"نيويورك تايمز": الانسحاب الإماراتي من اليمن أغضب السعوديين وحاولوا منعه

12 يوليو 2019
أصبح اليمن مستنقعاً للتحالف السعودي الإماراتي(Getty)
+ الخط -

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن السعودية شعرت بإحباط عميق من قرار الإمارات حليفتها الرئيسية في الحرب على اليمن، الانسحاب من هذا البلد، وحاولت ثنيها عن قرارها.


وفي تقرير جديد لها حول الانسحاب، أعده ديكلان والش وديفيد كيركباتريك، نقلت "نيويورك تايمز"، عن دبلوماسيين تأكيدهم أن السعوديين كانوا محبطين جداً من القرار الإماراتي الذي بدأت وكالات إعلام بتداوله منذ شهر، إلى أن أكده مسؤول إماراتي لوكالة "رويترز" هذا الأسبوع. وبحسب دبلوماسي غربي مطلع على هذا الملف، فقد تدخل مسؤولون كبار في الديوان الملكي السعودي لدى الإمارات لمحاولة ثنيها عن القرار.

من جهتهم، قال أشخاص عدة مطلعون على موقف أبوظبي، أن الإمارة الخليجية حاولت تجنب إعلان قرارها بشكل علني ورسمي، في جزء منه لتقليل عدم رضى وسعادة السعوديين به. لكنّ مسؤولاً في السفارة السعودية في واشنطن نفى للصحيفة أن يكون قادة المملكة "حزينين" للانسحاب الإماراتي، مؤكداً أن البلدين "يبقيان متحالفين استراتيجياً حول أهدافهما في اليمن"، معتبراً أن "التبديلات العملياتية والتكتيكية خلال الحملات العسكرية (في إشارة إلى إعادة الانتشار الإماراتي) هي أمور طبيعية، وتتم بالتنسيق مع التحالف". كما أشار إلى أن أي فراغ سيتركه الانسحاب، ستملؤه قوات يمنية تمّ تدريبها لتسلم زمام الأمور بمفردها.

وكان مايك هندرمارش، وهو جنرال أسترالي متقاعد يقود الحرس الرئاسي الإماراتي، قد أكد لزائرين غربيين مؤخراً، أن اليمن أصبح بمثابة مستنقع يلعب فيه الحوثيون دور "فيت كونغ اليمن"، في إشارة إلى الحركة المتمردة المسلحة في فيتنام منتصف القرن الماضي.

ورأى معدا التقرير، في السياق، أن سرعة الانسحاب الإماراتي وحجمه يعكسان اعترافاً متأخراً من قبل الإمارات، بأن الحرب على اليمن، التي أدت إلى أسوأ كارثة إنسانية في العالم، لم يعد بالإمكان ربحها.

وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين الإماراتيين يقولون منذ أسابيع إنهم بدأوا انسحاباً جزئياً وتدريجياً من اليمن، لكنّ دبلوماسيين عرباً وغربيين يؤكدون أن تقليصاً مهماً جداً لعديد القوات الإماراتية في اليمن قد بدأ فعلياً، وأن ما يدفعهم خصوصاً لذلك، هو رغبتهم بالانسحاب من حرب أصبحت كلفتها عالية جداً، حتى إن عنى ذلك إغضاب حليفتهم السعودية.

وفي هذا الصدد، رأى مايكل ستيفنز الباحث في معهد الخدمات الملكية المتحدة، ومقره لندن، أن الانسحاب يضع السعوديين أمام حقيقة أن هذه الحرب فاشلة، كما يُظهر لنا أن شريكي التحالف (في الحرب على اليمن) السعودية والإمارات، لا يملكان تصوراً موحداً لمعنى نجاح هذه الحرب.

وأمس الخميس، قالت أربعة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز"، إن القوات السعودية في اليمن اتخذت إجراءات لتأمين ميناءين استراتيجيين في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بعدما خفضت الإمارات وجودها العسكري هناك بشكل كبير.

وقال قياديان عسكريان يمنيان ومسؤولان في الحكومة اليمنية، إن ضباطاً سعوديين تسلموا قيادة القواعد العسكرية في ميناءي المخا والخوخة، وكانت القوات الإماراتية تستخدمهما لدعم الحملة العسكرية التي كانت تستهدف السيطرة على الحديدة القريبة ولمراقبة الساحل.

كما أرسلت الرياض عدداً غير محدد من القوات إلى مدينة عدن الساحلية، وإلى جزيرة بريم الصغيرة البركانية في مضيق باب المندب، وهو ممر استراتيجي للملاحة يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن.