ترامب يلوم مستشاريه حيال إيران: "حاولوا دفعي لحرب مقززة"

24 يونيو 2019
ترامب انتقد بولتون في إشارة لـ"الصراع" داخل فريقه(بريندان سميالوسكي/Getty)
+ الخط -

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الأحد، أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب خالف مستشاريه للأمن القومي بخصوص توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، قائلاً إنّهم حاولوا دفعه إلى شنّ حرب "مقززة".

وذكرت الصحيفة، في تقرير، أنّ ترامب أكد، في محادثات خاصة، الجمعة، على قراره بإيقاف الضربات ضد إيران، متحدّثاً عن أفراد إدارته كما لو أنّهم حاولوا إزاحته من مركزية القرار.

وقال ترامب لأحد المقرّبين من دائرته الداخلية من المستشارين، بحسب ما كشفت الصحيفة: "هؤلاء الناس يريدون دفعنا إلى الحرب، وهذا أمر مقزز"، مضيفاً "لسنا بحاجة إلى مزيد من الحروب".

وعبّر ترامب، في المحادثات، عن دهشته لكلفة الطائرة المسيرة التي أسقطتها إيران، الخميس، والتي تبلغ حوالى 130 مليون دولار، لكنّه أخبر من حوله بأنّ الرقم بالدولار سيكون له صدى أقل لدى الناخبين الأميركيين، من أي خسائر بشرية محتملة، والتي وصلت إلى 150 ضحية إيرانية، بحسب التقديرات التي قُدّمت إليه.

وقال ترامب للصحافيين، السبت: "لا أريد قتل 150 إيرانياً"، مضيفاً أنّ لديه أصدقاء إيرانيين في نيويورك، مشيراً إلى أنّه يؤيد حزمة جديدة من العقوبات ضد إيران، سيعلن عنها رسمياً اليوم، الإثنين.

وبينما أيّد العديد من كبار مستشاري ترامب خيارات "أكثر عنفاً" بشأن ضرب إيران، إلا أنّ الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة، قدّم مذكرة أكثر حذراً، والتي كان لها "تأثير كبير" على قرار الرئيس، بحسب الصحيفة.


"الصراع" داخل فريق ترامب

وفي إشارة إلى "الصراع" داخل فريقه، كان ترامب نفسه قد أشاد، السبت، بالجنرال دانفورد لمشورته "الأكثر حذراً" حيال ضرب إيران، بينما أشار إلى خلافاته السابقة مع مستشار الأمن القومي، "الصقر" جون بولتون، والذي كان القوة الدافعة وراء الضربات المقترحة.

ووصف ترامب الجنرال دانفورد، الذي قال مسؤولون إنّه طور علاقة شخصية مع الرئيس، بأنّه "رجل رائع وجنرال رائع"، بينما ذكّر بدعم بولتون لحرب العراق في حقبة إدارة الرئيس جورج بوش الابن، واصفاً إياه بأنّه "كان خطأ فادحاً".

وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض، السبت: "جون بولتون يقوم بعمل جيد، لكنّه يتخذ بشكل عام موقفاً صارماً. الوحيد الذي يهم هو أنا".

ترامب استعان بمذيع عنصري في سبر الآراء

وكشفت "وول ستريت جورنال"، وفقاً لأشخاص مطلعين على المحادثات، أنّ ترامب تواصل مع المذيع العنصري المعروف في قناة "فوكس نيوز" تاكر كارلسون، في سعيه لجمع الآراء وسط تصاعد التوترات مع إيران.

وكان كارلسون قد عارض التدخل العسكري في إيران، خلال برنامجه التلفزيوني الذي يُعرض في وقت الذروة.

وقال ترامب إنّه يريد قدراً معيناً من الانقسام في الآراء داخل فريقه، لكنّه يشدد على أنّه هو من يتخذ القرار، معرباً عن "فخره" بكيفية انعكاس ذلك التوجه عليه، في موضوع ضرب إيران.

وفي حديث للصحافيين في البيت الأبيض، السبت، قال: "كان الجميع يقولون إنني من دعاة الحرب، والآن يقولون إنني حمامة سلام. أنا لست كذلك، إذا كنت تريد معرفة الحقيقة، أنا رجل يتبع الحدس السليم".

ماذا يقول فريق ترامب؟

في المقابل، كشفت "وول ستريت جورنال" أنّ أعضاء فريق ترامب "غير راضين" عن الرئيس بشأن الانقسام الداخلي، الذي بدا أنّه يثقل "التحالف الهش" داخل هذه المجموعة، وفقاً لمسؤولي الإدارة.

وعن الخلاف وراء الكواليس، السبت، قال أحد مسؤولي الإدارة، للصحيفة، إنّ البنتاغون أحبط الخطط المتفق عليها حيال ضرب إيران، عبر الاستعانة بـ"قنوات خلفية" لتزويد ترامب بتقديرات "غير دقيقة" للخسائر المحتملة.

وكشف هذا المسؤول، للصحيفة، أنّ أحد وكلاء البنتاغون أرسل التقدير إلى مكتب مستشار البيت الأبيض، والذي قدّمه بدوره إلى ترامب.

غير أنّ مسؤولاً آخر في الإدارة رفض هذه الاتهامات، وقال للصحيفة إنّ عدد الضحايا المقدّر بـ150 شخصاً صدر عن البيت الأبيض، وليس البنتاغون الذي يستخدم بشكل روتيني "تقييم الأضرار الجانبية" الخاصة به في أي عملية عسكرية مهمة.


ورفض متحدثون باسم البيت الأبيض والبنتاغون التعليق على هذه الجزئية، للصحيفة.

وقال الكولونيل بات رايدر، المتحدث باسم الجنرال دانفورد، للصحيفة: "كمستشار عسكري كبير للرئيس، قدم الجنرال دانفورد مشورته العسكرية بشأن إيران. ومع ذلك، ليس لدي ما أضيفه في ما يتعلق بتعليقات الرئيس ترامب. وفق السياسة المتبعة، نحن لا نناقش المداولات في العلن".

وكان ترامب قد اعترف من جانبه بأنّ التقدير حيال الخسائر المحتملة وصل عبر وكلاء، لكن تم تسليمه له في النهاية من قبل جنرال. ورداً على سؤال حول ما إذا كان هذا الجنرال هو دانفورد المسؤول الأعلى في البنتاغون، رفض ترامب الإجابة بشكل مباشر، قائلاً للصحافيين: "لقد أجريت محادثة طويلة مع دانفورد. إنّه رجل عظيم".

المساهمون