وزير الخارجية القطري والرئيس العراقي: ضرورة الحل السلمي لأزمات المنطقة

15 يناير 2020
قطر تواصل جهودها لتجنيب المنطقة التصعيد (مرتضى سوداني/ الأناضول)
+ الخط -
أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في لقاءين منفصلين أجراهما ببغداد، مع رئيس جمهورية العراق، برهم صالح، ورئيس حكومة تصريف الأعمال، عادل عبد المهدي، اليوم الأربعاء، ضرورة التنسيق والعمل مع الأطراف الإقليمية والدولية لحفظ أمن المنطقة.


وفي لقاء جمعه مع صالح في قصر السلام ببغداد، بحث الجانبان "الوضع الراهن إقليمياً ودولياً وسبل التهدئة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وضرورة ضبط النفس وتغليب لغة الحكمة والحوار لتخفيف حدة التوتر والتصعيد".
ووفقاً لبيان صدر عن مكتب صالح، فإن "آل ثاني أكد حساسية الوضع الراهن، وضرورة التنسيق والعمل المشترك مع الأطراف الإقليمية والدولية بغية الوصول إلى حلول سلمية للمنطقة".
كذلك تمّت مناقشة السبل الكفيلة بتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين العراق وقطر، بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
وأكد صالح أن "العراق يمكن أن يكون عاملاً للتفاهم الإيجابي ونقطة استقرار وسلام بين القوى الإقليمية والدولية، ويدعم توحيد الجهود الرامية لمعالجة الأزمات الحالية لكي تنعم شعوب المنطقة بالسلام والرفاهية"، مشيراً إلى أن "البلد لن يكون منطلقاً لأي اعتداء على أي دولة مجاورة، أو ساحة لحرب جديدة تستنزف طاقات ومقدرات الشعوب".
وعقب ذلك، التقى وزير الخارجية القطري مع عبد المهدي، وذكر بيان صدر عن مكتب الأخير أنّ "الجانبين بحثا العلاقات بين البلدين، ومستجدات الأوضاع إثر الأزمة القائمة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وجهود تحقيق التهدئة وضرورة العمل على تجنيب دول المنطقة تداعيات الأزمة ومخاطر النزاع العسكري".
ووفقاً للبيان، فإن "نائب رئيس الوزراء القطري نقل تحيات سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وتأكيد دعمه لأمن واستقرار العراق ووحدة شعبه، وتقديره لسياسة الحكومة العراقية بإقامة علاقات متوازنة في محيطه العربي والإقليمي والدولي، وإسهامها بجهود التهدئة في الأزمة الإقليمية الحالية، والتأكيد على أهمية استمرار التشاور والتواصل بين البلدين الشقيقين وتعزيز العلاقات الأخوية والجهود المشتركة".
ورحّب عبد المهدي بـ"زيارة المسؤول القطري، وأكد اعتزازه بتطور العلاقات بين البلدين الشقيقين"، مجدداً "موقف العراق بضرورة تحقيق التهدئة وإنهاء حالة التوتر ومنع أي تصعيد وتجنيب المنطقة خطر المواجهة العسكرية، كما أكد حق العراق في حفظ أمنه وسيادته الوطنية ومنع التدخل في شؤونه الداخلية وتحويله ساحة لتصفية الحسابات، والحرص على إقامة أفضل العلاقات مع جميع الدول الشقيقة والصديقة، وضرورة تركيز الجهود على محاربة الإرهاب والتخلّص من بقايا داعش وحماية مصالح جميع شعوب ودول المنطقة".

وأبلغ مسؤول عراقي رفيع في بغداد "العربي الجديد"، في وقت سابق، بأن زيارة وزير الخارجية القطري "ستبحث ضبط جميع الأطراف لمواقفها، وبذل الجهود لتبديد الأجواء المشحونة بالمنطقة"، مبيناً أن "الجهود القطرية الحالية تلقى اهتماماً عراقياً كبيراً، كونها بالنهاية تصب في استقرار العراق، لأن أي انزلاق لمواجهة أو احتكاك عسكري من أي مستوى أو نوع يعني أن العراق سيكون ساحته الرئيسية".

وقال مقرر لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز، لـ"العربي الجديد"، إن "الزيارة القطرية لبغداد ذات أهمية كبيرة للعراق، كونها تأتي ضمن تحركات قطرية واسعة للدفع نحو التهدئة في ما يتعلّق بالتصعيد الأميركي الإيراني منذ اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني في بغداد".

وأكد الفايز أن "القطريين مؤهلون بشكل كبير لهذا الدور، لعلاقتهم الممتازة مع مختلف الأطراف، وبالنسبة للعراقيين سيدعمون التحرك القطري لتخفيف حدة الأزمة وإعادتها إلى مستوى آمن".

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية علي حسين الجبوري لـ"العربي الجديد" إن "زيارة وزير الخارجية القطري إلى العراق في هذا الوقت الحرج ضرورية، كونها قد تمثل المخرج للأزمة الحالية التي تصاعدت بشكل كبير بين واشنطن وطهران على الساحة العراقية، متوقعاً أن تلاقي الجهود القطرية قبولاً عراقياً وكذلك من الأطراف الأخرى المعنية بالأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.


وكان وزير الخارجية القطري قد وصل صباح اليوم الأربعاء إلى العاصمة العراقية بغداد، على رأس وفد رفيع، في زيارة رسمية، أعلن عنها في وقت سابق، وأكد خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده ببغداد مع نظيره العراقي، محمد علي الحكيم، سعي بلاده لتحقيق الاستقرار في العراق بأقرب وقت ممكن.