري، والتي وجّه بسببها انتقادات لمجلس صيانة الدستور خلال الفترة الأخيرة، متهما إياه بجعلها "انتخابات غير تنافسية" عبر رفض أهلية الكثير من المرشحين الإصلاحيين.

ودعا روحاني اليوم إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات التشريعية، وعدم مقاطعة صناديق الاقتراع "رغم الانتقادات وبعض العتاب"، مشيرا إلى أن "الانتخابات تعزز الأمن القومي وتظهر الصمود أمام العدو".

كما هاجم روحاني السياسات الأميركية ضد إيران، معتبرا أن سبب معاداة واشنطن لطهران هو "خيارنا واختيار النظام الإسلامي بعد الثورة على النظام الملكي (البهلوي)"، مضيفا أن "أميركا تريد منا العودة إلى الماضي وقبل 41 عاما".

كما دعا روحاني إلى ممارسة "الدبلوماسية والمقاومة معا" و"الصمود والتعامل مع العالم" في السياسة الخارجية الإيرانية، منتقدا الدعوات التي تنادي باختيار واحد منهما على حساب الآخر، في انتقاد لخصومه السياسيين من التيار المحافظ.

واعتبر روحاني أن الهدف الأميركي في ممارسة سياسة الضغوط القصوى على بلاده هو "إخضاع الشعب الإيراني ونهب ثروات البلاد"، إلا أنه أكد أن واشنطن "لديها حسابات خاطئة"، وأن إيران "بحكومتها وشعبها وقواتها المسلحة ستصمد بشكل موحد". وأضاف أن "العداء الأميركي يظهر كل يوم بأشكال جديدة".

وقال روحاني إن "الأميركيين كانوا يقولون إنه في حال استمرار العقوبات لـ3 أشهر سيضطر الإيرانيون للبحث عن الغذاء والدواء"، لكنه أكد أن بلاده "انتصرت" على العقوبات الأميركية، وتنتج اليوم "126 مليون طن من المواد الغذائية".


وفي السياق، أشار إلى أن واشنطن كانت تريد حظر استيراد البنزين، "إلا أننا حققنا اكتفاء ذاتيا وننتج يوميا أكثر من 100 مليون لتر من البنزين".

وأضاف أنه "لو مورس عُشر هذه الضغوط القصوى التي تعرضت لها إيران خلال العامين الأخيرين على أي دولة أخرى في المنطقة لاستسلمت أمام أميركا سريعا".

وكشف روحاني أن إنتاج بلاده للغاز سيرتفع خلال شهر إلى ألف مليون متر مكعب في اليوم، مشيرا إلى أنها كانت تستورد قبل الثورة "95 بالمائة من حاجاتها العسكرية، لكننا ننتج اليوم كل ما نحتاجه بأيدينا".​ 

وعلى هامش مشاركته في المسيرات، قال نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني علي فدوي، لوكالة "تسنيم" الإيرانية، إنه "بعد مرور 31 عاما على نهاية الحرب (الإيرانية-العراقية) لا تتجرأ أي دولة أن تطلق رصاصة على إيران بشكل مباشر"، معتبرا أن ذلك "بفضل الثورة الإسلامية".