أبوفجر: السيسي استقبل تجار مخدرات ويخلق معركة مفتوحة في سيناء لتخويف الشعب

16 سبتمبر 2019
اتهام نجل السيسي بالتهريب من وإلى قطاع غزة (Getty)
+ الخط -

كشف الناشط السيناوي البارز، العضو السابق في لجنة إعداد الدستور المصري، مسعد أبو فجر، كواليس جديدة عما يحدث في شمال سيناء من عمليات عسكرية، وتهريب من وإلى قطاع غزة المحاصر، لحساب ضابط المخابرات العامة نجل الرئيس عبد الفتاح السيسي، محمود السيسي، ومجموعة من أعوانه، بالتزامن مع فيديوهات الفنان والمقاول المصري، محمد علي، التي أزاح فيها الستار عن العديد من وقائع الفساد داخل مؤسستي الرئاسة والجيش في مصر.

وقال أبو فجر، في مقطع فيديو بثه على صفحته الشخصية عبر موقع "فيسبوك"، مساء الأحد، إن "السيسي استقبل تجارا للهيروين (مخدر معروف) في قصر الاتحادية الرئاسي على أنهم من أهالي سيناء بخلاف الحقيقة"، مشيرا إلى أنه كلف القائد السابق للجيش الثاني الميداني، اللواء أحمد وصفي، بمحاربة الإرهاب في سيناء، على الرغم من أنه شخص "فاسد"، وأمر ببناء فيلا خاصة به داخل كتيبة الجيش، وإزالة آلاف الأشجار من الزيتون حتى يرى المطار من فيلته.

وأضاف أبو فجر، ممثل سيناء في لجنة الخمسين لإعداد دستور 2014، أن "أهل سيناء باتوا على قناعة أن السيسي يحارب السيناويين أنفسهم، ولا يحارب الإرهاب"، مشيراً إلى أن الحرب في سيناء "ليست حقيقية كما يروّج النظام الحاكم، لأن عدد الإرهابيين لا يتجاوز الألفين، بحسب أقصى التقديرات، وهم معروفون لدى أهالي سيناء".

وتابع قائلاً إن مشايخ قبائل سيناء اقترحوا في لقاء جمعهم قبل خمس سنوات مع رئيس جهاز المخابرات العامة السابق، اللواء محمد فريد التهامي، التدخل للقضاء على "المسلحين" في مناطق شمال سيناء، غير أن الأخير رفض هذا التدخل، مفضلاً الحديث عن المؤامرات التي تستهدف مصر آنذاك.

وأفاد أبو فجر بأن شيخ قبيلة الأرميلات، عطا الله أبو ركاب، الذي يرتبط معه بعلاقة شخصية، كان من أبرز الساعين لإقناع النظام بأن أهل سيناء قادرون على القضاء على "الإرهابيين"، إلا أن المسؤولين في المخابرات المصرية حاولوا إقناعه بالعمل معهم "كجاسوس" على السيناويين؛ فرفض، ليُقتل في وقت لاحق، ويُتهم تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم "داعش" بقتله.

وزاد بالقول إن "أهالي سيناء قادرون على القضاء على الإرهابيين نهائياً، لأنهم يعرفون إمكاناتهم وتحركاتهم جيداً، مثلما هو سهل على الجيش المصري القضاء عليهم، إذا ما حدد مهمته بدقة، ووفرت له الإمكانات اللازمة"، مستدركاً أن ما يجري في سيناء "يُثير شكوكاً حول الهدف الحقيقي من الحرب على الإرهاب، وعلاقة ذلك بتأسيس المصالح في ظل الحديث عن "صفقة القرن"".

واتهم الناشط السيناوي النظام المصري بـ"خلق معركة مفتوحة في مناطق سيناء لتخويف الشعب، وإقناعه أن الإرهاب بات قريباً"، مواصلاً: "السيسي يرغب في تنفيذ عملية تطهير عرقي في سيناء، وهذا لن يحدث أبداً، لأن المعارك الدائرة لن تفلح في استنزاف خيرات البلاد، ومقدراتها. وترحيل أهل سيناء هدفه تكرار سيناريو أهل النوبة، وإفراغها من أهلها، بغرض طرحها ضمن بنود "صفقة القرن"".

 

كما أشار إلى أن النظام المصري يدفع بمحكومين جنائياً في عمليات بسيناء، ثم يتخلص منهم، أو يُعيدهم إلى السجون، وهو ما يُفقد الحرب شرفها، ويُزيد من عمق الإهانة التي يشعر بها السيناويون، مؤكداً أن الخاسر الأكبر في حرب سيناء هو الجيش المصري، "الذي ألقي به في محرقة تسحق عناصره بشكل يومي، لا سيما البسطاء من المجندين الوافدين من الأقاليم".

 

واستشهد أبو فجر بحديث محمد علي عن أن "المشهورين من ضحايا الجيش في سيناء يخصهم النظام بالتكريم؛ بينما يلف البسطاء منهم في العلم المصري، مع إرسال مكافأة قدرها عشرة آلاف جنيه لأسرهم"، مختتماً بقوله إن مدينة رفح الحدودية تحولت الآن إلى مأوى للإرهابيين، بعد أن عمد النظام المصري إلى تهجير الأهالي منها منذ بدء العملية العسكرية "سيناء 2018".

ولا تزال أصداء مقاطع الفيديو التي نشرها محمد علي حول فساد المؤسسة العسكرية، ومشروعات تشييد القصور الرئاسية للسيسي، تتردد بقوة داخل أروقة الأجهزة السيادية والأمنية المصرية، حتى بعد الظهور الاستثنائي للسيسي خلال المؤتمر الثامن للشباب، الذي خُصص القسم الأكبر منه للرد على اتهامات المقاول الذي عمل مع الجيش لأكثر من 15 عاماً.

ووصف السيسي الجيش بأنه "مؤسسة مغلقة"، و"يجب الحفاظ على خصوصيتها"، في وقت يستعد فيه حالياً لاتخاذ إجراءات "عقابية" ضد شخصيات قيادية حالية وسابقة في الجيش، وبعض الضباط الذين انتهت خدمتهم، وتولوا مواقع إدارية في شركات خاصة أو مملوكة للقوات المسلحة، إذا ما ثبت تورطهم في وقائع فساد، لامتصاص حالة الغضب لدى الضباط الأصغر.