وأوضح شينكر، في تصريح للصحافيين في مدينة الخرج جنوب الرياض: "تركيزنا منصب على إنهاء الحرب في اليمن (...) ونحن نجري محادثات (...) مع الحوثيين لمحاولة إيجاد حل للنزاع متفاوض عليه يكون مقبولا من الطرفين".
وأضاف متحدّثا في قاعدة عسكرية: "نحن نعمل مع (المبعوث الدولي) مارتن غريفيث، ونقيم اتصالات مع شركائنا السعوديين".
وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن محادثات مع الحوثيين المقرّبين من إيران.
ومنذ 2014، يشهد اليمن حرباً بين الحوثيين والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي، وقد تصاعدت حدّة المعارك في مارس/ آذار 2015 مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للقوات الحكومية.
وأوقعت الحرب حوالى 10 آلاف قتيل وأكثر من 56 ألف جريح منذ 2015 بحسب منظمة الصحة العالمية، غير أنّ عدداً من المسؤولين في المجال الإنساني يعتبرون أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قد كشفت، في وقت سابق، أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تستعدّ لإطلاق محادثات مباشرة مع الحوثيين، في جهد لإنهاء الحرب الدائرة هناك منذ أربع سنوات، وفق أشخاص مطلعين على الخطط، أشاروا إلى أنّ الولايات المتحدة تتطلّع لحثّ السعودية على المشاركة في محادثات سرية في عمان مع قادة الحوثيين، في محاولة للتوسط لوقف إطلاق النار.
وبرأي الصحيفة، هذه الخطوة قد تفتح أول قناة مهمة بين إدارة ترامب والحوثيين، في وقت ترتفع المخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع.
وأكد أشخاص مطلعون على الخطط للصحيفة أنّ كريستوفر هنزل الدبلوماسي المخضرم، الذي أصبح في إبريل/نيسان الماضي، السفير الأول لإدارة ترامب إلى اليمن، هو من سيقود المحادثات الأميركية.
وتواجه مبادرة إدارة ترامب بالفعل عقبات خطيرة، حيث رأى البعض في خطوة الحوثيين تعيين سفير رسمي لهم لدى إيران، إشارة إلى محاولة المعارضين منهم لمحادثات السلام، إخراج الجهود عن مسارها.
وتنقل الصحيفة عن أفراد مطلعين على الجهود الدبلوماسية تأكيدهم أنه بات يُنظر، بشكل متزايد، إلى الرئيس اليمني المدعوم من السعودية عبد ربه منصور هادي على أنّه عائق أمام المحادثات، وأنّ اللاعبين الأساسيين يبحثون في كيفية تهميشه، في محاولة منهم لتحريك محادثات السلام.
وأفادت الصحيفة بأنّ مخاوف متزايدة في واشنطن من أن السعودية قد لا تكون جدية في إنهاء الصراع، مشيرة إلى مسؤولين أميركيين يخططون لعقد لقاءات مع قادة سعوديين في واشنطن، بهدف إقناعهم بتبني الدبلوماسية.
وتأتي المبادرة الأميركية بعدما كثّف الحوثيون في الأشهر الأخيرة ضرباتهم الصاروخية وبطائرات مسيرة ضد السعودية، وفي ظلّ تصاعد التوتر في منطقة الخليج بين الولايات المتحدة وإيران.
وفي ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، أجرى مسؤولون أميركيون اتصالات مقتضبة مع الحوثيين في يونيو/ حزيران 2015، بعد ثلاثة أشهر من بدء العملية العسكرية للتحالف الذي تقوده الرياض في اليمن، بهدف إقناعهم بالمشاركة في محادثات سلام ترعاها الأمم المتحدة في جنيف.
لكن مؤتمر جنيف، على غرار جولات مفاوضات أخرى، لم ينجح في وضع حد للنزاع اليمني.
(العربي الجديد، فرانس برس)