ولفتت إلى أن حزبها مقتنع بأنه لن يكون مفيداً لتركيا أن تصبح جزءاً من الحرب الأهلية العربية، مثلما هو الحال في سورية. وبينت أن تجربة انخراط تركيا في الحرب الداخلية في سورية جلبت لها حوالي خمسة ملايين لاجئ، وكلفتها أكثر من 50 مليار دولار، وواجهت خطوات منظمة "بي كا كا" الإرهابية لإنشاء دويلتها في سورية.
وأكدت ضرورة أن يكون دور تركيا كوسيط بين حكومة الوفاق الوطني الليبية وقوات خليفة حفتر.
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قد أكد الثلاثاء، أن "مسألة إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا بدأت في إطار الاستعدادات التي قمنا بها"، مضيفاً أن "المهمة ستوكل إلى القوات التركية ووزارة الدفاع بعد تصديق البرلمان على مذكرة التفاهم الأمني" مع حكومة الوفاق.
يأتي هذا في وقت كشف مصدر سياسي ليبي مطّلع كشف لـ"العربي الجديد" الثلاثاء، عن أن قرار تقديم موعد جلسة مجلس النواب التركي، أتى لتحقيق عدة أهداف بالنسبة لحكومتي أنقرة والوفاق؛ أولها استباق زيارة كل من وزير خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا إلى طرابلس والمفترض أن تحصل في 7 يناير/كانون الثاني، وقد وصل بالفعل إخطار رسمي لبعض الشخصيات الليبية الرفيعة المستوى بهذه الزيارة، ثم محاولة تحقيق تقدم ميداني مؤثر قبلها لتفويت الفرصة على الدول الثلاث باتجاه ممارسة ضغط على المجلس الرئاسي الليبي والقوى المنضوية تحته لانتزاع موقف ما أو تنازل منه قد يربك تطبيق الخطة التركية في ليبيا.
ومن المتوقع أن تبدأ تركيا بتنفيذ هذه الخطة فوراً، بعد منح البرلمان التفويض للحكومة، وغالباً ستكون ساعة الصفر غداً الجمعة أو بعد غد السبت، وعلى هذا الأساس يمكن فهم تصريحات المبعوث الدولي إلى ليبيا، غسان سلامة، والذي قال إن "الاتفاق التركي الليبي يسرع بتدويل النزاع ويؤدي إلى توسيعه"، وكذلك انتقاد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف لمقترح رئيس الحكومة الإيطالي جوسيبي كونتي بفرض حظر جوي فوق ليبيا.
من جهتها، كانت مصادر عسكرية وبرلمانية متطابقة مقربة من معسكر حفتر، أكدت لـ"العربي الجديد"، أمس الأربعاء، إطلاق الأخير وحلفائه حزمةً من الإجراءات الاحترازية والقرارات الخاصة بتغيير مواقع وتمركزات قواته المنتشرة غرب البلاد، استعداداً لمواجهة عسكرية محتملة في حال تنفيذ تركيا لقرارها بإرسال جنودها وعتادها العسكري لدعم قوات حكومة الوفاق.
وكشفت تلك المصادر عن وصول معلومات مؤكدة لمعسكر حفتر عن وقوف سلاح الجو التركي على استعداد لضرب مواقع متقدمة لقوات حفتر جنوب طرابلس، وأخرى في غرب البلاد، ما دفعها إلى إعادة تموضعات قواتها، وخصوصاً مراكز القيادة، وتحسباً لأي تقدم على الأرض من جانب قوات الحكومة.
وبحسب مصدر عسكري رفيع، بدأ تطبيق أوامر حفتر المباشرة لقادة قواته جنوب العاصمة منذ ثلاثة أيام، وتقضي بإفراغ المعسكرات الهامة جنوب العاصمة، ونقل عتادها إلى مواقع أخرى، وتحديداً معسكر عويدات في قصر بن غشير، الذي يعتبر من أهم غرف القيادة لمحاور القتال الأولى جنوب طرابلس، بالإضافة إلى معسكر التيكه بخلة الفرجان، لافتاً إلى أن محتويات هذه المعسكرات نُقلَت إلى مواقع أغلبها مدني لتلافي استهدافها جواً.
وتشمل سلسلة الإجراءات أيضاً مواقع عسكرية داخل ترهونة، الواقعة إلى الجنوب الشرقي لطرابلس بنحو 95 كم، وباستثناء معسكر الحامية سابقاً، نُقل أغلب العتاد والذخيرة إلى مواقع ومبانٍ إدارية في المنطقة. فيما كشفت المصادر أن خطط حفتر، التي أُعدَّ لها في القاهرة أخيراً، تنقسم إلى مستويين: الأول يقضي بنشر منظومات دفاع جوي وتشويش في المواقع العسكرية الأهم الواقعة في شرق البلاد وجنوبها، منعاً لاستهدافها جواً. أما المستوى الثاني، فيرتبط بإعادة ترتيب الصفوف ونقل محتويات المواقع العسكرية غرب البلاد.
وتعتبر قاعدتا الوطية (40 كم جنوب غرب طرابلس) والجفرة (550 كم جنوب طرابلس) من أهم القواعد العسكرية التي تعتمد عليها قوات حفتر في هجومها على العاصمة طرابلس.
تفاصيل خاصة لـ"العربي الجديد" حول العملية المرتقبة خلال 48 ساعة في الرابط التالي: