وتأتي دعوة الصدر بعد أسبوع واحد فقط، على التظاهرات التي دعت لإخراج القوات الأميركية من العراق، وخرج بها أتباعه وأتباع المليشيات الأخرى الموالية لإيران.
وقال الصدر في تغريدة له على "تويتر": "مرة أخرى فشل السياسيون بتشكيل حكومة غير جدلية، وما زال بعضهم يماطل في تحقيق مطالب المتظاهرين المحقة، بل مطالب الشعب المشروعة، وهي محاكمة الفاسدين، وتشكيل مفوضية انتخابات جديدة، وإقرار قانون الانتخابات المنشود، وتشكيل حكومة غير جدلية وغير تبعية بوزراء مستقلين لا حزبيين ولا طائفيين ولا فئويين ولا مليشياويين، واستقلال العراق وسيادته، وإجراء انتخابات نزيهة مبكرة خلال الأشهر القادمة".
ودعا كذلك إلى تجديد ما سمّاها "الثورة الإصلاحية"، من خلال "الخروج بتظاهرة شعبية سلمية حاشدة في العاصمة لكونها مركز القرار، للضغط على الساسة لتشكيل الحكومة وفق تطلعات المرجعية والشعب"، وطالب بـ"التحضير لاعتصامات سلمية حاشدة قرب المنطقة الخضراء، وبالتنسيق مع القوات الأمنية".
وتابع قائلا "لنا خطوات تصعيدية أخرى"، داعيا أتباعه إلى "الانضباط والسلمية وعدم قطع الطرق وغلق المؤسسات التعليمية والخدمية".
Twitter Post
|
وموجها رسالة لأتباعه قال "كل من في ساحات الاحتجاج هم إخوانكم، فلا تتفرقوا على الإطلاق لا بهتاف ولا قول ولا فعل"، مؤكدا "هبوا لنصرة عراقكم فنحن نريد إنقاذه لا إحراقه".
في المقابل، رأى ناشطون في دعوة الصدر لأتباعه خطوة جيدة للضغط على الكتل السياسية، وأنها لا تتعارض مع التظاهرات الشعبية.
وقال الناشط المدني، هيثم السعداوي، لـ"العربي الجديد"، "نرحب بأي ضغط سلمي لاختيار رئيس حكومة مستقل. لا نتقاطع مع تظاهرات الصدر ولا ننتقدها، فهي نابعة من حرص لحل أزمة تشكيل حكومة عراقية جديدة".
ومضى قائلا "تظاهراتنا مستمرة، ومطالبنا معروفة، ونحن كساحات تظاهر شعبية نترقب مهلة رئيس الجمهورية برهم صالح، لاختيار رئيس وزراء مستقل"، التي تنتهي غدا السبت وحددها للكتل السياسية لاختيار رئيس وزراء مقبول شعبيا.
وكانت التظاهرات التي خرج بها "حلفاء إيران" الجمعة الماضية في منطقة الجادرية ببغداد، قد استمرت لنحو 5 ساعات، وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار مكثف لعناصر الأمن وعناصر مليشيا "الحشد الشعبي" إذ لم يخرج المتظاهرون عن ساحة الجادرية ومنطقة الكرادة وسط بغداد.
وقد نصب المتظاهرون مشانق رمزية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الساحة وأحرقوا الأعلام الأميركية، كما رددوا شعارات مناهضة لواشنطن، فضلا عن هتافات رددت للثأر لقائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب قائد مليشيا "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، اللذين اغتيلا بضربة أميركية ببغداد.