احتدمت المعارك الميدانية في مدينة عدن جنوبي اليمن، اليوم السبت، حيث تتواصل الاشتباكات العنيفة في أحياء المدينة لليوم الثالث على التوالي، وسط أنباء عن تقدم القوات الموالية للانفصاليين والمدعومة من الإمارات، وسيطرتها على معسكر واحد على الأقل من معسكرات قوات الحماية الرئاسية التابعة للشرعية، فضلا عن منزل وزير الداخلية.
وأفادت مصادر محلية اليوم لـ"العربي الجديد"، بأنّ الاشتباكات تتواصل في المدينة وتُستخدم فيها مختلف الأسلحة الثقيلة، مع أنباء عن محاصرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات للقصر الرئاسي في عدن بعد إسقاط عدد من المعسكرات الموالية للشرعية، ومطالبة القيادات العسكرية المتواجدة داخل القصر بالاستسلام.
وبثت منصات تابعة للمجلس، على "فيسبوك" و"تويتر"، مقاطع مصورة تظهر قوات من "الحزام الأمني"، وهي تتمركز أمام باب منزل وزير الداخلية، أحمد الميسري، بحي المنصورة، وتعلن سيطرتها عليه، من دون حديث عن مصير الميسري، الذي نقلت "الأناضول" عن مصادر مقربة منه أن التحالف العربي نقله من منزله فجرًا.
وقالت تلك المصادر، طالبة عدم نشر أسمائها، إن ثماني عربات مصفحة تابعة لقوات التحالف العربي اتجهت، قبل صلاة فجر السبت، إلى منزل الميسري، وخرجت به بعد دقائق إلى مقرها بمدينة البريقة غربي محافظة عدن.
في الأثناء، أعلن قائد القوات الخاصة في الحكومة اليمنية، اللواء فضل باعش، السبت، انشقاقه والانضمام إلى قوات المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأظهر مقطع فيديو، بثته منصات تابعة للانتقالي "باعش" يعلن انشقاقه عن قوات الحكومة الشرعية، وانضمامه هو وجنوده إلى القوات الانفصالية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتضارب المعلومات بشأن مصير "اللواء الرابع حماية رئاسية" في منطقة "دار سعد"، وهو اللواء الذي أعلن الانفصاليون أنه سقط في أيديهم الليلة الماضية، إلا أنّ مصادر قريبة من قائد اللواء مهران القباطي نفت الأنباء، مؤكدة في الوقت ذاته، تعرضه لهجوم عنيف من محاور عدة، وسط أنباء عن تدخل مباشر للقوات الإماراتية بهدف إسقاط اللواء.وحلّقت مقاتلات التحالف العربي في عدن بكثافة، وتحدثت أنباء لم يتسنَّ على الفور التأكد منها من مصادر حكومية، عن أن المقاتلات قصفت تعزيزات للشرعية كانت قادمة من محافظة أبين إلى عدن.
وبينما تواصل القوات المدعومة إماراتيا تقدمها، دعا وزير الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات، عبدالله بن زايد، إلى "التهدئة"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الإمارات (وام).
وأعرب بن زايد عن "قلق" بلاده من التطورات المتسارعة في عدن، مؤكدا على ما سماه "ضرورة تركيز جهود جميع الأطراف على الجبهة الأساسية ومواجهة مليشيا الحوثي الانقلابية والجماعات الإرهابية الأخرى والقضاء عليها".
وتدور المعارك في عدن، منذ أيام، وتحاصر عشرات الآلاف من السكان في منازلهم، في وقتٍ لم تتوفر حصيلة رسمية حول أعداد القتلى والجرحى من الطرفين ومن المدنيين.
وفيما تدعم الإمارات وتشارك بصورة مباشرة في المعارك من خلال دعم الانفصاليين، اتخذت السعودية موقفاً ضبابياً، إذ لم تقدم دعماً عملياً يُذكر لقوات الشرعية، كما أنها لم تعمل على إيقاف المواجهات.