شهدت المباحثات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونائب رئيس المجلس العسكري السوداني محمد حمدان دقلو (حميدتي)، توافقاً على ضرورة تسليم الخرطوم العناصر المطلوبة أمنياً من الإسلاميين إلى القاهرة، وبصفة خاصة من المنتمين لجماعة "الإخوان المسلمين"، تفعيلاً لاتفاقيات التعاون الأمني بين البلدين، والتي وُقّعت في عهد الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، ولم تدخل حيز التفعيل المستمر بصفة رسمية.
وقالت مصادر دبلوماسية مصرية لـ"العربي الجديد"، إن السيسي أبلغ حميدتي بضرورة انخراط السودان مرة أخرى في المفاوضات الثلاثية التي تجمع البلدين مع إثيوبيا بشأن أزمة سد
النهضة، وذلك بهدف الحد من الأضرار المتوقعة على مصر.
وأضافت المصادر أن حميدتي وعد السيسي بتفويض لجنة تضم مدير الاستخبارات، ووزير الخارجية، للمشاركة في تحديد موعد "قريب" لاستئناف المفاوضات على المستوى التساعي أو السداسي خلال شهر أغسطس/آب المقبل.
كما عرض حميدتي على السيسي تطورات التنسيق مع جنوب السودان في إطار تطبيع العلاقات، والتوصل إلى سلام دائم تحت رعاية مصرية، ارتباطاً بالزيارة الأخيرة التي أجراها إلى جوبا منذ يومين، وفقاً للمصادر.
كما ذكرت أن السيسي وحميدتي تباحثا أيضاً حول تطورات المفاوضات مع قوى المعارضة، في ظل دعم القاهرة المطلق للمجلس العسكري، وبقائه في السلطة لأطول فترة ممكنة، إلى حين احتواء الغضب الشعبي، وتحسين الأوضاع الأمنية، مع إبداء السيسي رغبته في استضافة لقاءات حوارية بين المجلس العسكري وقوى المعارضة، للتوافق حول مواعيد الاستحقاقات الدستورية ومحتواها.
وأفادت المصادر المصرية بأن اللقاء تطرق إلى دراسة عودة انعقاد اللجان الوزارية بين البلدين، للتأكيد على استقرار الأوضاع الحكومية في السودان، وقابلية المشروعات المشتركة للتنفيذ في أقرب وقت، ومن بينها مشروع الربط الكهربائي، وتطوير التعاون الأمني على الحدود، وزيادة حجم التبادل التجاري، وإلغاء القيود على الصادرات المصرية.
من جهتها، اكتفت الرئاسة المصرية بإصدار بيان مقتضب عن اللقاء، قال فيه المتحدث باسمها إن "السيسي أكد دعم مصر لخيارات الشعب السوداني، وترحيبه باستضافة أي حوار بين القوى السياسية السودانية على أرض مصر".
Facebook Post |
بينما قال حميدتي إن هدف المجلس العسكري هو حماية وحدة السودان من الأخطار والتقسيم والتفكك، مشيراً إلى أن السلطة الحاكمة في الخرطوم لن تسمح بتضرر مصر سواء من سد النهضة، أو من وجود عناصر مطلوبة منها على الأراضي السودانية.