أعلنت وزارة الدفاع العراقية، اليوم الاثنين، عن إطلاق حملة عسكرية واسعة أطلقت عليها اسم "إرادة النصر"، بمشاركة الجيش وصنوف عسكرية أخرى مسلحة، وبدعم من طيران التحالف الدولي، في مناطق صحراء الأنبار المحاذية لمحافظتي كربلاء والنجف، وصولا إلى الحدود العراقية السعودية.
وتعتبر العملية الأولى من نوعها في هذه المنطقة، التي تفرض مليشيات مرتبطة بإيران، أبرزها كتائب حزب الله والنجباء والمختار الثقفي، وفصائل مسلحة أخرى توجد في تلك المناطق منذ عام 2015، سيطرتها عليها، وهي المناطق ذاتها التي يرشحها خبراء بأنها قد تكون مصدر الهجمات على منشآت ومصالح نفطية سعودية في بقيق قبل يومين، رغم نفي بغداد الرسمي لذلك.
وقال بيان لقيادة العمليات العراقية المشتركة، تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، إنه "على بركة الله انطلقت المرحلة الخامسة من عملية إرادة النصر، فجر اليوم الاثنين، في صحراء الأنبار، جنوب الطريق الدولي المحاذي مع محافظتي كربلاء والنجف، إلى الحدود السعودية العراقية، بمشاركة قوات الجيش ولواء مغاوير قيادة عمليات الأنبار، والحشد العشائري، وأفواج من شرطة طوارئ الأنبار، والفوج التكتيكي بشرطة الأنبار، وقيادة عمليات الفرات الأوسط، وقيادة عمليات بغداد، وقوات الحشد الشعبي".
Twitter Post
|
وبحسب البيان، فإن العملية تأتي "بدعم من القوة الجوية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي، وتهدف إلى تجفيف منابع الإرهاب وملاحقة المطلوبين والعناصر الإرهابية، ولتعزير الأمن والاستقرار في المناطق التي شملتها هذه المرحلة"، مشيرا إلى أنه سيتم إعلان نتائج العملية في وقت لاحق".
في المقابل، قال مسؤول عسكري عراقي لـ"العربي الجديد"، إن العملية انطلقت من الشريط العراقي السعودي، وستدخل إلى عمق صحراء الأنبار، وتتجه نحو الحدود مع النجف وكربلاء، وتتم بواسطة دعم جوي من التحالف الذي يقتصر دوره على الصور الجوية والدعم للقوات البرية في حال مواجهة أي جيوب مسلحة.
وأضاف المسؤول العسكري أن "المناطق المستهدفة في العملية تشمل مناطق الهبارية والنخيب ومضارب عنزة وبيار الحجاج والحباري والواحة وجديدة عرعر، وكلها محاذية للأراضي السعودية".
ولا يستبعد الخبير بالشأن الأمني العراقي علي السعدي أن تكون العملية بهذا التوقيت لها دلالات سياسية بعد الهجوم على منشآت أرامكو في بقيق، واتهام العراق بأنه مصدر تلك الهجمات.
وأضاف السعدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "توقيت العملية والاتهامات التي تتحدث عن أن شمال غربي السعودية، في إشارة إلى حدود العراق، هي مصدر العمليات، تعني أن هناك محاولة عراقية لطمأنة السعوديين أو الرأي العام الدولي بشكل عام، عبر تأكيد العراق على عدم وجود أي خطر من أراضيه، وأنه يفرض سيطرته على تلك المناطق"، معتبرا أن "إيراد عبارة مشاركة التحالف الدولي في العملية له دلالة أيضا".
وأضاف: "الأهم في العملية هو أن تتمكن الحكومة من إخراج المليشيات الموجودة هناك، واستبدالها بقوات من الجيش العراقي، وهذا مهم جدا للسعوديين، وإلا لن تكون العملية ذات أثر على الخارج، وخاصة أنها لم تشهد من قبل أي نشاطات لـ(داعش)، كونها مناطق صحراوية ولا تمثل أي بعد لوجستي للتنظيم".