العراق: هجمات "داعش" تحيي ملف أمن المناطق المتنازع عليها

03 اغسطس 2019
الهجمات تعيد قوات البيشمركة للواجهة (صافين حامد/ فرانس برس)
+ الخط -

نفذت قوات مكافحة إرهاب كردستان العراق، عملية أمنية في المنطقة الحدودية بين محافظتي ديالى والسليمانية، بعد هجمات لتنظيم "داعش" استهدفت حواجز أمن كردية، وبينما تسيطر القوات العراقية ومليشيا "الحشد الشعبي" على المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وإربيل، أعادت تحركات التنظيم طرح ترتيب إدارة ملف أمنها بدعم من القوات الكردية.
وتعرضت خلال الفترة الأخيرة حواجز أمنية كردية على حدود السليمانية لهجمات من قبل عناصر التنظيم، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر الأمن الكردي.
وبحسب عضو مجلس محافظة ديالى زاهد الدلوي، فإنّ "قوات مكافحة الإرهاب في كردستان، نفذت عملية نوعية في منطقة كلاجو على الحدود بين ديالى والسليمانية"، مؤكداً في منشور له على "فيسبوك"، أنّ "العملية أسفرت عن أخذ الثأر للشهداء الأربعة، والقبض على مرتكبي الجريمة".
تلك الهجمات التي ينفذها التنظيم، أعادت بقوة إمكانية التوافق بين بغداد وإربيل على إعادة ترتيب إدارة أمن المناطق المتنازع عليها، بمشاركة قوات البيشمركة الكردية.
وقال مسؤول في الحكومة العراقية لـ"العربي الجديد": "هناك مباحثات جدّية بين العراق وإربيل بخصوص ملف الإدارة الأمنية للمناطق المتنازع عليها، التي يطالب الكرد بأن يكون هناك دور للبيشمركة بملفها الأمني"، مبيناً أنّ "الهجمات التي ينفذها عناصر التنظيم في تلك المناطق، أضفت جدية على تلك المباحثات، وفتحت المجال لعقد اتفاق بشأن إدارتها".
وأكد أنّ "الاحتمالات المطروحة لتلك الإدارة أن تكون هناك نسبة معينة من قوات البيشمركة تشارك بحفظ أمن بعض تلك المناطق، وخاصة التي تشهد هجمات"، مبيناً أنّ "الملف الأمني هو ملف حساس، ويحتاج إلى توافق وتعاون لإنهاء ما تبقى من جيوب وخلايا داعش".
الجانب الكردي من جهته، يشدد على أنّ هجمات "داعش" أكدت الحاجة لوجود قوات البيشمركة بإدارة أمن المناطق المتنازع عليها، وقال عضو "الاتحاد الوطني الكردستاني" محمد الحاج عمر في تصريح صحافي، إنّ "ما حدث من خرق أمني بين السليمانية وديالى دليل آخر على ضرورة إعادة البيشمركة لتلك المناطق".
وأشار: "حذرنا من تغلغل تنظيم داعش في مناطق قرى وأطراف بلدات خانقين وديالى، بسبب الفراغ الأمني الذي تركه انسحاب البيشمركة منها"، مؤكداً أنّ "خلايا داعش تتحرك بأريحية كبيرة في جبال حمرين، ولا بد من معالجة تلك التحركات".


يشار إلى أنّ الملف الأمني في المناطق المتنازع عليها (وهي مناطق مختلطة سكنياً ومختلف على تبعيتها بين حكومتي بغداد وإربيل) يدار من قبل الجيش العراقي ومليشيا "الحشد الشعبي"، منذ أحداث استفتاء استقلال كردستان العراق الذي أجري في سبتمبر/ أيلول 2017، والذي انسحبت بعده قوات البيشمركة من تلك المناطق.