تظاهرات وصدامات ليلية في العراق: مطالبات بحكومة تحفظ السيادة

09 يناير 2020
اندلعت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
شهدت ساحات التظاهر العراقية في بغداد وعدد من المحافظات الجنوبية، حالة غليان احتجاجاً على ضعف السلطات العراقية باتخاذ قرار يحمي البلاد من التدخلات الخارجية. وبعد تظاهرات ليلية حاشدة لم تخل من مواجهات مع عناصر الأمن وتسجيل إصابات عدة، عاد المتظاهرون للتأكيد على استمرار تظاهراتهم حتى تحقيق المطالب.

وتجددت التظاهرات، الليلة الماضية، على وقع الصواريخ الإيرانية، التي استهدفت في ليلة سبقتها، قاعدتين أميركيتين داخل العراق، وبعد الموقف "المخجل" لزعماء العراق إزاء انتهاك أراضيه.

وفي ساعة متأخرة من الليل، وبعد توافد المئات نحو ساحات التظاهر، شهدت ساحة الوثبة في قلب بغداد تظاهرات حاشدة، دعا فيها المتظاهرون الى حسم اختيار رئيس مستقل للحكومة، وتشكيل حكومة تكون قادرة على حماية العراق من الانتهاكات الإيرانية وغيرها، منتقدين موقف زعماء العراق تجاه الهجوم الإيراني.


وفيما تصاعدت حدة الغضب في الساحة، اندلعت مواجهات مع عناصر الأمن الذين أطلقوا قنابل الغاز على المتظاهرين، ما أسفر عن إصابة عدد منهم بعضهم إصابتهم خطيرة.

وقال الناشط المدني، يوسف العبيدي، لـ"العربي الجديد"، إن "الشعب ساخط على السلطات والزعامات العراقية التي فشلت بإدارة الدولة بشكل سافر. نحن لا نتلمس أي قرار وأي سلطة وأي احترام للعراق في ظل الصراع بين واشنطن وطهران، والصواريخ الباليستية التي تنتهك سيادة وأجواء وأراضي البلد"، مؤكداً أن "ساحات التظاهر تندد بتلك المواقف الهزيلة المخجلة، وتطالب رئيس الجمهورية برهم صالح بحسم الملف واختيار شخصية مستقلة لها القدرة على أن تحفظ كرامة البلاد وأمنها".

ولفت إلى أن "هناك حالة غليان شعبي واسع في غالبية المحافظات. وستكون لنا تظاهرات واسعة يوم غد في حال لم نلمس أي تحرك لحسم ملف اختيار رئيس وزراء جديد".

ساحات التظاهر في المحافظات الجنوبية شهدت هي الأخرى توافد المئات من المتظاهرين ليلا، وسط مسيرات حاشدة تندد بتحويل العراق إلى ساحة حرب. وفي البصرة تظاهر المئات في ساحة الحبوبي وسط المدينة، كما انطلقت تظاهرات واسعة رفعت شعارات تطالب باختيار رئيس حكومة مستقل يدافع عن العراق وحقوقه.

كما شهدت محافظة واسط ومركزها مدينة الكوت، تظاهرات حاشدة، ركزت على المطالب ذاتها، محملة الحكومة الحالية مسؤولية ما يجري من انفلات في الوضع العراقي، وعدم السيطرة على الأجواء العراقية، وترك المليشيات تنفذ أجنداتها.

كما شهدت محافظات المثنى والقادسية وكربلاء، تظاهرات ومسيرات مماثلة، وأكد المتظاهرون فيها استمرار التظاهرات حتى تشكيل حكومة مستقلة، لها القدرة على اتخاذ القرارات التي تصب في صالح العراق وشعبه، بعيدة عن التأثيرات الخارجية.

في الأثناء، دعا زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، في تغريدة على "تويتر"، إلى "تشكيل الحكومة بلا مهاترات سياسية أو برلمانية أو طائفية أو عرقية، من خلال تقديم 5 مرشحين من ذوي النزاهة والخبرة لاختيار مرشح نهائي منهم"، داعياً إلى أن "تكون للحكومة الجديدة القدرة على حماية سيادة واستقلال العراق".