العناصر الأمنية اللبنانية تفرق محتجين وسط بيروت

بيروت
ريتا الجمّال (العربي الجديد)
ريتا الجمّال
صحافية لبنانية. مراسلة العربي الجديد في بيروت.
25 يناير 2020
87DD7948-D491-4698-8381-5BD25F58B99F
+ الخط -
تجددت المواجهات بين القوى الأمنية اللبنانية والمحتجين، في وسط العاصمة بيروت، مساء اليوم السبت، بعدما توافد المحتجون الذين شاركوا في مسيرات شعبية كبيرة جابت شوارع عدة في العاصمة وصولاً إلى محيط مجلس النواب، في اليوم الـ101 من عمر الانتفاضة اللبنانية التي انطلقت في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019.

وبعد وقت قصير من وصول المسيرات التي تميزت بكثرة المشاركين فيها، والتي واكبتها عناصر من القوى الأمنية، توترت الأجواء، بعدما تبين للمتظاهرين أنّ مداخل البرلمان مقفلة بغالبيتها، عملاً بالإجراءات الأمنية الجديدة المطبقة، فلم يجد المتظاهرون إلا ساحة رياض الصلح قبالة السراي الحكومي محطة لتجمعهم.

وأثارت الجدران الموضوعة على مداخل السراي والطرق المؤدية إلى البرلمان، غضب المنتفضين، فأقدم عدد من الأشخاص على إزالة السياج الشائك الذي يحيط بالسراي الحكومي، وأطلقوا المفرقعات من فوق الجدار باتجاه العناصر الأمنية.

أقدم متظاهرون على إزالة السياج الشائك المحيط بالسراي الحكومي (حسين بيضون/العربي الجديد) 


وطالبت قوى الأمن الداخلي، من جهتها، في تغريدة عبر "تويتر": "المتظاهرين السلميين بمغادرة ساحة رياض الصلح حفاظا على سلامتهم"، وهددت في تغريدة لاحقة باعتقال "كل شخص موجود في مكان أعمال الشغب"، مجددة مطالبتها للمتظاهرين بـ"المغادرة فوراً".


المنتفضون الذين تجهزوا بالأدوات اللازمة لمواجهة الغاز المسيّل للدموع، والخوذ والنظارات الحامية للعيون، تمكّنوا من تفكيك جزء كبير من السياج، فسارعت العناصر إلى إطلاق خراطيم المياه لإبعاد المحتجين الذين رموا بدورهم المفرقعات باتجاه السراي، قبل أن تطلق القوى الأمنية الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق المحتجين، علماً أنّ طريقة وضع الجدران الفاصلة، نظمت بشكل يصعب فيه حصول أي مواجهة مباشرة بين الطرفين.



وطاولت الشعارات التي رددها المحتجون، الذين ساروا في مسيرات عدة في شوارع بيروت قبل التجمع بمحيط مجلس النواب والسراي، بشكل أساسي رئيس الحكومة الجديد حسان دياب، ورئيس الجمهورية ميشال عون وصهره وزير الخارجية السابق جبران باسيل، من دون أن يوفِّروا رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وأعضاء مجلس النواب، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يحمله المحتجون المسؤولية عن الأزمة المالية والسياسات التي تطبقها المصارف، وتتضمن فرض قيود على السحوبات، والتي تستهدف تحديداً صغار المودعين.


وفي سياق المجموعات المشاركة في الانتفاضة، تحدث مصطفى الشعار، رئيس مبادرة حملة "جنسيتي كرامتي" (انبثقت عن المبادرة الفردية لحقوق الإنسان التي تطالب بإلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، ولا سيما منح الجنسية لأبناء الأم اللبنانية المتزوجة من أجنبي، وتصحيح وضع مكتومي القيد وقيد الدرس)، لـ"العربي الجديد"، مؤكداً على مطالب الناس من محاسبة الفاسدين، واستعادة الأموال المنهوبة، بالإضافة إلى مطلبه الأساسي بحق المرأة في منح جنسيتها اللبنانية لأولادها. واعتبر أنّ حرمانها من ذلك هو فسادٌ بحد ذاته.

طاولت الهتافات بشكل أساسي رئيسي الجمهورية والحكومة (حسين بيضون/العربي الجديد) 

ويقول الشعار، الذي أحرقت خيمته في ساحة رياض الصلح قبالة السراي، مرات عدة، أنه مصمم على البقاء حتى تحقيق المطالب وتغيير السلطة الحاكمة، مشدداً على أنه ضد أعمال العنف.


ماكرون يهنئ عون بتشكيل الحكومة

على الصعيد الدبلوماسي، تلقى الرئيس اللبناني ميشال عون اتصالاً هاتفياً، بعد ظهر اليوم السبت، من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هنأه فيه بتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكداً "وقوف فرنسا إلى جانب لبنان في سبيل المحافظة على وحدته واستقراره".

وأعرب ماكرون، وفق ما أوردت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية، عن أمله "في أن تعمل الحكومة الجديدة على تحقيق تطلعات اللبنانيين، وفي إنجاز إصلاحات سبق للبنان أن التزم بها في مؤتمر سيدر".

وأفادت الوكالة بأنّ عون، من جهته، "شكر الرئيس ماكرون على الاهتمام الذي يبديه حيال لبنان، شارحاً له الأوضاع التي يمر بها حاليا، ومؤكداً العمل على معالجتها، على نحو يحقق مصلحة اللبنانيين ووحدتهم واستعادة النهوض الاقتصادي".

ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
المساهمون