تنديدات ودعوات للتهدئة عقب مهاجمة إيران لقواعد عسكرية أميركية في العراق

08 يناير 2020
D59B3D95-3BFC-4847-93F9-D53F4A358509
+ الخط -
نددت بريطانيا، اليوم الأربعاء، بالهجمات الصاروخية الإيرانية على قواعد عسكرية في العراق تستضيف قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، ومن بينها قوات بريطانية.

وشجب رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، اليوم، الهجوم الإيراني على قواعد عسكرية تستضيف قوات غربية في العراق، الذي جاء رداً على مقتل قائد عسكري إيراني في ضربة جوية أميركية.

وقال جونسون أمام البرلمان: "إننا نندد بالطبع بالهجوم على قواعد عسكرية عراقية تستضيف قوات التحالف. ينبغي ألا تكرر إيران تلك الهجمات المتهورة والخطيرة، وتسعى بدلاً من ذلك إلى خفض التصعيد بشكل عاجل".

واتّهم جونسون قائد "فيلق القدس"، في "الحرس الثوري الإيراني"، قاسم سليماني، الذي قتلته غارة أميركية، الجمعة الماضي، بأن "يديه ملطختان بدماء الجنود البريطانيين".

ودافع عن حق الولايات المتحدة في الدفاع عن قواعدها العسكرية، رداً على سؤال لزعيم المعارضة جيريمي كوربن، مؤكداً قانونية الخطوة الأميركية باغتيال سليماني داخل الأراضي العراقية.

وأضاف "أن مسألة قانونية الضربة ليست بيد بريطانيا، لأنها لم تكن عمليتنا. ولكني أعتقد أن أكثر الناس حكمة سيقبلون بأن الولايات المتحدة كانت على حق في حماية قواعدها وطواقمها".

ولم يتقدم جونسون بإجابة واضحة عن إمكانية خروج القوات البريطانية من العراق بناءً على طلب الحكومة في بغداد. وأشار إلى أن بريطانيا ستستمر في العمل على ضمان أمن العراقيين من هجمات "داعش".

من جهة ثانية، قال جونسون: "نرى أن الاتفاق النووي الإيراني لا يزال أفضل سبيل لتشجيع الإيرانيين على عدم تطوير أسلحة نووية".

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب: "ندين هذا الهجوم على القواعد العسكرية العراقية التي تستضيف قوات التحالف، بما في ذلك القوات البريطانية". وأضاف: "نحثّ إيران على عدم تكرار هذه الهجمات المتهورة والخطيرة، والسعي بدلاً من ذلك إلى وقف التصعيد بشكل عاجل".

ولم يستبعد وزير الدفاع البريطاني بن والاس، توجيه ضربات إلى طهران بحال تعرُّض قوات بلاده لاعتداء إيراني، في ظل التصعيد الأخير مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن سلاح الجو الملكي والسفن الحربية على استعداد في الشرق الأوسط. وكان والاس قد قال أمام البرلمان البريطاني، يوم أمس، إن بريطانيا قد أخلت طواقمها غير الأساسية من بغداد نتيجة للتصعيد الذي تلا اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني.

وعرض والاس جانباً من التحضيرات الدفاعية البريطانية في المنطقة التي شملت نقل الطواقم البريطانية خارج المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، التي تستهدفها المليشيات العراقية بين الفينة والأخرى بالقذائف. وأعيد نشر هذه الطواقم في معسكر التاجي، شمال بغداد، كذلك نُقل بعضها إلى الكويت.

وكانت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية قد نقلت عن والاس، في وقت سابق، إرسال بريطانيا عدداً من كبار ضباطها إلى العراق لرسم خطط طوارئ للتعامل مع أي تبعات جدية للاعتداء الإيراني على المصالح البريطانية في العراق. ويوجد في العراق نحو 400 عسكري بريطاني، إضافة إلى نحو 1000 من المدنيين.

وتبنّى والاس الموقف الأميركي عندما هاجم "الدور الإيراني في زعزعة استقرار الشرق الأوسط"، مؤكداً حق واشنطن في الدفاع عن نفسها. وكرر الرواية الأميركية بأن وجود سليماني في بغداد كان بهدف التحضير لاعتداءات على الأميركيين. وحذّر والاس أيضاً من احتمال استهداف إيران لمعارضيها في الدول الأوروبية، قائلاً إن "مثل هذا التصرف العدواني لن يمرّ دون ردّ".

ألمانيا

وفي برلين، أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية إنيغريت كرامب-كارينباور، الأربعاء، أن المانيا تدين "بشدة الاعتداء" الإيراني بإطلاق صواريخ على قواعد تؤوي جنوداً أميركيين في العراق.

وقالت في حديث لشبكة "إيه آر دي": "لقد تبين أنّ من الضروري الآن ألا ندع هذه الدوامة تتفاقم أكثر"، موضحة أنه يعود "قبل كل شيء إلى الإيرانيين عدم التسبب بتصعيد جديد".

ودعا، من جهته، وزير الخارجية الألماني هايكو ماس طهران، إلى "التخلي عن أي نهج قد يقود إلى تصعيد جديد". وأضاف: "نحن نتواصل منذ أيام مع جميع الأطراف" للعمل على خفض التصعيد.


فرنسا 
ونددت فرنسا، اليوم الأربعاء، بالضربات الصاروخية الإيرانية. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، بحسب "رويترز": "تود فرنسا أن تلقي الضوء مرة أخرى على أهمية مواصلة القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية واحترام سيادة العراق في الوقت نفسه".

الاتحاد الأوروبي

واعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن الضربات الإيرانية "مثال جديد على التصعيد". وقال بوريل في مؤتمر صحافي في بروكسل: "الهجمات الصاروخية الأخيرة على قاعدتين في العراق تستخدمهما القوات الأميركية والتحالف، بينها قوات أوروبية، مثال جديد على التصعيد والمواجهة المتزايدة". وأشار بوريل إلى أنه "ليس من مصلحة أحد مفاقمة دوامة العنف أكثر".

بدورها، ذكرت رئيسة المفوضية أورسولا فون ديرلاين، في إفادة صحافية، قبل أن تتوجه إلى لندن، أنها ستناقش الوضع مع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون.

وأضافت للصحافيين بعد اجتماع مع مفوضي الاتحاد: "يجب أن يتوقف استخدام الأسلحة فوراً لفسح المجال للحوار. يجب علينا بذل كل ما في وسعنا لإحياء المحادثات".

الحلف الأطلسي "الناتو"

وأدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الأربعاء، إطلاق إيران صواريخ على قواعد عراقية تنتشر فيها القوات الأميركية رداً على اغتيال سليماني. وكتب في تغريدة: "أدين الهجوم الإيراني بالصواريخ على القوات الأميركية والتحالف في العراق. الحلف الأطلسي يدعو إيران إلى الامتناع عن تصعيد العنف أكثر".

وقال ضابط في الحلف، بحسب "فرانس برس": "لا إصابات في صفوف القوات التي تقوم بمهمة تدريب في العراق".



الصين


من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأربعاء، إن الوضع في الشرق الأوسط حساس ومعقد، ودعت الأطراف المعنية إلى التحلي بضبط النفس. وقال المتحدث باسم الوزارة قانغ شوانغ، في إفادة صحافية يومية في بكين، إن تفاقم التوترات في الشرق الأوسط ليس في مصلحة أحد، مضيفاً أنه يتعين على الأطراف المعنية حل الصراعات على نحو ملائم وعبر الحوار. 

بدوره، قال وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، اليوم الأربعاء، إن من الضروري تهدئة التوترات "المزعجة" الراهنة في المنطقة. وكتب على "تويتر"، وفق ما ذكرته "رويترز": "خفض التصعيد أمر حكيم وضروري. يتعين أن يتبع ذلك مسار سياسي لتحقيق الاستقرار".

ذات صلة

الصورة
أسلحة للعراق الجيش العراقي خلال مراسم بقاعدة عين الأسد، 29 فبراير 2024 (أحمد الربيعي/فرانس برس)

سياسة

كشفت مصادر عراقية لـ"العربي الجديد"، وجود ضغوط إسرائيلية على دول أوروبية وآسيوية لعرقلة بيع أسلحة للعراق وأنظمةة دفاع جوي.
الصورة
الهجوم الإسرائيلي على إيران 26/10/2024 (صورة متداولة)

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، أنه شنّ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية في إيران، لكن الأخيرة نفت نجاح إسرائيل في الهجوم.
الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
تظاهرة في بغداد ضد العدوان على غزة ولبنان، 11 أكتوبر 2024 (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

منوعات

اقتحم المئات من أنصار فصائل عراقية مسلحة مكتب قناة MBC في بغداد، وحطموا محتوياته، احتجاجاً على عرضها تقريراً وصف قيادات المقاومة بـ"الإرهابيين".