جونسون يدعو لاتفاق نووي جديد مع إيران... وترامب يرحّب

23 سبتمبر 2019
ترامب قال إنه لم يستغرب دعوة جونسون (Getty)
+ الخط -
أعلن رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون اليوم الاثنين، تأييده لإبرام اتفاق جديد مع إيران، وهي الدعوة التي أطلقتها في الأساس الإدارة الأميركية الحالية برئاسة دونالد ترامب بداية لدى انسحابها من الاتفاق النووي، الذي تعدّ بريطانيا إحدى القوى الست التي وقّعت عليه عام 2015.

وقال جونسيون، لقناة "سكاي نيوز" في مقابلة تلفزيونية إنه "حان الوقت"، للمضي قدما وإبرام اتفاق نووي جديد "مهما كانت اعتراضاتكم على الاتفاق القديم"، مستدركًا بالقول إن "ما تفعله المملكة المتحدة هو محاولة جمع الناس معا وتهدئة التوتر".

وعلى الفور، رد ترامب بشكل إيجابي على دعوة رئيس الوزراء البريطاني، وقال إنه يعرف جونسون جيدا ويحترمه، ولم يفاجأ بطرحه للفكرة.
ظريف: لا لقاء مع ترامب

وفي وقت ربط فيه ترامب، اليوم، الإجابة عن سؤال عن إمكانية لقائه مع نظيره الإيراني حسن روحاني بـ"ما سيحدث" خلال الأيام المقبلة، أثناء تواجد الرئيس الإيراني، حسن روحاني في نيويورك، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن لا إمكانية لحصول مثل هذا اللقاء.

وقال ظريف خلال مغادرته مقر الأمم المتحدة، متوجها نحو مطار نيويورك لاستقبال روحاني، إن هذا اللقاء "لن يحصل وليس محتملا" بين الرئيسين الأميركي والإيراني، وذلك في معرض رده على سؤال لقناة "أي بي سي" الأميركية حول إمكانية حصوله.

وفي تصريحات أخرى له، اليوم الاثنين، ربط الوزير الإيراني، إمكانية إجراء بلاده التفاوض مع الإدارة الأميركية ضمن مجموعة الــ"5+1" المبرمة للاتفاق النووي عام 2015 بعودة الولايات المتحدة إلى هذا الاتفاق.
وذكرت وكالة رويترز أن ظريف أشار إلى أن بلاده تستبعد إمكانية التفاوض على اتفاق جديد مع القوى العالمية قائلا إن الشركاء الأوروبيين فشلوا في الوفاء بالتزاماتهم المنصوص عليها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وقال ظريف على تويتر إن عجز بريطانيا وفرنسا وألمانيا "عن الوفاء بالتزاماتها بدون إذن الولايات المتحدة واضح منذ مايو/ أيار2018... لا اتفاق جديدا قبل الالتزام بالاتفاق الحالي".
كما شدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، اليوم، على أن "اللقاء والتفاوض مع أميركا بعد انسحابها من الاتفاق النووي بات من المستحيلات، ما لم تتراجع عن ضغوطها وحربها الاقتصادية والعقوبات وتعد إلى تعهداتها".

كما قال ظريف لوسائل الإعلام في مقر الأمم المتحدة، إن واشنطن "غير قادرة على تركيع إيران من خلال ممارسة الضغوط"، مؤكدا أن بلاده "لن تستسلم أمام الضغوط الأميركية".

وأضاف الوزير الإيراني أن "أميركا خرجت من اتفاقيات دولية، ولا ضمان لو حصل أي توافق ألا ينهار كل شيء بعد انتخابات أميركية أخرى".

وأكد أن "مسؤوليتنا الأولى مع (وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو) كدبلوماسيين، هي أن نبذل الجهود لمنع الحرب وليس أن نعمل على إشعالها".

ماكرون يواصل جهوده

وفي هذه الأثناء، يواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جهوده لجمع روحاني وترامب على طاولة واحدة في نيويورك خلال الأيام المقبلة، لكنه أكد اليوم الاثنين، أن "فرص عقد مثل هذا الاجتماع لم تتحسن بالتأكيد" بعد الهجمات الأخيرة على المنشآت النفطية السعودية.

وذكر ماكرون أن هذه الهجمات "غيرت قواعد اللعبة، إلا أنها تظهر وجود الحاجة لاستمرار فرنسا في جهود الوساطة".

وفي السياق، أعلن ماكرون أنه سيلتقي هذه الليلة مع نظيره الإيراني، على أن يلتقي غدا الثلاثاء، مع ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وكان المرشد الإيراني علي خامنئي، قد جدد حظر إجراء أي لقاء وتفاوض مع المسؤولين الأميركيين، خلال الأسبوع الماضي، مؤكدا أنّ بلاده "لن تجري أي تفاوض مع أميركا على أي مستوى"، معتبراً أنّ الهدف الأميركي من التفاوض "هو فرض مطالبها الوقحة وإظهار تأثير الضغوط القصوى على إيران، واستعراض نجاح هذه السياسة".

مبادرة هرمز

وعلى صعيد متصل بالتوترات بين طهران وواشنطن، قال وزير الخارجية الإيراني لوسائل الإعلام في مقر الأمم المتحدة، إن "لا صلة لإيران بالهجمات على أرامكو"، معتبرا مبادرة "السلام في هرمز"، والتي يفترض أن يكشف عن تفاصيلها روحاني خلال كلمته أمام الجمعة العامة للأمم المتحدة الأربعاء المقبل، "جدية للغاية" بالنسبة لإيران.

وبحسب تصريحات ظريف، تدعو المبادرة إلى تشكيل تحالف من دول الساحل الثماني المطلة على الخليج (العراق وإيران والسعودية والبحرين وقطر والإمارات وعمان والكويت) لتأمين الملاحة في الخليج ومضيق هرمز بإشراف الأمم المتحدة.

وتأتي تصريحات ظريف حول هذه المبادرة فيما كشف الرئيس الإيراني، قبيل مغادرته طهران متوجهاً إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ملامح خطته بشأن أمن الملاحة في المنطقة، قائلا إن "مبادرة السلام في هرمز لا تقتصر على البعد الأمني فقط، وإنما لها أبعاد أخرى، مثل البعد الاقتصادي".

وأضاف روحاني، أن بلاده تسعى من خلال هذه المبادرة، التي تعرف اختصاراً بـ"الأمل"، إلى "تعاون جماعي داخل منطقة الخليج لتأمين أمنها، من خلال مشاركة جميع الدول".


المساهمون