سباق دولي لاحتواء تداعيات اغتيال قاسم سليماني

05 يناير 2020
سلطنة عمان تشدد على أهمية الحوار (ماجد السعيدي/Getty)
+ الخط -
تستمر الجهود الدولية لاحتواء تداعيات اغتيال الولايات المتحدة قائد "فيلق القدس" الإيراني الجنرال قاسم سليماني في غارة جوية في العراق، فجر الجمعة الماضي، آخرها دعوة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى زيارة بروكسل.

بروكسل من أجل "خفض التصعيد"

ودعا جوزيب بوريل، منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، ظريف إلى بروكسل، بحسب ما أفاد بيان صدر الأحد عن الاتحاد الأوروبي، وحضّ مجدداً على "خفض التصعيد" في الشرق الأوسط.

وأصدر بوريل هذه الدعوة من دون تحديد موعد معين في بيان عرض فيه مضمون المكالمة الهاتفية التي أجراها في نهاية الأسبوع مع ظريف، بعدما ذكر في تغريدة، السبت، أنه دعا خلالها إلى "تجنب أي تصعيد جديد" بعد اغتيال سليماني، كما بحث "أهمية الحفاظ على اتفاق فيينا حول النووي الإيراني".

ووصل جثمان سليماني، قبل فجر الأحد، إلى مطار مدينة الأهواز، الواقعة في جنوب غرب إيران. واجتاح حشد هائل شوارع الأهواز صباح الأحد للمشاركة في التشييع.

سلطنة عمان: لغة الحوار

وفي سياق محاولات احتواء تداعيات التوتر الأميركي الإيراني المتصاعد، ذكرت وكالة الأنباء العمانية، الأحد، أن السلطنة، التي سبق وقامت بالوساطة بين طهران وواشنطن، تدعو البلدين إلى "تغليب لغة الحوار" لتهدئة التوتر بينهما.



ونقلت الوكالة عن بيان صادر عن وزارة الخارجية العمانية قوله "السلطنة تتابع باهتمام بالغ التطورات الأخيرة المؤسفة لحالة التوتر والتصعيد بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتدعو الطرفين إلى تغليب لغة الحوار والبحث عن الوسائل الدبلوماسية لحل القضايا الخلافية بشكل ينهي الصراع في المنطقة".

وأضاف البيان "كما تدعو السلطنة المجتمع الدولي لاغتنام ما عبر عنه الطرفان بعدم رغبتهما في التصعيد، وذلك بتكثيف الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".

وتوسطت عمان من قبل بين الدولتين، إذ تربطها علاقات ودية بكل من واشنطن وطهران.

بريطانيا: لأميركا الحق في الدفاع عن نفسها

إلى ذلك، قال وزير خارجية بريطانيا دومينيك راب، الأحد، إن "الولايات المتحدة لديها الحق في الدفاع عن نفسها" فيما يتعلق بقتل سليماني.

وقال راب، خلال مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، تعليقا على إن كان قتل سليماني مشروعا: "هناك حق الدفاع عن النفس". 

وأضاف أن بريطانيا ستتخذ كل الإجراءات الضرورية للحد من المخاطر التي يمكن أن تواجه مصالحها وجنودها. وأيضا، قال وزير الخارجية البريطاني إنه تحدث إلى الرئيس ورئيس الوزراء في العراق لـ"الحث على خفض التوتر" في المنطقة بعد مقتل سليماني.

وأضاف راب، الذي وصف سليماني بأنه مصدر "تهديد للمنطقة"، أنه يعتزم التحدث مع وزير الخارجية الإيراني.

وتابع لقناة "سكاي نيوز": "هناك طريق يسمح لإيران بالدخول والابتعاد عن الصقيع الدولي. نحتاج لاحتواء تصرفات إيران الشريرة، لكننا بحاجة أيضا إلى خفض التصعيد وتحقيق الاستقرار".

ويسافر وزير الخارجية البريطاني إلى واشنطن للقاء نظيره الأميركي مايك بومبيو، الخميس، بعد اجتماعه بنظيريه الفرنسي والألماني في وقت سابق، وذلك لبحث مقتل سليماني.

وذكرت متحدثة باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون أن رئيس الوزراء، الذي لم يعلق بعد على عملية قتل سليماني، سيتحدث أيضا مع الزعماء السياسيين خلال اليومين المقبلين.

وأضافت المتحدثة أن من المحتمل أن يجري جونسون مباحثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

الصين تنسق مع فرنسا وروسيا

وعلى صعيد متصل، أجرت الصين محادثات مع روسيا وفرنسا بشأن التوتر الخطير بين واشنطن وطهران بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، منتقدةً "المغامرة العسكرية" للولايات المتحدة، بحسب بيان لوزارة الخارجية الصينية.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال محادثة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، السبت، إن "الصين تُعارض أيّ إساءة لاستخدام القوّة في العلاقات الدوليّة. المغامرة العسكرية غير مقبولة". وأضاف وانغ أن بكين وموسكو "يجب عليهما تعزيز اتصالاتهما" و"لعب دور مسؤول في الاستجابة للوضع الحالي في الشرق الأوسط"، بحسب البيان. 

من جهته قال لافروف إن "السلوك الأميركي غير قانوني وتجب إدانته".

وأشار وزير الخارجية الصيني، خلال اتصال هاتفي آخر مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، إلى أن مواقف بكين وباريس "متشابهة". 

وقال وانغ "إن الاستخدام الأحادي للقوة لا يمكن أن يحل المشكلات"، مؤكدا أن "نتائجه عكسيّة ويؤدّي إلى حلقة مفرغة من المواجهة يصعب إيقافها بعد ذلك".

الرياض: لم نستشر قبل اغتيال سليماني

وفي محاولة لنأي الرياض بنفسها عن تداعيات اغتيال سليماني، صرح مسؤول سعودي لوكالة "فرانس برس"، الأحد، بأن واشنطن لم تقم بمشاورة الرياض بشأن العملية.

وقال المسؤول، طالبا عدم كشف هويته، إنه "لم تتم مشاورة المملكة العربية السعودية بشأن الهجوم الأميركي". وأضاف "نظرا للتطورات السريعة، تؤكد المملكة أهمية البرهنة على ضبط النفس للوقاية من أي عمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد".

وكان وزير الخارجية الإيراني قد قال، في حوار مع القناة الإيرانية الأولى مساء الجمعة، إن "الولايات المتحدة ارتكبت خطأً في الحساب، وتلقت استشارات في غير محلها بالمرة من جانب بعض زعماء المنطقة الرجعيين والمرتبطين وقادة الكيان الصهيوني"، من دون تسمية تلك الدول أو المسؤولين.

ودعت وزارة الخارجية السعودية، الجمعة، إلى ضبط النفس، بينما طالب الملك سلمان بن عبد العزيز بإجراءات عاجلة "لخفض التوتر"، في اتصال هاتفي مع الرئيس العراقي برهم صالح، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.

وفي اتصال هاتفي آخر مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، شدد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على "ضرورة تهدئة الوضع"، كما ذكرت الوكالة.

باكستان: اغتيال سليماني "غير الأحوال"

وقال الجيش الباكستاني إن إسلام آباد "لن تكون جزءا أي عمل يهدد بأمن واستقرار المنطقة"، مؤكدا أن "أمن المنطقة من أهم ما تسعى إليه باكستان، ولكن لا مساومة على السيادة الوطنية".

وقال الناطق باسم الجيش الجنرال أصف غفور، في تصريح صحافي الأحد، أن اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني "غير الأحوال في المنطقة". 

وفي السياق، أجرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اتصالا هاتفيا بقائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوه.

وأشار أصف غفور إلى أن "باكستان تعمل كل ما في وسعها من أجل إحلال الأمن والسلام في المنطقة".