تشهد مدينة عدن جنوبي اليمن، اقتحامات وأعمال نهبٍ تنفذها قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي"، المدعومة إماراتيا، لمنازل مسؤولين في الحكومة الشرعية، بعد يومين من إكمال بسط سيطرته الكاملة على المدينة.
وأكدت مصادر مقربة من محافظ البنك المركزي اليمني حافظ معياد، أن المسلحين الموالين لـ"المجلس الانتقالي"، اقتحموا مقر سكنه في عدن، وعبثوا بكلّ محتوياته، بما في ذلك غرفة نومه، بالتزامن مع حملة مداهمات واقتحامات نفذتها قوات المجلس ضد منازل مسؤولين في المدينة.
واندلعت اشتباكات عنيفة، مساء أمس، في حي "خور مكسر"، لدى محاولة القوات الموالية للإمارات اقتحام منزل القيادي في ما يُعرف بـ"المقاومة الجنوبية"، سليمان الزامكي، حيث قامت بمحاصرة المنزل تمهيداً لاقتحامه.
وأشارت مصادر قريبة من الحكومة إلى أن الاقتحامات وأعمال النهب طاولت منازل مسؤولين في "الشرعية" وقيادات في قوات "الحماية الرئاسية"، ولم يصدر عن "المجلس الانتقالي" تعليق رسمي بشأنها.
Facebook Post |
وكان وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، في أول ظهور أمس، عقب الأحداث التي شهدتها عدن، تقدم بـ"الشكر"، لقيادات "المجلس الانتقالي"، على ما قاموا به من أعمال نهب للممتلكات والمنازل والعبث بمحتوياتها، معتبراً أن ذلك يأتي على غرار ما قامت به جماعة أنصار الله (الحوثيين)، خلال اقتحام صنعاء.
وقال الميسري، في تسجيل مصوّر جرى تصويره قبيل مغادرته مدينة عدن إلى العاصمة السعودية الرياض، إن دولة الإمارات العربية المتحدة انتصرت في حربها لإسقاط الحكومة اليمنية في عدن. وأعلن أنه يقرّ بالهزيمة، مباركاً للإمارات "النصر المبين علينا"، على حد قوله.
وانتقد وزير الداخلية اليمني "الصمت المريب" لمؤسسة الرئاسة اليمنية عما حدث في عدن، لافتا إلى أن السعودية صمتت أيضاً لمدة أربعة أيام، بينما كان أحد الشركاء في التحالف السعودي الإماراتي (الإمارات) يذبح القوات التابعة للحكومة الشرعية "من الوريد إلى الوريد"، على حد قوله.
وكان مكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ذكر في بيان الأحد، أن تقارير أولية أشارت إلى أنّ ما يصل إلى 40 شخصاً قتلوا وأصيب 260 آخرون في مدينة عدن الساحلية جنوب البلاد، منذ الثامن من أغسطس/ آب الجاري، في أحدث موجة من المعارك.
ونقل المكتب عن منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، قولها إنه "من المؤلم أنه خلال عيد الأضحى، هناك عائلات تبكي أحباءها بدلاً من الاحتفال معاً بسلام"، مضيفة: "همنا الأكبر هو إرسال فرق طبية لإنقاذ المصابين".