اعترف الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم السبت، بأنّ بلاده "تعيش ظروفاً صعبة ومعقدة للغاية"، مؤكداً أن الشعب الإيراني "على الرغم من هذه الظروف، يواصل الصمود في مواجهة مؤامرات الأجانب"، في حين أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، أن "إيران أصبحت أقوى من أي وقت مضى ولذلك لن تدخل التفاوض" مع الإدارة الأميركية، مهدّداً في الوقت ذاته، السعودية بـ"أزمة هجرة" اذا ما انتقل "الحوثيون" إلى قصف "المدن السعودية".
وقال روحاني، في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني، خلال زيارته مرقد مؤسس الثورة الإسلامية الإيرانية آية الله الخميني، بمناسبة أسبوع الحكومة، إنّ "نظام الجمهورية الإسلامية أظهر دولة إيران كصاحبة العزة والقوة في منطقة حساسة مثل الشرق الأوسط". وفي إشارة إلى الضغوط والعقوبات الأميركية، أوضح أنه "اليوم نعيش ظروفاً صعبة ومعقدة للغاية"، داعياً إلى "الوحدة والتعاون بين الحكومة، والشعب، والنخب، وخصوصاً جيل الشباب، لتجاوز هذا المنعطف التاريخي وإحباط العدو".
وأكد روحاني أن "الشعب الإيراني يواصل صموده ومقاومته في مواجهة مؤامرات الأجانب على الرغم من هذه الظروف التي يعشيها"، مشيراً إلى أن هذه المؤامرات "تنتهي عندما يُحبط الأعداء من استهداف النظام الإيراني"، قبل أن يشدد على أن هدف بلاده هو "إحباط أعدائها".
طهران لن تدخل ميدان التفاوض
وعلى صعيد متصل، أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، أن بلاده تجاوزت الصعوبات الناتجة عن العقوبات الأميركية، قائلاً: "إننا تعلمنا كيف نعيش من دون تأثير العقوبات"، موضحاً أنّ هذه العقوبات "استُنفدت ولم تعد لها قوة وفاعلية أكثر مما ظهر"، داعياً الحكومة الإيرانية إلى العمل على "إلغاء آثار العقوبات بدلاً من السعي لرفعها".
وفي الصدد، أوضح سلامي أنّ "هناك فرقا كبيراً بين رفع العقوبات وإحباط آثارها"، مشيراً إلى أن العمل على "رفع العقوبات يعني الرهان على العدو... وهذا لا يجدي نفعاً"، لافتاً إلى أن "أوروبا لا يمكنها رفع العقوبات وأميركا لا تريد ذلك"، متحججاً بذلك ليؤكد "ضرورة اتخاذ سياسة إحباط آثار العقوبات"، التي اعتبر أنها "فرصة"، حققت إيران بموجبها "كل هذا التقدم في العلوم والتقنيات".
ولفت المسؤول الإيراني إلى أنّ "الصعوبات عابرة، ويكفي أن نكون صامدين فقط"، مشيراً إلى أن "العقوبات كانت أخطر سيناريو خطط له الأعداء لجرّ إيران إلى التفاوض" مع الولايات المتحدة الأميركية، إلا أنه شدد على أن بلاده "لن تدخل ميدان التفاوض، لأننا أصبحنا أقوى من أي زمن مضى"، معتبراً أن واشنطن "شاهدت إرادة إيران وقوتها وتقدمها وأقوالها المشفوعة بالأفعال".
وفيما أكد سلامي أن أميركا "لن تنزل للمطالب الإيرانية في أي مفاوضات"، اعتبر أن "الرهان على الأعداء لحل المشاكل نوع من السذاجة". وفي السياق، أشار إلى أن "ترك منطق المقاومة والإقبال على التفاوض دليل ضعف"، متابعاً قوله إنه "عندما يجدنا العدو في موقف الضعف يزيد من ضغوطه".
إلى ذلك، شدد سلامي على أن "وصفة التفاوض والتسوية ليست الحل لمشاكل بلادنا أبداً"، معتبراً أن ذلك "لن يحل أي قضية لنا".
وقدم القائد العام للحرس الثوري الإيراني، هذه السردية عن مضرات التفاوض مع واشنطن ليؤكد أن الحلّ أمام بلاده هو "الصمود والمقاومة" في مواجهة الضغوط الأميركية. وعرج على المحاولات الأميركية لتشكيل تحالف بحري في المنطقة في مواجهة بلاده، بالقول إن الأمن في الخليج "متوفر تحت إشراف ورقابة القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مضيفاً أن إيران هي التي تمسك بأمن الخليج و"الأعداء لن يتمكنوا من ضرب هذا الأمن".
تهديد السعودية بـ"أزمة الهجرة"
كما أشار القائد العام للحرس الثوري الإيراني إلى التطورات الجارية في اليمن، قائلاً إن "اليمن خرج من تحت الأنقاض، على الرغم من التصورات والتكهنات بأن الشعب اليمني سيُقضى عليه تحت وطأة الهجمات الأكثر شدة وقسوة"، معتبراً أنه "أعجز الإمارات والسعودية وأميركا". وأضاف أن "جميع المطارات السعودية أصبحت مستهدفة من قبل الطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية"، في إشارة إلى هجمات "الحوثيين".
ومضى سلامي قائلاً إنّ "زعماء السعودية أصبحوا عاجزين، بحيث لم يعد بإمكانهم أن يقوموا بنشاط واستعراض سياسي"، معتبراً أنّ "الطريق أمامهم مغلق ولا يعرفون كيف يتصرفون". ولفت إلى أن "المطارات والمصافي السعودية ليست آمنة اليوم، بينما اليمنيون يتعاملون بإنسانية ولا يقصفون المدن"، متوعداً الرياض بذلك، من خلال القول إنه "في حال قصفوا المدن، سيؤدي ذلك إلى أزمة هجرة إلى الصحراء"، قبل أن يجزم أن ذلك سيخلق "تحدياً جاداً للنظام السعودي بكل تأكيد".
تجربة صاروخية جديدة
وفي سياق آخر، كشف سلامي عن أن الحرس الثوري الإيراني أجرى "تجربة صاروخية جديدة وناجحة"، مشيراً إلى أن إيران "هي ساحة لاختبار أنواع المنظومات الدفاعية والاستراتيجية".
وأكد القائد العام للحرس الثوري، وفقاً لما أوردته وكالة "تسنيم"، أن هذه التجارب العسكرية "مستمرّة من دون توقف في سبيل زيادة قوة الردع"، موضحاً أن "الأمس كان من الأيام التي سجلت نجاح الشعب الإيراني"، وذلك في إشارة إلى أن الاختبار الصاروخي الجديد الذي أجرته إيران، كان أمس الجمعة.
ولم يكشف سلامي عن المزيد من التفاصيل حول ملامح الصاروخ الذي اختبرته طهران.