ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية (13)، أمس الجمعة، عن المصادر قولها إن قيادة "كاحول لفان" تتّجه لرفض الدعوة لأنها تمثل محاولة لتحسين وضع نتنياهو الانتخابي، وتمكينه من تجاوز تحدي التصويت على رفع الحصانة عنه في البرلمان هذا الأسبوع.
ولفت المعلّق السياسي للقناة، باراك رفيد، إلى أن ما أحرج قيادة التحالف حقيقة أن نائب الرئيس الأميركي مايك بينس، الذي شارك في "منتدى المحرقة" الذي انعقد في القدس المحتلة، قد أقر بأن نتنياهو هو الذي اقترح أن ينضم إليه غانتس في زيارة البيت الأبيض.
واستدركت القناة بالإشارة إلى أن الاتصالات تتواصل بين كل من السفارة الأميركية في القدس المحتلة وقيادة "كاحول لفان"، في محاولة لإقناع غانتس بالاستجابة للدعوة الأميركية.
وحسب القناة، فإن قادة التحالف قرروا عدم مهاجمة "صفقة القرن" وما تتضمنه من بنود، بل إبداء التحفظ على التوقيت وربطه بالانتخابات الإسرائيلية.
وأشارت القناة إلى أن غانتس سيعقد، مساء اليوم السبت، مؤتمراً صحافياً للإعلان عن رده على دعوة ترامب بشكل نهائي.
إلى ذلك، رحّب عدد من قادة المستوطنين في الضفة الغربية بالإعلان الوشيك عن "صفقة القرن". ودعا الحاخام الأكبر لمستوطنة "عوفرا"، القريبة من رام الله، الحاخام آفي غيسر، زملاءه في قيادة المستوطنين إلى قبول الخطة الأميركية، على اعتبار أنها تلبي مصالح المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية.
وأضاف: "علينا قبول "صفقة القرن" كما هي لأنها تمنح إسرائيل كل شيء، سيطرة كاملة على الضفة وسيادة جوهرية عليها".
وفي السياق، ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية (كان)، أن قادة المستوطنات، الذين يرحبون بـ"صفقة القرن" يشترطون ألا تعيق الخطة بناء المزيد من المستوطنات الجديدة وتوسيع المستوطنات القائمة.
في المقابل، وجّه عدد من المعلقين الإسرائيليين انتقادات حادّة لترامب، حيث اتهموه بأنه يحاول التدخل بكل قوة في الانتخابات الإسرائيلية.
وفي تعليق بثته القناة، أمس الجمعة، قال المعلّق في قناة التلفزة (12)، روني دانئيل: "يجب أن نقول الأمور بشكل واضح وجلي، يتوجب على ترامب التوقف عن التدخل في الانتخابات الإسرائيلية، لا يعقل أن يتم تشكيل لجان في الولايات المتحدة للتحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، في حين يتدخل ترامب علناً في الانتخابات الإسرائيلية".
أمّا المعلّق السياسي في القناة، يرون أبراهام، فقد قال إن إعلان ترامب "صفقة القرن"، ودعوته كلاً من غانتس وننتياهو للبيت الأبيض، يهدفان إلى توفير الظروف أمام تحسين فرص نتنياهو للفوز بالانتخابات التشريعية.
وأضاف أن المقربين من نتنياهو يعتقدون أن الإعلان عن الخطة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في تحسين شعبية نتنياهو، وتمكينه من الفوز بالانتخابات.
وأضاف أن ما يدلّل على أن ترامب يهدف من خلال الكشف عن "صفقة القرن" تحسين فرص نتنياهو بالفوز حقيقة أن الخطة تتبنى الموقف الإسرائيلي من قضايا القدس، والسيطرة على غور الأردن وقضية اللاجئين.
وأشار إلى أنه في أكثر أحلام اليمين الإسرائيلي وردية لم يخطر ببال قادته أن يصل للبيت الأبيض رئيس يمنحهم كهذه الإنجازات.
من جهته، لفت كبير المعلقين في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، ناحوم برنيع، إلى أن "صفقة القرن" تم إعدادها بالتعاون بين كل من جاريد كوشنير، صهر وكبير مستشاري ترامب، والسفير الإسرائيلي في واشنطن الليكودي رون درمر.
وأضاف برنيع أن الإدارة الأميركية لم تستشر أياً من حلفائها في الدول "السنية" عند صياغة الخطة التي تضمن تحقيق مصالح إسرائيل كما يراها اليمين، إلى جانب أنها تدفن فكرة الدولة الفلسطينية.